17 نوفمبر، 2024 1:44 م
Search
Close this search box.

شعب العراق لايحتاج نصيحة العقرب

شعب العراق لايحتاج نصيحة العقرب

موجة التظاهرات الغاضبة التي إجتاحت بغداد والعديد من المدن العراقية إحتجاجا على الاوضاع السلبية القائمة وعلى التدخلات والدور السلبي للنظام الايراني في العراق، لايوجد أي شك بأنها تثير الخوف والقلق لدى عملاء ووکلاء النظام الايراني في العراق والفاسدين الذين هم بالاساس خريجوا مدرسة نفوذ النظام الايراني کما إنها تثير قلقا وخوفا بدرجة أکبر لدى النظام الايراني نفسه والذي يرى فيه تهديدا مباشرا وقويا ضده لأنه المعني أکثر من غيره بهذه التظاهرات وبتأثيراتها السلبية فيما لو إستمر الشعب العراقي في تظاهراته هذه وأصر على إنهاء الدور والنفوذ المشبوه وغير الطبيعي لهذا النظام.
النظام الايراني وکما يرى معظم المراقبون والمحللون السياسيون قد جعل من العراق بمثابة حديقة خلفية وبقرة حلوب يستفيد منها لمواجهة نتائج سياساته الحمقاء والخاطئة، فإن فقدانه للعراق يمکن إعتباره بمثابة إغلاق أکبر بوابة وساحة يستفاد منها بمختلف الاوجه لمواجهة الازمة العامة الخانقة التي تحيط به من کل جانب وهو لاشك سيعاني کثيرا من جراء ذلك بحيث قد تعجل من إنهياره، ولذلك فليس بغريب أن يلعب هذا النظام دور الناصح المشفق للعراقيين من خلال البيان البائس والمثير للشفقة الذي أصدرته وزارة خارجيته التي طالبت العراقيين بضرورة تهدئة الأوضاع المضطربة خوفا من استغلالها من قبل أجانب، وذلك في بيان يبدو كأنه يتحدث باسم العراقيين الذين ترى طهران أن مصلحتهم في وقف الاحتجاجات والتظاهرات، متجاهلة مطالب الشعب العراقي الذي رفع شعارات ضد تدخلها السافر في الشان العراقي. وهذا البيان يثير السخرية والتهکم لأن النظام الايراني هو أساسا يشکل جانبا أساسيا من المشکلة في العراق وليس في حلها، بل إنه لو يکرم الشعب العراقي بسکوته وإلتزام صمت أصحاب القبور يکون أفضل له بکثير.
الاوضاع في العراق والتي تزداد سوءا منذ أن تغلغل نفوذ النظام الايراني في العراق وترسخ فيه خصوصا وإنه قد جعل من الولاء له مقياسا وليس الاخلاص للعراق والشعب العراقي، ولذلك فقد برز الکثير من الفاسدين والمنتفعين والانتهازيين الذين صاروا مع ولي أمرهم”أي النظام الايراني”ينهشون بالعراق من کل جانب حتى أوصلوا الشعب الى حالة مزرية لم يعد بوسعه أن يطيقها، وإن مايجري حاليا من أوضاع وخيمة وبائسة للشعب العراقي وإنتشار الفساد والظلم إنما هو في الحقيقة إستنساخ لما يجري ويحدث للشعب الايراني نفسه على يد نظام ولاية الفقيه الذي جعل من الدين ستارا من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، وإن الشعب الايراني قد کشف هذه اللعبة ولذلك فإنه يناضل بکل مابوسعه من أجل إسقاط النظام وتغييره إذ لم تعد قضية إسقاط النظام الايراني مجرد شعار مرکزي لمنظمة مجاهدي خلق الخصم والبديل للنظام بل لقد شعار الشعب الايراني کله.

أحدث المقالات