23 ديسمبر، 2024 6:52 ص

شعب لم يبلغ سن الرشد …!

شعب لم يبلغ سن الرشد …!

يمر العراق بأزمة تاريخية، أزمة اقتصادية وأخلاقية وسياسية واجتماعية ، بمعنى آخر أزمة وجود حقيقي ونهاية دولة كان اسمها العراق، والأحزاب السياسية الحاكمة فاشلة و قاصرة عن انتاج حل وطني للخلاص بعد ان جاءت بكل هذه الكوارث والمفاسد .
 أسوأ بل أسفل مايحدث الآن ان ينتظر العراقيون حلاً امريكيا يتمثل بحكومة انقاذ وطني ..!
    أزمة عراقية عظيمة وتاريخية تهدد بتدمير الدولة العراقية وتجزئتها، بعد ان تقضي بحدوث صراعات داخلية دائمة ومستمرة لزمن غير محسوب .
 كل ذلك يحدث في ظل قبول على استحياء من الأحزاب الطائفية لمشروع التقسيم ، يحدو بها الحلم بمملكة وحكومة تنفرد بسلطتها، واضعة مصالحها الحزبية والشخصية في المقدمة، ضاربة عرض الحائط مبادئ الوطنية ومصالح الوطن والمواطن .
واقع مشحون بالمخاوف والتردد السياسي في ظل حكومة هزيلة ضعيفة منافقة، وتراكيب سياسية مأزومة،معقدة واطراف متناحرة على النفوذ والمكاسب ،متخالفة وهي تحمل أسم التحالف ، سواء الشيعي أو السني أو الكردي ، ليس لها رؤيا عميقة أو تحليل سياسي صائب يمكن ان ينقل الوطن لضفاف آمنة ، هكذا حال يضع الجميع أمام سؤال مصيري مفاده الى أين تمضي البلاد …؟
 بعضهم ينتظر تدخل امريكي عسكري بإطار حكومة مدنية في تكرار مطوّر لتجربة الإحتلال الأولى ، ويجد طلائع البرنامج في آلاف الجنود والضباط الذين توافدوا للعراق في غضون الشهور الثلاثة الأخيرة ، ودعوة حيدر العبادي لتشكيل حكومة تكنوقراط التي جاءت بعد 24 ساعة من اجتماعه مع الخبراءالأمنيين الأمريكان ..!
لكن ماذا يمكن ان يقدم الأمريكان للوطن المستباح تحت انظارهم منذ 13 سنة ، ومن الذي ” أدخل الذئب (داعش) الى البيت العراقي “، سياسة ادخال الذئب للدار التي تحدث فيها الرئيس الامريكي أوباما .
والسؤال الأهم ان هذه البضاعة السياسية الفاسدة الحاكمة التي تسببت بكل هذا الخراب والضياع والإحتلال، كانت ثمار ما زرعه الأمريكان في مشروعهم الفاشل باستنبات الديمقراطية عبر الدبابة وفي أرض غير صالحة ثقافيا ً وسياسيا ً..؟
هل سيأتون ببضاعة أفضل مما كان ..؟ أم هي خطوة استباقية لتهيئة مشروع تقسيم وتدمير واحدة من أهم المثابات المنتجة وطنيا وعلميا ً واقتصاديا ً في الشرق ..؟
كان البعض يراهن على الحراك الشعبي والمظاهرات التي صارت تنطلق بتوقيتات موسمية ، في ظل غياب برنامج يمنهج عملها وتوجهاتها ،واحجام الشعب عن المشاركة الضاغطة والفاعلة التي تقود للتغيير الحتمي كما يحدث في المجتمعات الديمقراطية، ومع كل ذلك الشحوب فأن القوى السياسية الإسلاموية وقفت مستخدمة العصا والبندقية لقمعها .
     باختصار نقول، تتوالى مبادرات عديدة للإنقاذ سواء من جهات سياسية أومدنية أواعلامية، لكن جميع هذه المبادرات وهي (قيد التمنًي طبعا ) ،غير مجدية ولا تعطي حلولا ً صحيحة وفاعلة، لأنها لاتشتغل على تغيير البنية السياسية للنظام ،وأقصد به نظام المحاصصة العرقطائفية ، التي جلبت كل هذا الخراب والضياع .
الأمريكيون سيحققوا ما ينسجم مع مصالحهم واستراتيجيتهم دون اعتبار للعراقيين ودمارهم،السياسيون سيعجلون من السرقات وبيع ماتبقى من الوطن والبشر،ملايين الشعب تتفرج أو تنتظر الفرج بلا مبالاة ، كما تنتظر فوز الفريق العراقي لأطلاق النار،أو موعد زيارة الأربعين للسير نحو كربلاء .
[email protected]