23 ديسمبر، 2024 1:46 ص

في معركة ضارية بين المنطق وعكسه، استيزار محموم ومباح به كل أساليب اللعب الغير نظيف، انتهت حقيبة وزارة الشباب والرياضة ليست بيد شرار حيدر ، خارج امنيات كل من هو مطلع على تاريخه الوطني وارثه الرياضي والإعلامي، هو الرياضي النجم المثقف الذي تحول الى معارض مبارز لأقوى نظام سلطوي تحكم برياضة العراق، مهاجرا كاشفا معلنا لزيف النظام وقسوته، ثم قائدا نظيفا مبدعا بعد سقوطه، ثم ضحية للمنظومة المتسلطة على قرار تشكيل حكومات بعد ٢٠٠٣، نأى بنفسه عن فوضوية اللحظات الاخيرة ومكاتب المفاوضين السماسرة مقسمي حقائب الوزارات، الذين مارسوا فيها كل الطرق المعادية للقيم الأخلاقية التي روت أوردة شرار حيدر وأينعت ثمار شبابه البطولي الصلب، نحن في عملية الاستيزار هذه كأننا في زمن اقل ما يمكن وصفه بأنه زمن ضياع بوصلة التمييز الوطني وحساباته وأخلاقياته، وكأن الكون يفقد صوابه على هذه الأمة، المبتلاة بقيادات شوكية ما ان اعتراها لهيب حر الحقيقة حتى اصفر وشحب واخشن عودها، وضاع الحلم الكاذب الذي أوهمت به الناس على انها لبلاب ناعم اخضر ، فعلى الرغم من ذهاب حقيبة الشباب والرياضة الى نجم رياضي اخر ، الا انها تمثل معيارا لمرحلة لا رجاء فيها للاستحقاق المختوم بمهر الوطنية الحقة، فلقد غابت عنها بالمطلق رائحة التمييز بين المواقف احداها عن الاخرى حسب منجزها الوطني ومؤثراته ، لقد اطلق صناع قرار تشكيل حكومة الكاظمي وعرابيها رصاصة في قلب الامل لبناء دولة الاستحقاقات على مستوى الوطنية، انا أعي جيدا، ان ذلك لا يعني لهم شيئا في سوق البقالة لإدارة الدولة التي اصابها الشلل بمغامراتهم، فممتهني السياسة ليس من الحتمي بهم أن يكونوا مؤمني وطنية، وبكل هذا اجزم بأن شرار حيدر خرج منتصرا، وصانعوا القرار هم الخاسرون وستلاحقهم عاجلاً ام آجلاً استفهامات قطع الطريق على قامة شبابية مؤتمل منها كل الإبداع النوعي والوطني بتجارب حية لا يستطيع قراءتها ، من صنعت الأقدار فرصهم، لقد صنع شرار حيدر تاريخه بنفسه وبإرادته فلم يكن هاربا من اجل فرصة كما الآخرين، بل كان مفرطا بالفرصة من اجل الموقف والكلمة الصعبة التي لا يجيدها مصنوعي الأطراف المجهولة التي توغلت في طين العراق الحر، ولوثت بساطيلهم زرعها الشريف، خرج وهو لاعبا دوليا نجما يافعا ، فاختار الطريق الصعب لإعلان رفضه لكل اشكال التعسف التي انتهجها النظام البائد، لم يختبأ خلف خرافات او اسماء مستعارة بل صنع حقيقة المعارض الشجاع الرياضي المثقف، ثورة ساهم فيها من زوايا قلمه وموقفه، تلاقفها أنصاف الوطنيين والجهلة والانتهازيين فتسيدوا مشهدها، وما تداركوها تفننوا فيقطع طريقه لارواءها بماء نقي، هنيئا لك ايها الشجاع انك انتصرت لكي لا تكون جزءا منهم، فهم لا يختلفون كثيرا عن من عارضتهم مسبقا