17 نوفمبر، 2024 1:47 م
Search
Close this search box.

شعب عاجز عن الحياة

نحن العراقيون شعباً عاجز عن الحياة لكننا متمسكون بها بكبريائنا .لانرضى أن نأخذ شيء حتى لايكون منةً علينا ولكننا نعيش بوهم كبير هواجس كذابة اعمت بصرنا وبصيرتنا نحن ياسادة نريد من يخدمنا ويؤكلنا ويسقينا ماء عذب بدون عناء اوتعب ….نقول اننا شعب غني وكأن الثروات الطبيعية صنعتها ايدينا وتناسينا انها هبة من الباري عز وجل فهو يعطي ويمنع اعطانا الثروة مثلما يعطي الصحة للاصحاء ويبتلي غيرهم بالبلاء والأمراض ..
نعم نحن شعب تعلمنا على السب والشتم لأننا لانعرف حقيقة أنفسنا .حتى ثرواتنا الطبيعية اليوم لانستطيع أن نخرجها من باطن الأرض فالشركات الأمريكية والروسية والصينية والبريطانية وكل شركات العالم النفطية تعمل لإخراج هذه الثروة النفطية …وقد وصل عدد الدول المشاركة في هذه العملية إلى أعداد كبيرة حتى الدول الفقيرة ومنها انگولا تساهم في إنتاج النفط وحفر الآبار في العراق .
نتكلم عن حكومة فاشلة ونحن من انتخب هذه الحكومة الم نشارك جميعنا بالانتخابات البرلمانية ..
نحن شعب مهندسنا عاطل عن العمل وربما يعمل نادل في أحد المطاعم في تركيا او المانيا وبأجور لاتتجاوز البضع دولارات في حين يعمل لدينا في شركات النفط العامل من دول شرق آسيا بآلاف الدولارات شهريا وكأنه يحمل شهادة الدكتوراه ..
لقد خلقنا الله شعب يمجد نفسه ويتكلم بسوء عن كل دول الجوار وفي ذات الوقت نستورد قوت عيالنا منهم .نستورد حتى الكهرباء هذه الصناعة البسيطة اصبحنا نستوردها من ايران بالأمس والحكومة توجهت لاستيرادها من الاردن اليوم ووفق اتفاق النفط مقابل الكهرباء والملفت والمعيب في الموضوع عندما يحضر وزير الكهرباء العراقي هذا الاتفاق ويعتبره انجاز مهم لوزارته .
فصح النوم ياوزير كهرباءنا المبجل
اليس لديك وزارة فيها آلاف المهندسين وآلاف الفنيين والعمال فأين مشاريعكم الوهمية التي نسمع عنها في الإعلام مشروع الطاقة الفلاني وبطاقة إنتاجية … ..5000 ميگا واط…..مشروع توليد الطاقة في … .بطاقة إنتاجية . ميگا واط ….وكلها خيال وكذب على المواطن .وكلما اتت وزارة جديدة علقت اخطاءها على الذي قبلها ….
مشاريع الكهرباء اخي القارئ الكريم تم صرف اكثر من خمسين مليار دولار حسب قول الحكومة نفسها ولايوجد كهرباء متكامل وهذا المبلغ نستطيع بناء مدن كاملة مع البنية التحتية كلها وبطرق حديثة ورفاهية تامة لساكنيها …
والمشكلة الأخرى يوجد وزارة للصناعة ولاتوجد صناعة فحتى ملح الطعام يستورد من تركيا وايران والصين .اكثر من ثلاثمائة شركة حكومية عملاقة معطلة بالكامل وأصبح عمالها يستجدون رواتبهم من خزينة الدولة وأكثر من عشرة آلاف معمل وشركة ومصنع اهلي مغلق بسبب عدم وجود خدمات تشغيلية من الدولة أو بسبب تنافس السعر مع المستورد وعدم وجود حماية للناتج المحلي ….
نحن شعب نعيش مع الأمية وترتيبنا العلمي كان في السبعينات السادس عالميا أما اليوم فنحن خارج التصنيف العالمي الذي يقف عند حد السبعين بعد المائة ..ويا مصيبتنا في كبرياءنا الاعمى عندما نتكلم ونقول نحن بلد العلم والعلماء….
أما وزارة الزراعة فحالها مع اخواتها الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى فلقد شلت ايديها فالخضروات في أسواقنا إيرانية وتركية وسعودية وصينية ونحن كشعب واجبنا فقط نأكل هذه الخيرات ولا نستطيع أن نزرع باقة من الكرافس .ودجلة والفرات يمران زائرين يسقون الماء فقط ونودعهم في شط العرب…
هذا حالنا وهذا واقعنا المرير ولقد اخذتنا العزة بالاثم أيها الإخوة الكرام وان مصيبتنا كبيرة فالنفط لن يدوم لنا مادام حتى إنتاجه ليس بايادينا .ودول الجوار ليس افضل منا حتى نستورد منها الكهرباء هذه النعمة التي تجعل من الصيف شتاء ومن الشتاء صيفاً وفرتها الدول لإسعاد شعوبها دون مقابل يذكر ولايعرفون كلمة ومصطلحات.(( وطني …مولدة ،)) هذه المفردات موجودة فقط في بلادنا للاسف الشديد..
نحن شعب اصبحنا نأكل من قوت غيرنا ونلبس من نسيجهم وفي كل مساء نجلس نشتمهم وكأنهم هم من وضع هذا الكسل والانتكال بنا .. فهنيئا ً لهم لما ينتجون ويزرعون وهنيئا ً لنا نأكل وننام ….

أحدث المقالات