17 نوفمبر، 2024 12:48 م
Search
Close this search box.

شروع نهضة الأمة الذي قدم إلى عدة دول عربية و إسلامية

شروع نهضة الأمة الذي قدم إلى عدة دول عربية و إسلامية

(1 و 2 من 3)
هذه الرسالة التمهيدية أرفقت مع خطة مشروع نهضة الأمة التي قدمت إلى رئيس وزراء إقليم كُردستان في عام 2013 (باللغة الكُردية)، وأمير قطر في عام 2016، ورئيس جمهورية تركيا في عام 2017 و 2020 (باللغة العربية و الإنجليزية)، ورئيس وزراء الإمارات في عام 2017، وأمير الكويت في عام 2019-2020، ورئيس وزراء الكويت في عام 2020، ورئيس وزراء ماليزيا في عام 2020 (باللغة الإنجليزية). كما وصل المشروع إلى يد الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة، وسفراء قطر و الكويت والإمارات العربية المتحدة، فضلا عن شخصيات أكاديمية و سياسية عربية و إسلامية ومؤسسات معرفية و ثقافية و إعلامية. وبعد كل هذه السنين أود وضعه في متناول القارئ العربي و الإسلامي. هنا الحلقة الأولى والثانية وهي رسالة تمهيدية مع تقديم خلاصات عن المشاريع الثلاث، ثم في الحلقة الثالثة والأخيرة هناك شرح مفصل عن مشروع نهضة الأمة.

ملاحظة: حذفت أسماء الرؤساء و الأمراء و السفراء و الدول في هذه النسخة، لأن الأسماء تختلف بحسب الجهة التي بُعث إليها المشروع.

سيادة/ سمو/ سعادة …

لا يخفى على سيادتكم/ سموكم/ سعادتكم أن الدول العربية و الإسلامية تعاني ضعفا بائنا في المضمار الدولي، على مستوى السياسة و العسكرة و القرار. كما لا يخفى أن منطقتنا برمتها واقعة تحت هيمنة دول الغرب (أمريكا و أوروبا) و روسيا. لو تتبعنا السبب، نجد أن التأخر التكنلوجي و العسكري هو الذي أحدث هذا الشرخ الكبير الذي منه تدخل قوى خارجية منطقتنا وتهيمن عليها و تتصرف فيها خارج القوانين المعمولة بها في العلاقات الدولية التي تلزم أنفسها بها. التأخر التكنلوجي و العسكري ناتج عن تأخر العرب و المسلمين علميا. فَهُم، للقرنين الماضيين، عالة على الغرب، وانقطعوا عن تراثهم العلمي الغني ولم يطوروه، فأمسوا في عقب أمم أخرى تأسّدت عليهم، وأحلتهم بوارا في أول فرصة تفككت فيها عرى الإجماع السياسي و العسكري بين شعوبها في إثر هزيمة العثمانيين بداية القرن العشرين. اليوم، نعيش عقابيل تخلفنا و تراجعنا و هزائمنا المتوالية، أمام هيمنة القوى الخارجية. ونحن في الواقع، ندفع ضرائب أجدادنا الذين تاهوا و تخاذلوا و تكاسلوا، في تطوير أنفسهم علميا في مضمار السبق و التنافس مع الأمم الأخرى. ولعلهم نسوا أنهم مؤتمنون على رسالة الحياة أن يوصلوها إلى أولادهم و أحفادهم، ويزودوهم بأرضية صلبة و أدوات غنية، للحيلولة دون وقوعهم في براثن أعدائهم الذين لا يرحمون. هل نحن الآن نواصل نفس هذا النسيان، تجاه أنفسنا و تجاه أولادنا و أحفادنا؟! لا شك لدي بأن واقعنا هو أكثر سوءا مما مضى، لأننا اليوم باقون بسبب الخير الذي تراكم في القرون التي مضت، لكن أحفادنا في المستقبل سيفتقدون لهذا الخير، وسيكون مصيرهم أسوأ مآلاً من مصيرنا، ولعلهم سيكونون في القعر الذي سيُطبق عليه كل التراكم الذي ينتج من تقدم الأمم الأخرى المهيمنة عليهم. لا أكتب هذا لأنني أنا متشائم، بل هذا هو الواقع بغثه وسمينه.

قامت في بلادنا ثورات و انقلابات، وخرج بين أظهرنا قادة سياسييون و عسكرييون، خاضوا جملة من البهلوانيات والعنتريات التي كانت تهم بمعاني التحرر من الهيمنة الخارجية و مقاومة الأعداء والنهوض بمللنا و شعوبنا. لكن كل هذا ذهب أدراج الرياح، بل و زاد على كاهلنا أعباء الهيمنة و التأخر و التقهقر. والسبب، لأن النهوض و التحرر لا يعبران عن طريق الثورات و الإنقلابات و البهلوانيات و العنتريات التي ينتشي بها بعض السياسيين و القادة العسكريين.

للنهوض و التحرر طريقهما و سببهما و أدواتهما. وكل هذه مجتمعة، تحتاج إلى الصبر و التأني و العمل الدؤوب المتواصل لسنين من كد وتعب. أنا أزعم و لا أجزم، أن هذه المشاريع كفيلة ببناء الأرضية التي من الممكن أن تقف عليها أجيالنا في المستقبل، للقدرة على التحدي و السباق في مضمار التنافس الحضاري مع الأمم الأخرى. وأنا لا أزعم أنني وحدي اكتشفت هذا عنوة، أو هو خلاصة جهدي الشخصي، بل هو تراكم معرفي وسياق علمي طويل.

المقترحات:

تتكون هذه المقترحات من ثلاثة أمور وهي:

الأول: بناء مرجعية علمية مستقلة في العالم العربي و الإسلامي تستقل عن المرجعية العلمية للعالم الغربي في غضون عشرة إلى عشرين عاما. هذا المقترح موجود مع هذه الرسالة في 12 صفحة مفصلة. للأسف، فهِم بعض الأكاديميين و العلماء أن هذا المقترح هو حول الترجمة. في الواقع هذا المقترح هو حول بناء المرجعية العلمية العربية و الإسلامية. أما الترجمة فهي أحد الأسباب الرئيسة و الأكثر أهمية في سبيل بناء هذه المرجعية. فوجدت أن أشرح هذه النقطة بالضرورة لإزالة هذا الإلتباس.

ثانيا: كيفية حل الصراع العلماني-الإسلامي الذي أنهك الأمة العربية و الإسلامية منذ حوالي قرنين من الزمان (منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر). هذا المقترح أسهل من المقترح الأول ونحتاج لرؤية ثماره إلى أقل من عشرة أعوام. لدي الخطة المفصلة في سبيل ذلك. كما أن هذا المقترح يساهم مساهمة كبيرة في تعزيز المقترح الأول و إنجاح مشروعه.

ثالثا: بناء نموذج علمي و أكاديمي متكامل منافس لما هو موجود في العالم الغربي. كما أن هذا المقترح يشكل أيضا مساهمة مهمة في تعزيز و إنجاح المقترحين الأولين.

إن نهضة الأمة تحتاج إلى العمل و البناء و المثابرة والصبر. ولا تتحقق النهضة بالأمنيات الجميلة والأحداث و الإنقلابات الفورية أو الثورية كما يتخيلها بعض الناس. إن الدولة العربية التي تقيم هذه المشاريع ستضمن لنفسها ريادة العرب و المسلمين و قيادتهم في المستقبل و ستكون مركز هذه النهضة المرجوة.

الجزء الثاني

خلاصة مقترح مشروع النهضة العربية و الإسلامية (الرينيسانس) المقدم لدولة …

إنطلاقا من همّ تأريخي و حضاري لأمتنا، و بعد دراسة و تفكير طويلين، أنعم الله تعالى علينا بالوصول إلى عدة مقترحات، هن بمثابة مفاتيح لنهضة أمتنا و طرق لبلوغ القمة المرجوة التي كلفت بها هذه الأمة و هي من خصائصها بلوغ هذه القمة، في مضمار التنافس بين الأمم، و في ميدان العالم حيث لا تتحقق العدالة و الحرية و السلام إلا بما يقوم عليه جوهر الأمة الغائب عن أبنائها منذ ردح من الزمن.

بعد التوكل على الله، يسرنا أن نقدم هذا المقترح بين يدي سموّ/ سيادة/ سعادة …، و هو يحتوي على ثلاثة مشاريع، قدمنا أحدها بالتفصيل و هو مرفق بهذه الخلاصة بعنوان (مقترح لمشروع نهضة الأمة). فضلا عن تقديم خلاصة عن هذا المشروع هنا، سأقدم خلاصة عن المقترحين الآخرين في النقطتين الثانية و الثالثة.

المقترح الأول:

هذا المقترح المقدم بالتفصيل في ورقة أخرى من 12 صفحة، يحتوي على خطة لبناء المرجعية العلمية في العالم العربي تستقل عن المرجعية الغربية المهيمنة في العالم لمدة قرنين أو أكثر. هذا المشروع واقعي و ليس خيالا، و يمكن إنجازه و تحقيقه. و تظهر نتائجه الملحوظة في غضون عشرة أعوام. في الواقع، العالم العربي اليوم مشلول و معاق، يعتمد في تيسير شؤونه على الغرب. هذا الإعتماد نشأ من حالٍ يتطور الغرب فيها بإستمرار و ينتج على الدوام ما جعله ليس مستقلا فقط، بل و مهيمنا و سيدا. و في هذه الحال تحول العرب والمسلمون عموما إلى هوامش تستهلك ما ينتجه الغرب، فيدورون حوله دوران الرحى حول القطب، دون مواكبة معه و دون تطور يعطيهم الإستقلال عن القطب الذي يدورون حوله. لا خلاص من هذه الدوامة و لا منجى من هذا الإستتباع، إلا ببناء الإستقلال الذاتي لأمتنا علميا في كل فروع العلم. إذن، كيف السبيل إلى هذا الإستقلال العلمي، أجبت بالتفصيل في المشروع الذي قدمته بعنوان (مقترح لمشروع نهضة الأمة) مرفقا بهذه الصفحات.

المقترح الثاني: هذا المقترح لا يقل أهمية عن المقترح الأول، بل هو أهم منه على أصعدة شتى. هذا المقترح هو لمشروع عظيم و بكلفة أقل من كلفة عشر حفلات تقام أحيانا في دول عربية، كل حفلة تستغرق ساعات معدودة في الليلة الواحدة، حيث تصرف عشرات الملايين من الدولارات. ما هو هذا المشروع؟

منذ حوالي 150 عاما أو أكثر، نشأت حركة علمانية في الدولة العثمانية، ثم انتشرت في أرجاء العالم الإسلامي. هذه الحركة نشأت لتشكل مفترقا خطيرا و دمويا، عانت منه الأمة و ما تزال من تأثيراته الحالية و آثاره الماضية بإستمرار. خطورة هذه الحركة تكمن في محاولتها المستمرة لقطع حبال وجود الأمة مع ماضيها، و ربط هذا الوجود بسياق آخر غريب عن المسلمين، ترقى عبر عقود طويلة من الزمن، ثم هيمن في العالم بفضل إستكشاف روابطه مع ماضيه. أي أن نهضة هذا السياق الغريب عن أمتنا (و أقصد العالم الغربي)، لم تنشأ إلا حين تم إعادة جذور الماضي إلى حاضر الغرب المستمر.

منذ نشوء هذه الحركة العلمانية في بلادنا في أواخر الحقبة العثمانية في بدايات القرن التاسع عشر، يعاني العالم الإسلامي صراعات دموية بين الأنظمة و الأحزاب و شرائح المجتمع الأخرى. تلد هذه الصراعات من ثغرة كبيرة، يكمن فيها جهل عظيم بتراث أمتنا و بتراث الغرب. أي ان الطرفين المتصارعين في عالمنا الإسلامي، الطرف العلماني و الطرف الإسلامي، يعيشان الجهل و القطيعة مع السياقات التي يتصارعان عليها. يتصارع الطرفان على المرجعية القانونية و التشريعية في بلادنا، مما يولّد أزمة عميقة لم تحل إلى يومنا هذا. هذه الأزمة، و هي عميقة و كارثية، تعيق السلام و النمو و التطور في بلادنا.

المشروع الذي توصلت إليه، يحتوي على حل كامل و شامل و بضمانات. و الحل هو القضاء ليس فقط على هذا الصراع، بل و إنهاء الجدل بشأن أي المرجعيتين أصلح لأمتنا في التشريع و القانون، المرجعية الغربية العلمانية أو المرجعية الإسلامية. يحتاج هذا المشروع، لكي تؤتى ثماره، إلى أقل من عشرة أعوام. لدي خطة مفصلة و واضحة لتنفيذ هذا المشروع، و لدي جهوزية تامة للإشراف على هذا المشروع. إذا كانت دولة (…) ترغب في هذا المشروع، فلدي الإستعداد لشرحه في إجتماع وجها لوجه أو عن طريق الكتابة.

المقترح الثالث:

هذا المقترح يأتي أيضا في سياق النهضة الشاملة لأمتنا. المقترح يحتوي على مشروع بناء جامعة جديدة في دولة …، وكذلك يتضمن تطوير الترتيب العالمي لجامعات دولتكم، كمقدمة لتطوير الجامعات العربية الأخرى. هذه الجامعة المرجوة التي تكون فريدة في بنائها و توظيفها و خدماتها، تشكل هذه البداية عبر خلق نموذج حي و واقعي في العالم العربي. إلى جانب هذا، يعتبر بناء هذه الجامعة حلقة مربوطة بالمقترحين الأولين أيضا. كما سبق، فالخطة التفصيلية لهذا المشروع جاهزة إذا رغبت دولة … في تبني المشروع و القيام به، وهو ممكن الحصول على أرض … أو أرض أخرى بملكية … صرفة و بعائدات مادية و معنوية إلى دولة …

أرجو أن تلقى هذه المقترحات آذانا صاغية لدى سيادتكم/ سموكم/ سعادتكم.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

غدا الجزء الثالث و الأخير و هو شرح مفصل لأحد المشاريع الثلاث.

أحدث المقالات