23 ديسمبر، 2024 1:24 ص

لم يفعل الأوباش الداعشيون معي في يوم من الأيام معروفاً سوى هذا المعروف.. ولولا هذا الفعل (الجميل) منهم، لما ذكرتهم بغير الكلمة القادحة، وحروف الذم البليغ.. أما الان وقد فعلوها رغم نذالتهم، فشرفوني بعداوتهم رسمياً، وكرموني بتهديدهم الدموي، فقد بات شكرهم واجباً وطنياً وشخصياً ومهنياً ملزماً لي. وليسمح لي العراقيون الشرفاء، ويعذروني، لو رأوا عنوان مقالي اليوم يحمل كلمة (الشكر لكلاب داعش).. لأني قررت أن أثني عليهم واحداً واحداً.. وأشكرهم كلباً كلباً، بدءًا من أكلبهم، وإنتهاءً بأجربهم.. إذ كيف لا أشكرهم، وهم الذين وضعوا أسمي في قائمة الشرف والإباء الوطني (ولا أسميها قائمة الإغتيال، كما يسميها بعض الزملاء)؟!
إن وضع أسماء هذه الكوكبة الشريفة من الإعلاميين العراقيين في قائمة القتل الداعشي أمس الأول، لا يعني من الناحية التقييمية الإعتبارية شهادة حسن سلوك لهم، ولا تعتبر وثيقة تأكيد لسلامة مواقفهم، على إعتبار أن تنظيم داعش (العدو) حين يطلب رأساً ما، فإن ذلك الرأس لن يكون غير رأس شخص عراقي وطني غيور سبّب لهذا التنظيم أذى ومرارة ووجعاً كبيراً.. نعم سأقولها بصراحة بإن هذه القائمة الشريفة لا تزكي أحداً من الذين فيها، لسبب بسيط جداً، هو أن هؤلاء الشجعان لايحتاجون شهادة لوطنيتهم من داعش، او من غير داعش.. كما أن داعش غير مؤهل إنسانياً وأخلاقياً لتزكية أحد، خصوصاً لمثل هذه القامات الوطنية الإعلامية الباسقة.. فهل يحتاج مثلاً محمد عبد الجبار الشبوط أو وجيه عباس أو محمد الحمد أو مؤيد اللامي أو فلاح الذهبي أو اسماعيل زاير، وقبلنا جميعاً حيدر شكور، أو ما بقي من أسماء هذه القائمة الباسلة، لشهادة من داعش، وكل واحد فيهم يحمل من البطولة والتاريخ اللامع ما يشهد له على وطنيته الباهرة. فمواقف هؤلاء جميعاً، سواء من ذكر أسمه في هذه القائمة أم لم يذكر، قد أثبتتها الأحداث والأزمات والتجارب والإمتحانات التي كان فيها الخيار أمامهم واحداً، أما التراجع المذل، أو الموت، فأختاروا بوعي تام طريق الموت.. وكلنا يعرف أن طريق الموت لا يمر إلاَّ عبر ممرات التحدي والمواجهة والجسارة.. فكان لهم ما أرادوا، حتى أستشهد بعضهم دفاعاً عن خياره الوطني والمهني والأخلاقي، وبعضهم لم يزل ماضياً في ذات الطريق الذي لا تراجع عنه ومنه قط..
فالأسماء العشرون الزكية التي عطرت هذه الوثيقة، والأسماء الشريفة الأخرى التي لم يتنبه لها أوغاد داعش بعد، هي بعض من أوراق هذه الشجرة الصحفية الوارفة، بل قل بعض من أوراق الأشجار التي لا تعد ولا تحصى من بستان الصحافة العراقية، وما إسم نقيب الصحفيين ضمن هذه القائمة إلاَّ الدليل المؤكد على أن البستان الصحفي بكل أشجاره ونخيله وأغصانه وأثماره مستهدف من أعداء الجمال والحياة والثمر الطيب. لقد كسبت أقلامنا وصورنا وكاميراتنا وأصواتنا محبة الناس الطيبين، ولا يمكن أن تنفصل عرى المحبة والوداد بيننا وبينهم الى الأبد. بخاصة وإن الجماهير العراقية قد بصمت بكل أطيافها على ميثاق الولاء والحب والإسناد والحماية لهذه الأسماء الوطنية اللامعة.. وحين تحب الجماهير، وتقرر حماية هذا الصحفي أو ذاك، فلن يجرؤ بعد ذلك أحد على إيذائه.. أما نحن فلن نتراجع.. إذ كيف يتراجع عن طريق الحق، من كان الحسين قدوته ومثاله الأسمى؟!

بتاريخ 10 نوفمبر، 2014 12:43 م، جاء من center center <[email protected]>: