22 مايو، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

شعب بائس ودايح

Facebook
Twitter
LinkedIn

شعب كشعب العراق الذي ذاق مرارة الحروب الغير مبررة وخسائرها المهينة وحصار جائر وقتل فيها ملايين من ابنائه الغيارى شيب وشباب وفتيان و نساء واطفال كلهم كانوا ومازالوا يذبحون نتيجة لسياسات رعناء من قبل حكام ساديون وقمعيون وطائفيون وسراق ومنافقون واكلون السحت الحرام ومن ثم يقولون عنه انه شعب بائس وابنائه (دايحين) .توقفت كثيرا عند تصريح النائب مطشر السامرائي الذي انتخبه الشعب  عضو في البرلمان العراقي ورحت اسأل نفسي من هو  البائس ومن هو( الدايح) هل الشعب العراقي بائس؟ هل الشعب العراقي دايح؟ ورحت استرجع ذكرياتي ايام الحصار المشؤومة والرواتب التي كان يتقاضاها الموظف او الموظفة العراقية, كانت دولار او دولارين شهرياً لاتسد رمق , في ذلك الوقت تعرفت على شخص عن طريق الصدفة اذ اوقفت تاكسي في منطقة ً السعدون وكان الوقت ليلا وجلست في المقعد الامامي بجوار السائق ,انتبهت للسائق لا حظته يلف رأسه بيشماغ احمر ويغطي وجهه ولم الاحظ من وجهه سوى عيناه وحواجبه البيضاء , في بداية الامر صابني شيء من الخوف ولاحظ ذلك السائق واحس بتوجسي , ضحك وقال لي ( شنو تعتقد اني ابث الرعب في قلوب الناس؟ لم ارد عليه ثم قال عمي لاتخاف اني متلثم حتى لايعرفني الناس فأنا اعمل قاضي اول ولكن راتبي لايكفيني سوى ايام معدودات ولذلك اشتغل تاكسي في الليل واتلثم  ) صابتني الدهشة قلت له قاضي اول ! قال نعم بيدي العفو والاعدام انا في محكمتي يهابني الناس وكانت تعرض علي رشاوي كثيرة من اجل الافراج عن مجرمين وقتلة ولكني رفضت لان اخلاقي لاتسمح لي بذلك نعم اخلاقي وتربيتي منعاني من قبول الرشوة وقررت ان اعمل ليلا في سيارة اقاربي حتى اسد حاجتي وحاجة عائلتي , نعم هذه الحكاية  حكاية مواطن عراقي في زمن البؤس والذلة نعم حكاية مواطن عراقي شريف في زمن الحصار , لم يقول لي هل هو سني  ام شيعي , مسلم او مسيحي, عربي او كردي  , فقط كان مواطن عراقي  وغيره الكثير  من دكاترة واساتذه افترشوا الشوارع بـ ( جنبر السكائر ) ليعملوا ويكسبوا بالحلال وكثير من العراقيين باعوا ابواب وشبابيك وحتى شيلمان اسقف بيوتهم من اجل ان يأكلوا ويشربوا ولم تمتد اياديهم للحرام وكانت رواتبهم في احسن الاحوال خمسة الاف دينار عراقي  , هل هؤلاء ( دايحين ) هل هذا شعب بائس ؟؟؟
اما حضرة النائب في البرلمان العراقي لديه راتب خرافي ويخشى على نفسه من ان تسول له قبول الرشوة اذا ما الغيت الرواتب التقاعدية !!! يعني هو  الان يستلم راتب بشكل طبيعي لكنه يخشى المستقبل , !!! ترى ماهي وظيفة النائب قبل ان يصبح نائباً !!! الا يوجد له عمل وظيفي وعلى ضوئه يستلم تقاعده حاله حال ملايين العراقيين حين يخرج من مجلس البرلمان , لان اي عضو برلماني  حين لاينتخب مرة ثانية يعود لمزاولة عمله القديم بشكل طبيعي  فلماذا يخاف هذا النائب ويخشى على نفسه , هل عرفتم الان ايها السادة من هو البائس ومن هو الدايح؟ 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب