26 نوفمبر، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

شعب مظلوم وظالم لنفسه

شعب مظلوم وظالم لنفسه

لا اعتقد ان أحدا يمكن ان يخالفني في الرأي عندما أقول ان ما يتعرض له الشعب من مآسي لم يتعرض لها شعب العراقي وعلى مر التاريخ تلك المآسي التي يطول بنا المقام لذكرها وقد تحتاج الى مجلدات ضخمة جدا ولكن الغريب في هذا الموضوع هو ان أي شعب يمكن ان يتعرض لبعض ما تعرض له الشعب العراقي تتكون لديه عقلية يستطيع من خلالها قراءة الاحداث بصورة صحيحة وتتكون لديه نظرة ثاقبة يتم من خلالها رؤية الأمور على حقيقتها وهو الذي لم يستطع ان يصل اليه الشعب العراقي من هذه المآسي وسأضرب مثلا واحدا معاشا في الساحة وهو ما يحدث من مظاهرات في محافظات الوسط والجنوب بحجة المطالبة بالخدمات والكهرباء فعلى الرغم من ان المنطقة تغلي على صفيح ساخن وعلى الرغم مما يحدث في سوريا وعلى الرغم من وجود المتربصين الذي يتحينون الفرص ويحاولون ان يستغلوا أي فرصة يمكن ان يدخلوا من خلالها الى محافظات الوسط الجنوب التي تنعم بالأمان الى حد ما على الرغم من كل ذلك نرى خروج المئات من الناس بمظاهرات عنوانها يختلف تماما عما يحدث على الأرض فمثلا العنوان العام هو المطالبة بالكهرباء وتحسين الخدمات وهو حق مشروع للشعب ولكن الذي يثير الاستغراب ان يقوم متظاهري النجف بترديد شعارات تدعو الى اسقاط مجلس المحافظة ويقوم البعض من المتظاهرين بالتعدي على نائب رئيس المجلس الذي جاء للاستماع لهم ، وفي السماوة يتم تطويق بيت المحافظ واما في بغداد فالشعار المرفوع لا للدولة الدينية ولا للعمائم البيضاء او السوداء واما الحلة فالطامة الكبرى عندما ترى المتظاهرين يحملون صور لأعضاء مجلس النواب عن المحافظة بنفس القياس وبنفس الخط وترديد الشعارات التي يتم التجاوز فيه على النواب الذين انتخبوهم فعلى سبيل المثال ان عدد أصوات النائبة حنان الفتلاوي في الحلة اكثر من 90 الف صوت هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك مصطلح بدأ في بداية المظاهرات السورية هو المنسقيات حيث كانت منسقية حلب ومنسقية دير الزور وغيرها حيث نلاحظ الان منسقية النجف ومنسقية بابل وهنا يبرز السؤال الاتي اذا كانت المظاهرات عفوية وغير مخطط لها فكيف حدثت هذه الأمور التي تثبت التنظيم والتخطيط المسبق واذا كان عنوان المظاهرات هو المطالبة بالكهرباء والخدمات فلماذا تطرح هذه الشعارات التي لا تمت للموضوع بصلة ثم الا يلتفت أبناء المحافظات في الوسط والجنوب كيف ستصبح نفسية أبنائهم في الحشد الشعبي الذي يقاتلون خوارج العصر عندما يسمعون بما يحدث في محافظاتهم ولماذا هذا الإصرار على جعل المظاهرات مفتوحة الوقت ومفتوحة المطالب وحتى لو سلمنا جدلا بان هذه المظاهرات هي مظاهرات حق والمطاليب مشروعة وانها مظاهرات عفوية الا ينبغي الانتباه الى خطورة الوقت والموقف خصوصا ونحن نسمع ونقرأ عن المخطط الذي انتشر على صفحات

التواصل والذي يشرح كيفية نقل المعركة الى المحافظات الشيعية وكيف سيتم تغيير اسم داعش لتظهر باسم جديد مستغلا هذا الاحداث الجارية في هذه المحافظات فمن هناك ننادي كل عاقل وكل من يخاف الله ان يلتفتوا لخطورة الموقف وخطورة هذه المظاهرات والا تكون (للصبر حدود) هي الذريعة للاستمرار بهذه المظاهرات وكذلك الا يتخذ تأييد السيد مقتدى الصدر للتظاهر بصورة عامة ذريعة للاستمرار لان الرجل انما تكلم بصورة عامة وانه يؤيد المطالبة بالحقوق بالطرق السلمية والرسمية واما اذا بدأت الأمور تنحى منحى اخرا فيقينا ان للسيد موقفا اخر اتجاهها… الله اشهد اني قد بلغت اللهم اشهد اني قد بلغت اللهم اشهد اني قد بلغت.

أحدث المقالات