23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

الهروب للأمام هو فلسفة وأسلوب النظم الديکتاتورية التي لاتأبه أو تکترث لأوضاع الشعب ولحياته المعيشية وتعطي الاولوية لمصالحها الضيقة، ولاريب من إن الهروب للأمام لايمکن أبدا إعتباره حلا وانما هو بمثابة إبقاء المشکلة أو الازمة لتنتج مضاعفات لها، وإن الطريق والسبيل الاسلم هو التصدي للمشاکل والازمات وليس الهروب منها، إذ أن بقاء المشکلة أو الأزمة من دون حل من شأنه أن يساهم في إيجاد أعدادا کبيرة من المشاکل والازمات الناجمة عنها.
عندما يقوم المرشد الايراني بإرجاع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده بما فيها انهيار العملة المحلية إلى الحرب الإعلامية التي يشنها “الأعداء” دون التطرق إلى الفساد والاحتجاجات الشعبية والضغوط الخارجية المتمثلة بالعقوبات الأميركية. فإن ذلك يعني هروبا واضحا للأمام من واقع سلبي يواجهه النظام الايراني، ولاشك من إن التساٶل يکبر عندما نعلم بأن بأن الذي يقود عملية الهروب للأمام هو المرشد الاعلى للنظام بحد ذاته!
هذا الهروب المفضوح للأمام من جانب هذا النظام الذي تسبب ويتسبب في إختلاق وإفتعال وإيجاد أوضاع سلبية في 4 بلدان عربية تخضع لنفوذه الاسود، يعکس واقع أزمة مريرة يعاني منها هذا النظام ويسعى للخلاص منها بشتى السبل ولاريب من إنه يبذل مافي وسعه لإستخدام نفوذه في هذه البلدان من أجل ذلك، ولاسيما وإنه قد أکد دائما على إنه يضع مصالحه الخاصة فوق کل إعتبار ويوظف کل مادون ذلك من أجله، وإن هذا النظام الذي لعب ويلعب على ألف حبل من أجل مصالحه ويصل به الامر الى حد أن يطلق مرشده الاعلى کذبة مثيرة للسخرية ترجع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بلاده بما فيها انهيار العملة المحلية إلى الحرب الإعلامية التي يشنها “الأعداء”، فإن ذلك يعني بأن هذا النظام يجعل من نفسه مسخرة للعالم ولايسعى لمواجهة المشاکل على أرض الواقع من أجل إيجاد حلول للمشاکل الحادة التي يعاني من شعبه، وبطبيعة الحال فإن نظاما لايرحم شعبه ويتصرف معه بهذه الطريقة المثيرة للإستهزاء، فإنه لايجب أبدا الانتظار منه أن يعامل عملائه أو بالاحرى أذرعه في بلدان المنطقة بصورة أفضل، ولذلك فإن المنتظر والمتوقع في خضم الازمة العميقة التي يواجهها النظام الايراني أن يلجأ الى الابطاح والاستسلام شاء أم أبى أمام خصومه وهو من دون شك سيضحي بکل شئ من أجل أن يخرج من هذه المعمعة التي أوقع نفسه فيها، بسلام.
مايثير السخرية والاستهزاء هو تهافت أذرع هذا النظام المترنح الآيل للسقوط والمکروه والمرفوض من جانب شعبه، على التفاني في خدمته الى الحد الذي يصل الى مواجهة شعوبهم کما في حالة ميليشيا عصائب الحق التي تعلن عن إستعدادها لمواجهة إنتفاضة أهالي البصرة لأنهم يرفضون نفوذ النظام الايراني ويرفضون الاحزاب والميليشيات العراقية العميلة التابعة له ومن ضمنها ميليشا”الخزعلي”، الذي يسعى لأن يکون وفيا للنظام الايراني أکثر من جلاوزته وجلاديه، لکن ستثبت الايام القادمة فشل هذا الرهان على نظام فشال وخاسر وساقط قريبا على يد شعبه والمقاومة الايرانية.