أجبرت فتوى المرجعية الدينية في الجهاد الكفائي بعض القيادات السياسية الشيعية في العراق على أرتداء الزي العسكري وأحرجتهم وأيما حرج بكشف مواقفهم الحقيقية وإن كانت واضحة للكثير من أبناء الأمة ، هؤلاء لم ينزلوا للمواجهة المباشرة مع الإرهاب بل ارتدوا ملابسهم على استحياء وللمجاملة وليس عن قناعة تامة بالجهاد ، زجوا ببعض اتباعهم في حماية بعض الأماكن وتوزعوا في بعض المناطق المحررة في الخطوط الخلفية وراحوا يلتقطون الصور و مقاطع الفيديو وعرضها عبر وسائل إعلامهم ومواقع التواصل الإجتماعي للدعاية وتضليل اتباعهم.
الحقيقة التي يجب على الجميع قولها بشجاعة دون خشية من سطوة سياسي معمم أو أفندي أو صاحب موكب أن الذي نزل للمواجهة الحقيقية وحمل السلاح وصمد بوجه الإرهاب وصد هجماته ودحره وهزمه وبدد اسطورته وحقق النصر المبين على الأرض هي قوات المجاهدين التي يقودها رجال مخلصون معروفون للجميع حازوا على شرف الجهاد وذروة المجد والعز.
شكل ظهور هذه القيادات الميدانية الشجاعة هاجسا مخيفا لدى بعض القيادات الشيعية التقليدية التي تعتبر نفسها صاحبة القيمومة على الأداء الشيعي في العراق دون غيرها ولهذا صار هدفهم هو الخلاص من فتوى الجهاد بطريقة شيطانية وتحجيمها وإفراغها من محتواها ، فأندفع هؤلاء المتخاذلون من بعض قيادات الشيعة في العراق على تحجيم دور القوى المجاهدة والحد من نفوذهم ووقف زحفهم والتقليل من شأنهم ويسعون للخلاص منهم بشتى الطرق والوسائل وايقاف مفعول فتوى الجهاد التي كانت سببا مباشرا في بروز هذه القوى المجاهدة و منعهم من التصدي لدور سياسي أكبر في العراق وقيادة الشيعة في المرحلة المقبلة ، ولهذا فأن مساعي هذه القيادات متعددة في ايقاف فتوى الجهاد وتفريغها من محتواها ، أولها انهاء المواجهة مع الإرهاب وبكل السبل والإيحاء الى الأمة أن الهدف قد تحقق وأن المهمة أنجزت وأن الخطر قد زال وداعش قد انهزمت وأختفت ولا داعي لأستمرارعملية الجهاد وسيتبع هؤلاء أساليب شيطانية وبمساعدة حلفائهم في السر والعلن وتحت ذرائع شتى وبتمثيليات ومسرحيات تكاد تكون واقعية ومقبولة لدى أكثر الناس وتسويقها عبر وسائل إعلامهم والناطقين بأسم أحزابهم وببغاواتهم على شكل انجازات وانتصارات منها:
مسرحية تحرير الموصل التي سنسمع بها عن قريب وهذا تم بالإتفاق والتنسيق مع الكرد وعناصر سنية مرتبطة تماما بتركيا و داعش والبعث ولعبت هذه العناصر دورا في دخول داعش وسقوط الموصل وتحديدا آل النجيفي وبعض سنة الأنبار القابعين في أربيل وهذا ماصرح به النجيفي يوما (( أننا سنحررالموصل دون خسائر تذكر..)) ، وهناك ذريعة أخرى لإيقاف فتوى الجهاد وهي العجز في الميزانية لدولة العراق بسبب هبوط أسعار النفط بحجة إننا لا نملك الأموال لتجهيز الجيش والحشد الشعبي وهذا سبب معقول جدا.. كما أن الأصرار على تشكيل الحرس الوطني من قبل القوى السنية وبدعم من بعض قيادات الشيعة المتهاونة سيكون غطاء شرعيا وقانونيا لإنضمام عناصر داعش وضباط وقيادات الأمن البعثي الى مؤسسة مهمة في الدولة العراقية تحت شعار المهنية والخبرة وابعاد العناصر المجاهدة والشريفة والمخلصة وهذا هو الثمن الحقيقي لتحرير الموصل وكما جاء بتصريح لأحد قيادات الشيعة حيث أكد على (( ضرورة إنهاء وجود االميليشيات في المؤسسة العسكرية..)) متناسيا مليشياته التي يدعي أنها قاتلت قوات الأحتلال..! ولا ندري ماذا يقصد بهذا التصريح غير أن قصده أنهاء وجود الحشد الشعبي الذي يتصدى للقتال وتحت قيادات القوات المسلحة واستبداله بما يسمى بالحرس الوطني والذي يعتبر مشروع خيانة مع سبق الأصرار.
المعركة ياسادة ويا قادة شيعة متخاذلين ومتهاونين ومنبطحين لا تنتهِ بوصول أحد رجالكم الى رئاسة الحكومة والسيطرة على قيادة شيعة العراق سياسيا ونهب ثرواته عبر صفقات مشبوهة مع الكرد وحرامية السنة وبالتعاون مع تركيا وآل سعود وأمراء السوء ومقبولية الأدارة الأمريكية ومتطرفي سنة العراق وسماسرتهم في العالم العربي ، المعركة مفتوحة في كل مكان ضد الشيعة في المنطقة وعلنا وليس سرا ولهذا نزلت ايران بكل قواها في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين ، نعم المعركة معركة بقاء ووجود وتغير ديموغرافي وتوزيع سكاني جديد وخرائط جديدة ومصادرة ثروات ومواجهة مستمرة واستنزاف طاقات وإمكانيات ، والذي لا يريد منكم أن يفهم ويعقل مايدور وليس له القدرة على المواجهة ولا يؤمن ( أن الحرب والقتال كتب علينا ) ويدعي أنه يناور من أجل حقوق الشيعة وصيانتها بهذا الخنوع عليه أن يتنحى فورا دون عناء ولا يفسد العقول أكثر من فسادها ولا يخلط الأوراق ليزيد في الظلمة ظلاما والحَيرة حَيرة ولا يتصور أنه يحسن صنعا بفعله هذا إنما هو فعل يصل الى درجة الخيانة العظمى سيما وأن الأمة الشيعية تمر بمرحلة من أصعب مامرت به عبر تاريخها.
والله أني لأشعر بالفخر والعزعندما استمع الى خطاب فتى اليمن الشجاع الحوثي أو خطاب فتى لبنان وأسدها نصر الله وهو يتحدى بكل ثقة عالم الأرهاب وسماسرته ، وبنفس الوقت أجلس خجلا ممتعضا من خطاب بعض قيادات شيعة العراق وتصريحاتهم التي لا تزيد الأمة إلا ضلالا وتملئ سلالهم جبنا وخنوعا.