23 ديسمبر، 2024 1:03 م

شعب وسط وجنوب العراق دماء تنزف وثروة تهدر

شعب وسط وجنوب العراق دماء تنزف وثروة تهدر

شاء القدر ان يسكن الشيعة وسط وجنوب العراق لانه موطن اجدادهم السومرين وفرضت عليهم الطبيعة ان تكون منابع النفط في مناطقهم , فكان سكنهم ووجودهم قرب الذهب الاسود ليس من خيارهم بل فرض عليهم , ومن هنا جاء التساءل هل في هذا السكن وفي هذه الثروة خير لهم ام فيه شر عليهم ؟ الاجابة ستكون خلاف المنطق والمالوف فعادة المجتمعات تستبشر بالمكان اذا احتوى على الثروة لانه سيكون سبا لسعادتهم ورفاههم , لكن الوضع لهؤلاء مختلف فقد كان شرا عليهم لتكالب الاعداء , فاستهدفهم الارهاب التكفيري لعقيدتهم واستطمع الاجنبي في ثروتهم, فكانوا يتمنون لو ان الله  لم ينعم عليهم  بالنفط  لكان خيرا لهم. 
ان سبب ماستهم ومحنتهم انهم ايتام قيادة وان وجدت فهي ليس نابعة من واقعهم  او تشعر بهمومهم فاليوم قادتهم مختلفون ومتفرقون في حين قادة الكرد يتوحدون باقليم كردستان وقادة المثلث الغربي يسعون لاقليم سني  … اذن العلة بالقيادة وليست بالقاعدة فرغم ان منطقة وسط وجنوب العراق يملكون اكبير ثروة نفطية ولديهم مساحات كبيرة من الاراضي الزراعية وموارد مائية وبالتقسيم الطائفي هم الاكثرية ولكن هذه الخصائص والمميزات لم يستفيدوا منها قيد انملة فالاحزمة الناسفة تستهدف تجمعاتهم والسيارات المفخخة تتفجر في احياءهم والفساد المالي والاداري يعصف في دوائرهم … على مدى التاريخ هم مشاريع للموت فحرب العصاة او ما يسمى بالجيب العمل في بداية السبعينات اخذت وطرا فيهم وفي الثمانينات قتل وعوق مليون منهم وفي التسعينات في معارك غزو الكويت فقدوا خيرة شبابهم بعدها جاء فرض الحصار فاستنزفت اموالهم وافنيت اعمارهم بالمرض… عجبا لعراق لا يشبع من دماء ابناءه ولا يقوم به حكم الا الجماجم …لاتنسون ان اهل الجنوب جففت اهوارهم وجرفت بساتينهم وغيب ابناءهم في السجون ودفنوا احياء ا في المقابر الجماعية , واليوم يقدمون قرابين من ابناءهم لمقاتلة داعش في المثلث الغربي , كل الماسي والمصائب والحروب وقعت على رؤوسهم … اما النفط فلم يجنوا منه شيئا حتى على مستوى الماء المباح الصالح للشرب فهم اشبه بمن ينتج تمرا وياكل حشفا والاغرب من هذا كله يصرح وزير المالية بانه سيرهن نفط البصرة لصالح شركات تعمل في كردستان … هكذا حال الطفيليون رغم انهم يتغذون على العائل الذي يعيشون عليه يريدون جلب طفيلي اخر اكبر حجما واكثر شراسه , فمتى يصحوا اهالي وسط وجنوب العراق على واقعهم المزري ويجدوا حلا على الاقل لصالح اجيالهم القادمة بحفظ دماء ابناءهم والاستفادة من ثروتهم .