جواد التونسي
ادركت الانسانية أنها فى مواجهة مع حقيقة حية هى “الموت ” مع تفشي واستفحال فيروس كورونا المستجد كوفيد / 19 وسقوط الملايين من الموتى والمصابين جراءه فى مختلف أرجاء العالم , رغم أن الموت هو مصير الإنسانية المحتوم سواء بـ” كورونا ” أو غيره وهو أمر يعلمه الجميع ، ولكن “العِبرة ” هو التفقد والسؤال ,شكرا كورونا من الاعماق رغم مرارة الآلام وموجات “السخونة ” على مدى حوالي اسبوعين , تفقدك طعم الحياة بكل معانيها ,شكراً كورونا كشفت لنا الاصدقاء والمحبين “ما اكثر الاخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل ” عرفنا حتى المصابين بعمى الالوان والحاقدين واصحاب الخلل النفسي من المصابين بـ”الشيزوفرينيا ” وانفصام الشخصية من بعض الاعلاميين والصحفيين , إذ لم يتجرؤا بسؤال مباشر ولو “برنة هاتف ” على الاقل , آخرين عملنا معهم في الوسط الصحفي أخيراً لايرون مع العمل المهني سوى مصلحتهم الشخصية , أما المرض فيعتبروه حالة طبيعية جداً والمهم ان ينجزوا عملهم الصحفي , شكراً كورونا اللعينة التي بينت لنا معادن البشر الحاقد منهم والصديق وطوبى لكل من سأل عنا , عذراً لا استطيع ذكر اسمائهم لكثرتهم وقد تطول القائمة لأسطر وصفحات , الأمر المؤكد أن ما حدث لي من اصابة قاسية كشف وسيكشف الكثير على المستويات والعلاقات الإنسانية كافة، والتى قد تجعل منه نقطة وخطاً فاصلاً بين مرحلتين وفرزاً حياً للكثير من الأمور والعلاقات والأشخاص على المستويات الأفقية والرأسية الإنسانية. وأيا كانت خطورة هذا “الفيروس ” اللعين فقد انتهى واكتسبت الشفاء التام في “المسحة ” الاخيرة في مستشفى ابن زايد وباشراف الطبيب العبقري علي الزيدي , ستعود الايام الى مجاريها وسينتهى كل بلاء ويذهب ونتمنى أن يكون اجتياحه على برد وسلام لكل الانسانية “اللهم لا شماتة ” حتى في الاعداء بأن الموت لامفر منه وعلى الحاقدين ان يتوقفوا عن ممارساتهم التى هى أفتك وأحقر من كورونا ونتمنى ألا يمتطوا الحدث كغيره ويستخلصوا العبر . أخيراً وليس آخراً اتقدم بخالص شكري وتقديري لنقابة الصحفيين العراقيين على رعايتها الخاصة لي , وأخص بالذكر الزميل العزيز نقيب الصحفيين العراقيين “مؤيد اللامي ” الذي كان يتواصل معي وانا على فراش الموت ويطمأن عن حالتي الصحية كما اشكر الاخ الصادق الصدوق الزميل عضو نقابة الصحفيين العراقيين حسن العبودي الذي وصلني لبيتي رغم المخاطر الفايروسية الهالكة وسلمني مبلغ نقدي ” كبير في المعنى ونفيس كالذهب والماس “,لكل الاصدقاء لكل الحاقدين شكراً لكم جميعاً ولا بد ان نقول شكراً لكورونا.