23 ديسمبر، 2024 5:23 ص

شـــيعـة العـــراق… جميعــــاً فـي ســـفينة التحـالــف الوطنـــي

شـــيعـة العـــراق… جميعــــاً فـي ســـفينة التحـالــف الوطنـــي

لا أدري مَنْ هذا الشيطان الذي يوحي لمشرعي قانون الإنتخابات قبل كل دورة انتخابية تشريعية…! في كل مرة يشرعون قانونا هدفه الأول ليس إجراء انتخابات دقيقة نتائجها منصفة للجميع بقدر ما يكون هدفه تحجيم دور شيعة العراق وتفريق أصواتهم وتمزيق صف وحدتهم ، وهذا جزء من عملية استهداف قتل شيعة العراق بكل قومياتهم عربا وتركمانا وفيلية وشبكا ،ونسي هؤلاء الماكرين ، فكما أن الشياطين يوحي بعضهم لبعض زخرف القول ، أن هناك ملائكة يسددون المخلصين في الأمة بالقول والعمل ، فيقدمون الى ما مكروا فيجعلونه هباء منثورا ، فيرجع المكر الى نحورهم وتأتي النتائج على غير ما خططوا له.
تشير النتائج الأولية للإنتخابات أن شيعة العراق قد تصل مقاعدهم في مجلس النواب القادم الى 200 مقعد أو أكثر وهذا بفضل مشاركة الأغلبية في الإنتخابات مما يمكنهم من تشكيل الحكومة القادمة بأغلبية مريحة ، وهذا يتطلب من جميع الكتل الشيعية الفائزة استثمار هذه النتائج والعمل على إحياء التحالف الوطني وإعادة تشكيله ليكون سفينة نجاة تبحر بكل ثقة وبقيادة حكيمة خبيرة شجاعة قادرة على تحدي لجج العاتيات ، وعلى الآخرين اللحوق بهم و الركوب معهم  اذا ما طلبوا النجاة من الفتن. لا يمكن تحقيق ذلك إلا أن تنطلق قيادات شيعة العراق وبنيات حسنة خالصةومن مفهوم مشترك يضمن إعادة هيكلة التحالف الوطني والإيمان به كضرورة تتطلب تحويله الى هيئة سياسية رائدة تتولى رسم سياسة العراق ليكون صمام أمان لجميع العراقين بمختلف إنتماءاتهم وليس للشيعة فقط.
واذا أردنا الحديث بصراحة أكثر نقول: أن أي طرف شيعي مهما كان قويا ومنتصرا سوف يكون الخاسر الأكبر عند خروجه من التحالف الوطني ويتحول من الكيان المنتصر الى كيان مهزوم منبوذ من قبل الأمة ، والسبب هو أن حركته هذه عكس تطلعات الأمة  ولأنها تريده أن يكون عضدا لأشقائه وأهله  داخل التحالف الوطني وليس خارجا منه أو خارجا عليه ، وبذلك يمسي ذكره لعنة في محافلهم ويتحول نصره الى هزيمة ، فعلى السيد المالكي والسيد عمار الحكيم والسيد مقتدى والسيد الجعفري والفضيلة أن يدركوا هذه الحقيقة دون طول تفكر ، وهذا يعني أن الكيان الذي يخرج من خيمة التحالف الوطني يحكم على نفسه بالفشل والموت.
لإعادة هيكيلية التحالف يجب أن يكون سقف المطالب واقعي ومقبول من جميع الأطراف ، فالذي حصد الأغلبية من الأصوات اليوم قد يخسرها بعد أربع سنوات والذي حصل على ثلاثين مقعد قد يحصل على المئة في الأنتخابات القادمة والذي في السلطة اليوم قد يكون خارجها غدا ، ولهذا فالتحالف الوطني ليس هيئة سياسية تعود لحزب معين وإنما هي ملك الأمة الشيعية ، وهذه حقيقة أخرى على الجميع إدراكها.
وأذا كان السيد المالكي وكتلته تتقدم بمشروع حكومة الأغلبية السياسية وهو مشروع ناضج وناجز فعليه أن يبدأ بتنفيذ مشروعه من خلال التحالف الوطني أولا والأتفاق مع المجلس الأعلى والتيار الصدري وتصفير جميع المشاكل معهما فهما الأقرب إليه من الآخرين ، وذهابه للكرد والعرب السنة بمئتي مقعد مضمونة البقاء معه للنهاية خير له من الذهاب إليهم بمئة ويطلب منهم الأنضمام إليه في مشروعة مما يجعله عرضة للإبتزاز و يجبره على التنازل لهم ومنحهم أكثر من استحقاقهموهذا ماحصل فعلا عام 2010، أضافة الى خطورة احتمال إنفصالهم عنه خلال المسيرة حينها لايمكنه العودة الى التحالف الوطني مما يضطره الى الأستقالة والفشل وإنتهاء مستقبله السياسي. فإذا كان مآل الكتلة الأكبر الى هذه النتيجة وهذه الخسارة الباهضة فما بالك بما سيؤوا إليه حال الكتل الأصغر منها يا ترى؟
وإذا كان السيد عمار الحكيم جادا في طرحه لإعادة هيكلة التحالف الوطني فعليه التقدم بمطالب معقولة وواقعية قابلة للتنفيذ وأن لايضع شروطا مسبقة تؤدي بالنتيجة الى الحيلولة دون تحقيق الهدف وعليه التخلي عن إطروحة أن يحضى مرشح التحالف بالمقبولية الوطنية وأن يقبل به الشركاء في الوطن ، بل ليتفق التحالف الوطني على مرشحه وفقا للإستحقاق الأنتخابي وعلى الكرد والسنة القبول به دون نقاش. أما اذا استمر السيد عمار الحكيم بهذه الأطروحة فيكون متهما بعدم الجدية ورفعه شعار إعادة هيكيلية التحالف الوطني من باب إلقاء الحجة على المالكي ولغرض إحراجه أمام الشعبو سحب البساط من تحت قدميه.
وكذا الحال مع السيد مقتدى الصدر والعقلاء من قيادات تياره عليهم أن لايندفعوا بإتجاه الفرقاء أكثر من مما يجب وأن لا يغادروا التحالف الوطني تحتأية ذريعة لأنه الحصن الذي يمكنهم من خلاله الدفاع عن مصالح الشيعة وطرح مبادراتهم ومشاريعهم لدراستها وتنفيذها وأن الذهاب مع غير التحالف الوطني معناه الأنتحار السياسي والخسارة الفادحة..!
ونقول لهم في الختام أنكم قادرون على قيادة هذه المرحلة بجدارة وقادرون على تشكيل حكومة أغلبية سياسية بسهولة لديها القدرة على تقديم أفضل الخدمات الى الشعب العراقي بكل مكوناته إذا ما توحدتم بمشروع سياسي تحت خيمة التحالف الوطني ليكون هو القبان الرئيس في العملية السياسية كلها ولا تحتاجون لبيضة قبان كردية ولاسنية ولا سعودية ولا تركية فالقبان أنتم والمعيار أصوات جماهيركم ، ولاتنسوا شيئا مهما وهو أذا إجتمعتم على خير وحسن نية إلتفت حولكم الأمة وتوحدت كلمتها حينئذ ستكون الغلبة لكم على شياطين السياسة ، وسارت السفينة بأمان الى شاطيء السلامة وطلب الآخرون ودكم وتوسلوا للركوب معكم على متنها لأنها سفينة نجاة يقودها العقلاء والحكماء لا سفينة هلاك يقودها حمقى..!

[email protected]