في اجتماع بمناسبة مع بعض رجال الدين، وثلة من المؤمنين بمختلف الاختصاصات، اثير فيها موضوع فقهي فاجاب الجميع حسب رأيه، وبعد قليل استرسل احد رجال الدين بالسؤال عن الاحول العامه للسوق، والتجارة وسعر العمله والسفر فاجاب كل منا حسب اختصاصة.
اثير خلال جلستنا موضوع سياسي فاجاب الكل عن رأيه بين انتقاد ورضا، استرسل هنا بالحديث رجل الدين موضحا نقطه، بقيت عالقه وكانها حلق في اذني من يومها، استهانتكم بالدين والسياسة جعل كل منكم يفتي شرعا ويشنع سياسيا، دون ان يكون له علّم او معرفه، بينما الامور العادية التي يمكن ان تعطوا بها رأيكم، احترمتم بها اصحاب الاختصاص.
أصبح محور الحديث هوه ما يحق لنا ان نتدخل به وما لا يحق، وذلك من خلال احكام فقهيه وثوابت “من فتى بغير علّم كفر”، استرسل هذا الشيخ قائلا اننا شعب استهنا بالدين والسياسة من خلال ما بث من شائعات زعزعت الثقه في المؤسسات السياسية، واما عن الدين بسبب كثرة التوجهات التي اثارت خلافات متعمدة، كان المقصود منها بث التفرقه اصبح كل فرد يفتي حسب رأيه دون شعور.
الحقيقة استفدنا جدا من هذا الدرس، اصبحنا نعمل جاهدا للخروج من الحوار الذي لا نمتلك فيه معلومات، ونترك المجال لصاحب الاختصاص ونكون مستمعين مثاليين، نحاول ان نستجوب المتحدث قدّر المستطاع لنحصل على اكبر ما يمكن من المعلومات، لنشبع الاستفهامات في داخلنا.
الدين للمتشرعين واصحاب الاختصاص الديني، وما انا الا مقلد اعود في مسائلي الى الرسائل العمليه او الاستفتاءات، وان تعذرت عن الوصول لما ابتغي اذهب لأسأل قسّم الاستفتائات في مكتب المرجع الذي اقلده، وهنا ابرىء ذمتي امام الله وطبقت عملي الواجب واجتنبت الوقوع في الخطأ.
السياسة لها متشرعين ايضا لكن بختلاف الاوصاف والاختصاص، وهي اكبر المشاكل في المجتمع، حيث ان هناك تشويش كبير مسلط عليها من قبل اجندات حزبيه واجنبيه، تبتغي ان يبقى الشعب متفرق، فعلى ذلك يجب ان يكون الفرد متنورا ذو عقل راجح، قبل ان يبحر بالحديث في هذا الموضوع .
السياسي ليس كل من اعتلى منبر او منصة وتحدث، او من حصل على منصب تنفيذي او من حصل على عضوية برلمان، انما كل ما ذكرنا يمارسها اشخاص ذو اختصاصات عامه ادارية او ادبية او قانونيه او غيرها، السياسي هو من عمل ضمن اجندة ومشروع سياسي لتحقيق هدف سواء كان وطني او اجنبي.
يجب ان يعلم كل افراد الشعب ان ما يربط السياسي والسياسة هوه التناسب الطردي، في مايمتلك من علّم وفن وخبرة تراكمية سياسية ومشروع سياسي متكامل وسمعه طيبة، اي اذا اردنا ان نثق بشخص سياسي يجب ان ننظر لكل هذه الامور كي نعتمد كلامه، ونأخذ له على جانب الجد محمل.
يجب ان لا نتحدث ونتناقل الاخبار السياسية اذا ما كان المصدر مبهما، او من المصادر الاعلامية فقط خصوصا هناك من يشوش وهناك من يتحدث من باطن عقله فقط، دون الرجوع بقصد او بدون قصد لحقيقة الامور، والسبب يريد ان يحقق مكسب خاص، مّثّل الشهرة او الماده او غيرها من امثال ان يكون موجه من اجنده اجنبيه، وان هذا يثير الجدل والتوتر ولا يجدي نفعا بل مظره.
خلاصة الحوار اوصلتنا الى ان رجل الدين كان مستوعبا لاغلب الامور، لكن كان لا يتحدث الا بأختصاصه، وهذا بحد ذاته درس لعدم الوقوع بالخطأ، وعدم المشاركة بأثارة الشارع الشعبي، وفسح المجال لذوي الاختصاص ان يقدم ما لديهم، وذلك انهم اعرف وافهم بتفاصيل الامور “ اهل مكة ادرى بشعابها”.