يتبجح أصحاب مقولة (الزمن الجميل) علناً بأن عصا سيدهم الديكتاتور ما زالت تفعل فعلها وأن تلك التزكية والأولوية التي كنا نظن بأنها من الزمن الغابر ما زالت تصول وتجول عبر عشرات المتنفذين في الأوساط الحكومية وفي الوسط الرياضي على وجه التحديد، حيث لم يتأثر أي منهم، بل العكس هو الصحيح، إذ اتسعت مساحة سطوته لما يفوق سابق عصره.
وجميعنا يعرف حتى لا نتشعب الى أمور كثيرة تبعدنا عن صلب الموضوع، أننا ما زلنا نعيش صدمة فقدان أحد أهم القامات الرياضية أيام كان لاعباً ومعارضاً لديكتاتورية عدي وإدارياً ناجحاً، رحم الله شرار حيدر الإنسان الذي كانت حياته سلسلة من الايثار ونكران الذات والتفاني في سبيل مصلحة البلد والرياضة فيه، حتى فرضت الظروف نفسها بأن يكون في حالة صدام ومواجهة أخرى مع أزلام عدي والبعث المقبور ممن ينشطون في إجهاض أية تجربة كبيرة للتغيير ورأب الصدع العظيم في رياضتنا وفي كرة القدم تحديداً، الرياضة العراقية التي كانت تنتظر إصلاحات كبيرة وتضع أولى خطواتها على السكة الصحيحة وتلتفت الى معالجة مشاكلها وعدد من الملفات المهمة الأخرى، وجدت نفسها تدفع ثمناً باهظاً نتيجة هذه الصراعات والسيطرة التي تفرضها عصا الديكتاتور، التي انتهت يوم كانت محاولات الإصلاح الحقيقية تدور على مصراعيها كالعادة بعقد عدة اجتماعات وتفاهمات تدخل فيها رؤساء اتحادات بعض الدول الخليجية المريبة وأفضت مع هدايا الأموال والمناصب وشراء الذمم والأصوات النشاز عبر الفضائيات ومواقع التواصل، الى أن يصل الى سدة حكم جمهورية القدم عدي بلباس وشكل جديد، ويكون شرار والشرفاء معه خارج المنظومة مرغمين بعد أن تلقوا أشكال المضايقات والاتهامات والتهديدات التي يعلم جميعنا بأن أبا تراب بعيد عنها وقد خبرناه جميعا وعرفنا من يكون وأدركنا شكل وانحطاط من كان يتربص به.
درس عظيم أوصله لنا الكابتن شرار حياً وميتاً عبر ثوريته وتمسكه بثوابته الوطنية والإصلاحات التي كانت هدفه والانتصار للرياضيين وإيصال صوتهم،
وبعد أن رحل الى خالقه شاكياً من ظلم الظالمين الذين ذرفوا دموع التماسيح في جنازته شامتين فرحين يرفعون عصا الديكتاتورية بانتظار الضحية المقبلة التي سنبكي عليها ولن نفعل او نساند توجهاتها وما كانت تريد، هذا هو قدرنا حتى يأذن الله بنصره وينقلب السحر على السحر (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ).