23 ديسمبر، 2024 3:12 ص

شر البلية أن يحذر سليماني العراقيين!

شر البلية أن يحذر سليماني العراقيين!

ليس هناك من أي شك بأن الارهابي المطلوب للعدالة الدولية، قاسم سليماني، يقوم بدور صار واضحا لکل العراقيين بأنه أسوأ مايکون، ذلك إن الشعب العراقي لم يجد من وراء دور وتحرکات هذا الارهابي سوى الخراب والدمار وإراقة الدماء وإن الاعوام الماضية قد أثبتت ذلك بجلاء، فقد صار مصدر ومحور الشر والبلاء والمصائب أينما حل، فهو يمثل اليد السوداء الکريهة لأفظع أنواع التدخلات الايرانية في الشۆون الداخلية العراقية والمشرف على أذرع النظام الايراني وعملائه في العراق.
عندما يحذر الارهابي سليماني، من إن إستبعاد تحالف الفتح (الجناح السياسي للحشد الشعبي) من أي دور في الحكومة الجديدة سيؤدي إلى مشاكل جمة في العراق مستقبلا. فإنه ليس يحذر وإنما يهدد بممارسة التخريبات وکل الممارسات المشبوهة ضد الشعب العراقي في حال لم يکن لجناحه السياسي في العراق دور رئيسي في الحکومة العراقية المقبلة، وإن سعي البعض لأخذ تحذيره على محمل خير هو شر البلية، إذ ليس هناك ولو حالة واحدة تثبت دورا ومهمة إيجابية قام بها هذا الارهابي من دون أخذ مصالح النظام الايراني العليا بنظر الاعتبار، ولذلك فإن الاولى هو أن يتم الحذر منه بل والحذر من أي تحذير يطلقه فهو أشبه مايکون بلغم أو قنبلة مٶقتة أو سم بطئ مهلك بطئ التأثير.
الاوضاع السيئة جدا التي يمر بها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي وصلت الى حد إستدعاء الرئيس روحاني أمام البرلمان من أجل البحث فيها، فإن روحاني أماط اللثام عن المستوى الخطير جدا الذي وصلت إليه الاوضاع وقيام الشعب الايراني بالنأي بنفسه بعيدا عن النظام کما إعترف بذلك قائلا:” تغيرت فجأة رؤیة المواطنین الایرانیین بالنسبة إلی مستقبل البلاد وهذا ألم کبیر. إیجاد فرص العمل والبطالة مشکلة هامة وأنا أوافق بأن التقلبات البنکیة وموضوع الانتعاش وأسعار العملات کلها مهمة ولکن كل هذا قلیل أمام ثقة الشعب وأمل المواطنین…. أصبح الناس متشككين بشأن مستقبل إيران، والأهم من ذلك حتى بعض من الناس قد شككوا فيما يتعلق بعظمة وقوة النظام، والتنمية والتطور في المستقبل”، وهکذا نظام لم يعد يثق به شعبه ويسعى الى إسقاطه، کيف يمکن للشعب العراقي أن يثق بممثله الارهابي ويعتمد عليه في دور الناصح المشفق؟!
سليماني الذي يطلق التحذيرات المبطنة للعراقيين يسرة ويمنة، يعلم جيدا بأن نظامه في غرفة العناية المرکزة وإنه قد ينتهي في أية لحظة، خصوصا إذا ماأخذنا الاحتجاجات الداخلية المتزايدة والملتقى الاخير للجاليات الايرانية الذي تم عقده في 20 عاصمة ومدينة رئيسية في أنحاء العالم إحياءا للذکرى الثلاثين لمجزرة عام 1988 التي أعدم هذا النظام فيها 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، ومطالبته بالقصاص من قادة النظام الذين ساهموا بإرتکاب هذه الجريمة، فالشعب والمقاومة الايرانية هما اللذان يهاجمان الان النظام وإن الاخير يدافع بإستماتة من أجل المحافظة على عرشه المهزوز، وإن هکذا نظام جدير بأن لايرکن إليه أحدا وبشکل خاص الشعب العراقي الذي إبتلى به شر بلاء.