22 ديسمبر، 2024 11:39 م

“شظايا البوح” مجموعة قصصية للكاتبة زكية خيرهم: رحلة استكشافية في أعماق النفس البشرية
تأخذنا الكاتبة زكية خيرهم في مجموعتها القصصية “شظايا البوح” في رحلة استكشافية متعمقة إلى أعماق النفس البشرية، حيث تقدم لوحة فنية متكاملة تعكس عمق تجربتها الإنسانية. في كل قصة، تنسج الكاتبة خيوطًا دقيقة تربط بين الواقع والخيال، بين الماضي والحاضر، وبين الأمل واليأس، لتقدم لنا صورة واضحة وشاملة عن النفس البشرية بكل تعقيداتها.
إن عنوان المجموعة “شظايا البوح” بحد ذاته يعكس جوهر العمل الأدبي. فالشظايا هنا تشير إلى كلمات متناثرة كقطع من مرآة متكسرة، تعكس جوانب متعددة من شخصيتي الكاتب والقارئ على حد سواء. أما البوح، فهو كشف الذات وإظهار الأحاسيس والأفكار المخفية، وهو ما برعت الكاتبة في التعبير عنه في كل قصة من قصص المجموعة، بالرغم من أنها أطلقت عليها اسم شظايا إلا أنني اراها صورة متكاملة.
عند تحليل عناوين القصص، نجد أنها تشكل بانوراما لرحلة استكشافية داخل النفس البشرية. تبدأ الرحلة بقصة “أحتاج إلى طبيب نفسي”، وهو عنوان يعكس حالة من الضياع والتشتت التي قد يشعر بها الإنسان في بعض مراحل حياته. ” انفجرت أمل تبكي بألم وتسأل الطبيب: لم أعد أعرف من المريض هنا؟ أنا أم هي؟ لا … أنا المريضة ربما.”
ومن ثم، تأخذنا الكاتبة إلى أعماق العلاقات الإنسانية المعقدة من خلال قصص مثل “أسد يفترس صديقتي”، “انفصال”، و”صداقة منهكة”. هذه العناوين تحمل دلالات عميقة عن الخيانة، والخسارة، والوحدة التي يمكن أن يعاني منها الإنسان في علاقاته مع الآخرين.
وتغوص الكاتبة أكثر في أعماق النفس البشرية من خلال قصص مثل “انكسار المرايا”، “البيت الغامض”، و”صحراء جافة”. هذه العناوين تستحضر رموزًا تعكس حالة من الضياع والتشوه الداخلي الذي قد يعاني منه الإنسان. أما قصص مثل “صوت الألم وصدى الأمل” و”الفرصة”، فتقدم لمحة عن الجانب المشرق من الحياة، حيث يتصارع الأمل مع الألم، والحياة مع الموت.
وتصل الكاتبة إلى ذروة الانفعالات في قصص مثل “تلاشي الأماني”، “لو كان القلم مثلهم لقتلته”، و”سقوط القناع”. تعكس هذه العناوين حالة من اليأس والإحباط التي يشعر بها الإنسان عندما تتبخر أحلامه أو عندما تنكشف الأقنعة الزائفة التي يرتديها الآخرون.
تختتم الكاتبة مجموعتها القصصية بقصة “شظايا البوح”، وكأنها تعود إلى نقطة البداية لتؤكد أن كل ما سبق هو جزء من رحلة استكشافية في عمق النفس البشرية. تبدئها ” لم تكن تعرف أن الامر يتعلق بشيء آخر، مختلف تماما. تحاول أن تستجمع الأشياء، تستعيدها جملة وتفصيلا” وهكذا نستكشف أننا كنا برفقة زكية خيرهم في بوح متكامل وصريح.
من خلال هذه المجموعة القصصية المتميزة، تنجح الكاتبة زكية خيرهم في أخذنا في رحلة عميقة إلى أعماق النفس البشرية. فهي لا تكتفي بتقديم صورة واقعية عن المعاناة والألم، بل تمنحنا أيضًا شعاعًا من الأمل والتفاؤل. إن “شظايا البوح” عمل أدبي استثنائي يستحق القراءة والتأمل..