18 ديسمبر، 2024 8:16 م

1

ونحن نعيش في ظل ظروف استثنائية فرضتها انظمة سياسية واقتصادية منحرفة مع تفاقم خطر الوباء الكوروني حتى اصبحت حياتنا كفافا لاتتسع الا للعمل والمأكل والملبس ,,,

بات من اللازم ان ندير ظهورنا للكثير من المباحات والممتعات كالجلوس في المقاهي او اصطحاب افراد اسرتك الى النزهة او التبضع من المولات ,,,,,,

ولعلك -وهذا واقعي-تجد ان اغلب الناس يجترون اوقاتهم في العيش تحت ظل روتين احمق وممل ,,,لايبعث في النفس الطمأنينة حتى اصبحت تتمنى الرجوع الى اوقات الزمن الجميل حيث كان اغلبنا يعيش ضنك العيش وقلة ذات اليد ,,,لكننا كنا نتمتع بلحظات جميلة متخمة بالرضا وراحة البال ,,,,,

وها نحن نعيش غيبوبة التقادم والتسارع في الاستيقاظ والتمطط والبحث عن لقمة العيش ومن ثم الجلوس في البيت نتشظى بين صفحات الفيس بوك والتويتر نراقب ونتطلع الى مواضيع مزدوجة عن الدين والجنس واخبار المال والفن لاترقى الا ان تكون مواد دسمة للتغييب والتجهيل القسري المقصود ,,,,

هذا التشظي الممل ,,,يعتاشه الاغنياء والفقراء على حد سواء ,,,مع فارق نسبي

وربما تجد ان الكثير من الاغنياء يحسدون الفقراء على نعمة العافية والقناعة ,,,خاصة في ظل تفشي جائحة الكورونا وازدياد حالات الخطف والسطو الليلي على المنازل والدكاكين التجارية ,,,,

وربما نجد ان أسعد الاشخاص ,,,هو ذاك الذي ترك كل شيء -باستثناء قوت يومه-واصبح “حليس البيت”,,,يعيش بين الكتب القديمة التي تضوع بعطر البراءة والنقاء وبين اوراقه البيضاء وحاسوبه الصيني ,,,متطلعا لعالم انقى واجمل في اورقة الخيال المصطنع بعيدا عن ضوضاء

المدن وعبث العابثين ,,,,,

 

 

2

يدهشني الشغف ,,,حتى بت امارسه مثل نشوة مراهق يختلي بفتاة احلامه فوق سطح المنزل في ليل نيساني مقمر ,,,

ان الاستماع لقصائد “محمود درويش”وقراءة قواعد “العشق”لمولانا الرومي والتفرس في مقولات سقراط وديكارت ونيتشة ,,,مع الخوض في فلسفة “ابن عربي”ورباعيات “الخيام “ومعشوقات “الحلاج “تكاد تكون الموقد الدافيء لشغفي في هذه الحياة البائسة ,,,,,

حينما كنت صغيرا ,,,كنت اردد مقولة معلمتي في مدرسة “الست زبيدة “في ساحة الشهداء الست “ضيماء” “العلم نور والجهل الظلام “,,,,

وحينما كبرت ودخلت الجامعة ,,,عرفت ان جميع العلوم التي تعاطيتها طوال سبعة عشر عاما كانت تافهة وقبيحة ,,,خاصة بعد ان انتشرت في الاونة الاخيرة ايقونات المدارس والجامعات الاهلية ,,,,فصار بامكانك ان تدفع دفترا من الدولارات لتصبح استاذا جامعيا,,,او تنتمي لاحد المؤسسات الدينية او الحزبية لتصبح طبيبا او عضوا في البرلمان ,,,,

كل هذا جعلني افكر ,,,,بطريقة اخرى لتعاطي العلم والمعرفة

طريقة ابتكرها “سقراط”,,,

وطورها “ديكارت”,,,,,

مفادها “اعرف نفسك “,,,,,,,

ولعل “الشغف”,,,هو المحرك الرئيسي الافضل لمعرفة النفس,,,

 

 

3

يجرفني الشغف لعوالم بعيدة ,,,نقية ومبهجة

ويأخذني التطلع الى اماكن جميلة متخمة بالروح والضياء,,,

رغم انغماسي في الكثير من الوقت في دكاكين البيع والشراء من اجل توفير “لقمة الحلال”لافراد اسرتي الذين تعودوا الشكر والقناعة بالميسور ,,,,

لكن,,,الوقت الذي اقضيه معهم ,,ومع كتبي وحاسوبي

يمنحني “قوة الارادة “لمواصلة العيش بحبور وسعادة ,,,

فاحلق بروحي ,,,,اينما احب واهوى

وهذا لعمري,,,,يمنحني السكينة الدافئة ,,,,

 

 

4

وانت تعيش,,,في عالم مليء بالجهل والقبائح

عليك ان تغرس في روحك “نبتة الشغف”,,,

والا ستصبح مثل “مقبرة “,,,,

لاتنفك عن “الحزن القاتم “,,,,,

5

ولعل اجمل مفردات “الشغف”

“زوجة صالحة “,,,,

و”ولد مطيع”,,,,,

و”كتاب قديم ”

و”حاسوب صيني”,,,,تكتب فيه احلامك

و”قصائدك الكبريتية “,,,,,,,