22 ديسمبر، 2024 5:47 م

لا اعرف لماذا كلما أثير ملف شط العرب تذكرت حين كنت طفلا لعائلة كبيرة تتكون من عدد كبير من الإخوة والأخوات, كنت إنا صغيرهم الحلقة الأضعف بينهم إي بمعنى ( شابع كفخات) كان بإمكاني إن أكون العنصر الأقوى بينهم كوني القريب جدا من والدتي لأنني كما يقال أخر العنقود (بزر الكعدة) لكنني لم استغل هذه الفرصة ولا اعرف لماذا وما هي الأسباب التي جعلتني لا أفكر كيف أخوض غمار تلك العنصرية التي يقودها ضدي بقية إخوتي..
كانت والدتي تعد لنا الطعام وكانت تهتم بي كثيرا( تصبلي ماعون تمن وحدي) وبقية إخوتي كل اثنين بماعون فكان احدهم يتنحس كثيرا من هذا التقسيم فيبدأ بأعماله الشيطانية للنيل مني.. يأخذ (خاشوكه) من حصته ويرمي بها في ساحة ماعوني ويبدأ بالأكل معي وحين اعترض يقول لي إنني شريك معك في هذا الماعون.. فأن بقيت مصرا على اعتراضي أصر هو كذلك على مطالبته بحصته ويرفع سقف مطالبه لدرجة انه يفرض عليه النصف أو أكثر.. وهكذا مرت السنين وإنا لم اجد حل لهذه المعضلة حتى نشأت وكبرت وإنا ضعيف البنية هش العظام كوني لم أمر بحالة من الشبع أو الاكتفاء الغذائي كالتي كان يمر بها أخي حتى أصبح غولا فيما بعد..كلنا نعلم إن شط العرب يتكون من مصب نهري دجلة والفرات بعد أم يمران في اهوار الناصرية والعمارة فيلتقيان عند كرمة علي مكونان ذلك الشط الذي يقال عنه شط الفرس.. وبعد إن يتكون هذا الشط يصب في أخره من جهة الجارة إيران عدة مبازل شقت طريقها عبر السنين لتكون كتلك الخاشوكه التي أرهقني بها أخي.. إما عن نهر الكارون الذي يتقاسم مجراه سوية العراق وإيران فأنه يصب كذلك في شط العرب غير إن جمهورية إيران الإسلامية تحاول تضييق الخناق علينا من هذا المنفذ الوحيد الذي نطل منه على الخليج الفارسي كما يدعون مباشرة.. لا اعرف كيف سيتعامل المفوض العراقي مع خصمه العنيد الإيراني المعروف عنه بالتعصب والعناد في التفاوض على ابسط حقوقه..هل سيرفع المفاوض الإيراني سقف مطالبه ليأخذ النصف أو أكثر من مجرى هذا الشط أم انه سيصر على عناده ويطالب بكل الشط وينسبه إليه لقبا ومجرى؟؟