18 ديسمبر، 2024 9:02 م

دعيني احزم حقائبي وارحل,,,مدينتي تغرق بالدم,,وشبابيكي المغلقة ,,لم تعد تستقبل عصافير الفجر,,وتلك روحي المضطربة ,,تشبه بنفسجة تتقاذفها امواج المد,,اشم طيات دموعي المالحة تنزف فوق وسائد البرد,,,واشاهد حمامات المسجد تذبح فوق حبال الغسيل الحمراء,,واصوات المحتجين الجائعين والمشردين والمهزومين تسافر في طرقات الليل المسكونة بالوجع القديم ,,,دعيني ارتب اوراقي وقصائدي ودموعي وذكرياتي القديمة في صندوقي الخشبي الذي ورثته من شوارع حيفا المقهورة بالحزن والضياع,,,دعيني ارحل,,,بعيدا عن دماء صاحبي المصلوب على جذوع النخل الجنوبية,,بعيدا عن ذئاب الليل التي تسرق العذارى من اسرتهن الخشبية,,بعيدا عن المرايا المكسورة على جدران الشوق الحارقة ,,بعيدا عن شناشيل الازقة الملتوية في مدن الالتزام القهري,,
لم يبق لي شيء,,,
لاوطن اسكن اليه,,
ولا قصائد ,,,تمنحني الطمأنينة ,,,
اترين تلك الزوارق الراسية فوق رمال دجلة,,,
اترين تلك النوارس النافقة فوق ضفاف الفرات,,
اترين دماء السياب النازفة بملح شط العرب,,,
اترين تلك المجدلية التي تبيع قناني الماء للسكارى والعابثين من اجل لقمة خبز دافئة,,
اترين بائعة الخبز التي تغض الطرف عن معاكسات قطاع الطريق,,
اترين ذلك الشيخ الذي يبيع اكياس النفايات من اجل ابنته المتعبة بمرض الطاعون,,
ذاك ,,هو وطني؟؟؟
دعيني ارحل,,,
بعيدا عن عمق المأساة,,
بعيدا عن ارداف النساء المصطنعة,,
بعيدا عن الظلام,,
والخطيئة,,,