22 ديسمبر، 2024 9:52 ص
الجديد القديم موضوع بطاقات المباريات لمنتخبنا الوطني التي تقام في البصرة وما يثار حولها من لغط كبير جراء عدم وفرتها ومن يقتنيها لأجل ضمان تواجده في ملعب جذع النخلة البصري، ونجزم أن هذا الضمان يقف على كف عفريت لو اقتنيت إحداها وأقسموا لك بأغلظ الإيمان أن البطاقة مضمونة ولا غبار عليها فقد تصدم بالمنع القاطع وتكون رحلتك هباء في شبك تندب حظك العاثر الذي كلفك مسيرة ألف كيلومتر من أقصى شمال الوطن الى أقصى الجنوب في البصرة او 500 كيلومتر وأتكلم هنا عن الجمهور البغدادي رحلة تكلفك ساعات طوال محفوفة بالمخاطر الطرقية ومن ثم تخطئ الهدف ولا يكون لك موقع بين الـ 65 ألف متفرج يفترض أن يضج بهم ملعب البصرة الدولي في لقاء منتخبنا الوطني ضد منافسه منتخب الأردن الشقيق، وهذه الخيبة تحصل في جميع مباريات منتخبنا الوطني فتخسر الجهد والمشقة والمال وتعود بخفي حنين.
لماذا وما السبب وكيف نقضي على هذه الظاهرة النشاز؟ أسئلة طرحت وتطرح كل يوم، ولا تجد لها غير التبريرات بين أصحاب الشركات والمسؤولين كل منهم يلقيها بجعبة الآخر، ليبقى السؤال الأشمل كيف دخل 65 ألف الى الملعب وأضعاف هذا الرقم خارجه من حملة البطاقات الرسمية لم يتمكنوا من الدخول، ألا يدخل ذلك في خانة النصب والاحتيال والضحك على الذقون واللعب بمقدرات الناس وجهدهم، على أحدهم أن يكون صريحا ويتحمل وزر هذا العبث الفاضح او على أقل تقدير تشخيصه وتنبيه الجمهور حوله حتى لا يتكرر العبث، والمصيبة أنها تكون بمسمى نبيل وشعار كبير هو تشجيع المنتخب والوقوف خلفه.
أجزم إزاء هذا الأمر أن الشفافية والوضوح تغيبان تماما منذ بطولة خليجي 25 وحتى الآن والحفرة ذاتها يقع بها الجمهور كل مرة وليس من حلول تذكر، وهنا نسأل بصراحة، ترى هل يحدث مثل هذا في بقية الدول؟ وهل يتم التلاعب بمقدرات الناس بهذه الطريقة المفضوحة؟ بكل تأكيد لا يحدث ذلك وحتى لو بيعت البطاقات قبل شهر فالبطاقة الالكترونية محمية بباركود وكلمة مرور والعدد ثابت جدا ولا يحتمل طباعة أية بطاقة زائدة عن المقاعد، ويتم الإعلان عن العدد والرغبة بكل شفافية ووضوح من دون الخوض بتفاصيل التشكيك والتلاعب، هذا الأمر يجب أن يتم الوقوف عنده طويلا وأن لا نعود إليه مرة أخرى لأنها معيب جدا وبدأ صدى رائحته النتنة يصل الى أبعد مما نتصور، لا تتاجروا باسم المنتخب والجمهور فهم أسمى من كل ملفات الفساد ولننهي حلقات هذا المسلسل البائس .