18 ديسمبر، 2024 11:06 م

شريعة الغاب والإعلان العالمي لحقوق الإنسان

شريعة الغاب والإعلان العالمي لحقوق الإنسان

أن مبدأ الوحدة والمساواة البشرية من مآثر الديانات السماوية ((أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى)) وكثير من الأقوال والأفعال التي ترجمت من قبل الرسل والنبيين الذين ٌبعثا إلى أقوامهم مع وجود طبقات في المجتمع العشائري لينتهج تفاوتا طبقيا بين أفراد المجتمع الواحد .

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا((51) ويقول جل شأنه: )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير)(52).

ومن هنا صدر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأن جاء متأخراً كثيراً مع اقترانه في المجتمع الإسلامي الذي برهن لهم أحقية الرسل والنبيين والرسول الخاتم (ص)الذي قدم كل ماهو جديد لشعبه المضطهد من تعسف المتسلطين في الجزيرة العربية ومن أرباب السلطة التي تدعي الخط الإسلامي وهي في غاية البعد عنه جاء في اليوم العاشر من كانون الأول 1948 لتتفق مبادئه جميع الحكومات والهيئات الدولية وغيرها ….. نص هذا الإعلان : ((الناس يولدون أحرار متساوين في الحقوق والواجبات والتمتع بجميع الحقوق والحريات دون التمييز بين اللون والجنس أو اللغة أو الدين )) وغيرها الكثير ؟.

وعلينا أن نبين للقراء الكرام أهمية ديننا الحنيف وكيفية تطبيق فقراته التي تعزز الفرد منا في المجتمع الإسلامي الذي وضع بين طياته الكثير من المعاني الهادفة التي تجعل من المسلم عزيزٌ صاحب مبدأ رسالي ومن هنا نجد الأمام علي بن أبي طالب (ع) يحث الراعي على رعيته وما كتابه المشهور الذي يبرهن لنا كيفية احترام الرعية الذي أستلهمها من الشريعة السماوية الخاتمة لنيل حقوقها وخير دليل يقدم ألينا من قبل عاملة على مصر مالك الاشتر ألنخعي (رض) ( فإنهم صـــــــنفان إما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق الإمام علي) و ما نشاهده اليوم في مجتمعنا الإسلامي من تقدم الرجل الكبير في جميع المحافل والنظر أليه بنظره الأب الرحيم ولكي لا ننسى رسالة الحقوق للأمام السجاد (ع) وهي عبارة عن خمسون بند منها حقوق النظر وحقوق اللسان وحقوق الجار وحقوق الزوجة وحقوق الأب والأم وغيرها الكثير .

ماذا قدم لنا ولأجيالنا هذا الأعلان غير التشظي في القيم والمبادئ بحجج واهية لم تلتزم بها أي دولة غير النظر فيها من وقائع الفائدة من هذا الرأي العام الذي يستهجن الكثير من القيم الرسالية التي عززت الثقة في النفس والاطمئنان أليها لكن اليوم باتت هذه القيم شبه مفقودة بين ثنايا المجتمع الذي يعد من المتحضر والذين يشار إليهم في البنان .

في عام 1948 وفي عام 1965 وفي عام 1974 وغيرها من الأعوام تتصدر ألأمم المتحدة المشهد في عدة قرارات جديد تضاف إلى قراراتها المتعددة والمعتمدة لديها ……… وممَّن رشَّحَ الإسْلامَ كمُخلِّصٍ ومُنقذٍ وَحيدٍ للبشَرِيةِ، المُفكِّرُ الفَرنسِي ديباسكييه (DEEBCKEEH)، بقوله: (إنِّ الغَربَ لم يَعرِفْ الإسْلامَ أبداً، فمُنذُ ظُهورِ الإسْلامِ اتَّخذَ الغَربُ مَوقِفاً عَدائِياً منه، ولم يَكفَّ عن الإفتِراءِ والتَّندِيدِ به لكَي يَجدُ مَبرِّراتٍ لقِتَالِه، وقد تَرتَّبَ على هذا التَّشوِيهِ أنْ رُسِّختْ في العَقلِيةِ الغَربِيةِ مَقولَاتٌ فَظَّةٌ عن الإسْلامِ، ولا شكَّ أنَّ الإسْلامَ هو الوَحدَانِيةُ التي يَحتاجُ إليْها العَالمُ المُعاصِرُ لِيتَخلَّصَ مِن مَتاهَاتِ الحَضارةِ المَادِّيةِ المُعاصِرةِ التي لا بدَّ إنْ اسْتمرَّتْ أنْ تَنتهِيَ بتَدمِيرِ الإنسَانِ). المصدر/ مَجلةُ الأمانِ اللُّبنَانِية: العدد (57)، السَّنةُ الثَّانِية، آذار سنة 1980م. وآخرُونَ .

علينا أن نعي حجم رسالة السماء التي ختمها نبينا الهادي البشير محمد بن عبد الله (ص) وهي مفاهيم ذات دلائل واضحات لمن أرد العيش الرغيد من خلالها دون المساس إلى كرامته هذه الرسالة التي غفل المسلمون عنها ليتصدر المشهد الغرب بقرارات بعيده كل البعد عن القيم والمبادئ التي جسدها نبينا نبي الرحمة (ص) من خلال خطبه وأحاديثه الهادفة لبث روح المواطنة ومد جسور المحبة بين الراعي والرعية فسلاما عليك سيدي أبا القاسم وأنت تبين شريعة السماء .