الهاجس الذي صار يشغل جميع القوى السياسية العراقية، هو الانتخابات القادمة التي بإمکانها أن تحدد ملامح العراق خلال الاعوام القادمة خصوصا وإن الاعوام القادمة بالغة الاهمية لکونها قد تحدد مصير الاوضاع في العراق و تحدد معالمه بالاخص وإن العراق ومنذ أعوام طويلة يدور في دوامة دموية مغلقة و من حق شعبه أن ينعم بحياة حرة کريمة وأن يتخلص من التلاعب به من أجل تحقيق أهداف و غايات لاعلاقة لها بالعراق البتة.
أم المساکل و الکوارث و المصائب في العراق، کانت و تبقى مسألة التدخلات الخارجية وفي مقدمتها و حلى رأسها التدخلات الايرانية التي تجاوزت کل الحدود و صارت تستغل العراق و بصورة مکشوفة لالبس فيها من أجل تحقيق أهداف و مآرب مشبوهة في سبيل إنقاذ مشروعها السياسي ـ الفکري الذي بات مهددا بالفشل، وإن أعين النظام الايراني مرکزة بقوة على الانتخابات العراقية القادمة و تسعى من أجل ضمان کسب نتائجها لصالحه من خلال إنتخاب الاحزاب و الشخصيات التي تمثله و تعبر عنه و يهمها ضمان إستمرار المشروع الايراني في العراق بشکل خاص و المنطقة بشکل عام.
منذ الاحتلال الامريکي للعراق و إستشراء نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فيه، فإن الاوضاع في هذا البلاد تسير على الدوام من سئ الى الاسوء، خصوصا وإن هذا النظام قد جعل من العراق ساحة من أجل تصفية حساباته الداخلية و الاقليمية و الدولية، وقد إتضح بأنه يضع مصالحه فوق کل الاعتبارات وهو الامر الذي صار يدرکه القاصي قبل الداني و يحلمون النوايا الشريرة التي يکنها النظام الايراني للعراق وهو يتدخل في کل شاردة و واردة ولعل تدخلاته الخبيثة من أجل فرض رجله في العراق نوري المالکي لولاية ثانية مشبوهة بحد أن کان قد هزم أمام أياد علاوي ومن ثم السعي لإعادته لولاية ثالثة، واعدة من تلك الادوار القذرة التي يجب على الشعب العراقي أن لاينساها، خصوصا وإن المالکي قد کان ولايزال رمزا للفساد و الفشل و المآسي و المصائب التي حلت بالبلاد طوال ثمانية أعوام من حکمه المشبوه.
اليوم، وفي غمرة الاستعدادات الجارية للإنتخابات العراقية القادمة، فإن النظام الايراني مشغول الى أبعد حد برسم المخططات و السيناريوهات التي تضمن إستمرار نفوذه الضار المضر في العراق، وإن على الشعب العراقي أن يعلم علم اليقين بأن الشرط الاساسي و الاهم و الاکبر بل و الضامن الاساسي لنجاع الانتخابات القادمة تکمن فقط في إبعاد شبح و کابوس التدخلات الايرانية المخيم عليها!