23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

شعب يسير نحو الحسين … فما موقفه من الفاسدين ؟!‎

شعب يسير نحو الحسين … فما موقفه من الفاسدين ؟!‎

في هذه الأيام وصل عدد المتوجّهين إلى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء أربعينية الإمام الحسين “عليه السلام “وصل تعدادهم إلى الملايين وبحسب الإحصائيات الأخيرة أن عدد الزائرين بلغ أكثر من 18 ثمانية عشر مليون زائر, وهذا العدد كبير جداً يجعلنا نتساءل هل كل هؤلاء الزائرين هم على نهج الحسين “عليه السلام ” الإصلاحي ؟! هل هم طالبوا ويطلبون الإصلاح مثلما خرج الحسين ” عليه السلام ” طالباً إياه عندما قال (( لم أخرج أشراً ولابطراً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي )) ؟!! وإن كانوا يريدون الإصلاح ويطلبونه فأين هي وقفاتهم في ساحات الثورة البيضاء ؟! لماذا عدد من يتواجدون في كل جمعة في ساحات التظاهر لا يصل لربع عدد المتوجهين لكربلاء ؟!.

كيف يقولون نحن حسينيون ونحن مريدون للإصلاح وهم ومنذ أكثر من 13 ثلاثة عشرة سنة وهم يرزحون تحت خط الفقر, وتفشّت في مجتمعهم السرقة والفساد والرشى والإختلاس للمال العام ؟! كيف يقولون نحن شعب ثائر ضد الظلم والفساد وفيهم الملايين من المهجرين والنازحين؟! كيف يقولون نحن شعب حسيني وفيهم الأرامل والأيتام بالملايين ؟! فالنازحون والمهجرون والأرامل والأيتام بأعداد ضخمة في العراق ويفتقدون إلى الرعاية والإهتمام من الحكومة ومن المرجعيات الفارسية ومن الشعب ذاته ومع ذلك يتوجه هذا الشعب لزيارة الحسين ” عليه السلام ” فهل ياترى يقبل الحسين ” عليه السلام” بذلك الأمر ؟ أين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي خرج الحسين ” عليه السلام ” تطبيقاً له ؟! الحسين ” عليه السلام ” خرج رافضاً للفساد والمفسدين فهل من توجه لزيارة الحسين ” عليه السلام ” رافضاً للفاسدين ؟! وإن كانوا كذلك فأين موقفهم الرافض للمفسدين ؟! ولماذا هذا العدد الهائل لا ذكر له في ساحات التظاهر ؟!.

وهنا لابذ من التذكير بما جاء في بيان المرجع العراقي الصرخي “ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين” والذي تساءل فيه عن موقف الزائرين من الفساد والمفدسين ومن المطالبة بحقوق الأرامل والأيتام والنازحين والمهجرين,حيث قال …

{{… ـ فيا أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على ان يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة).

ـ فهل خرجتم من اجل إصلاح حال إخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل إصلاح أحوال اهليكم من الأرامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والأزواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي.

ـ وهل خرجتم من أجل إخوانكم واهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من اجل إصلاح حال إخوانكم وعوائلكم الذين جرفت مياه السيول والأمطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وأنعامهم.

ـ وهل خرجتم من اجل إنسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات وإغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وانهار من الدماء.

ـ وهل خرجتم من اجل المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية التي أفقدكم إياها الفاسدون بتدميرهم كل البنى التحتية وتدمير الاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية والتعليم والسياحة والمؤسسات الطبية والتأمين الصحي فأفقدوكم كل الخدمات مع عدم الأمن والأمان حتى صار العراق متصدّرا لقائمة الدول الأسوأ في العالم في كل المجالات.

ـ وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق

ـ فإذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فاعلموا إذن إنكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع والخنوع والذل والهوان …

ـ نعم إذا لم تكونوا خرجتم من اجل ذلك فإنه لا يبقى مبرر لرفع شعار الحسين (هيهات منّا الذلّة) ، نعم انه الجهل والنفاق والتغرير والخداع والإنخداع والفساد والإفساد.

ـ ويجب على كل من يريد أن يواسي الإمام الحسين (عليه السلام) بالجهد والمال فعليه أن يفعل ما فعله الحسين وضحى من اجله وما سيفعله (عليه السلام) لو كان الآن معنا ، فانه سيكون مع الإصلاح في امة الإسلام فسيكون مع المهجّرين والنازحين والمتضررين المستضعفين ، ومع الأرامل واليتامى وعوائل الشهداء ، ومع المرضى والفقراء وكل المحتاجين ، فانه (عليه السلام) سيواسيهم ويعطيهم كل ما يملك ويقدر عليه ، واعلموا وتيقنوا إن الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء ولا بطعامكم ولا أموالكم ، بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون أمامكم وانتم تتفرجون عليهم ولاتهتمّون لأمورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى إنكم لا تخففّون عنهم ، ومن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم…}}.