أعلنت السلطات الروسية وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني في السجن عن 47 عاما , وكان قد عاد إلى روسيا في يناير 2021 بعد تسمم خطير , حيث سارعت السلطات إلى توقيف الناشط المناهض للفساد , وتلقى حكما بالسجن لمدة 19 عاما بتهمة (التطرف) وهي تهمة اعتُبرت على نطاق واسع ذات دوافع سياسية , يقضيها في سجن ناءٍ بالقطب الشمالي عندما توفي في 16 فبراير 2024.
نشرت مذكرات المعارض الروسي التي تعد سجلاً بعد وفاته , وتؤرخ السنوات الأخيرة من حياته , بما في ذلك السنوات التي قضاها في السجن , في كتاب اسمه ( الوطني (Patriot يحمل عنوان وأشتهر بعنوان ( لن أنجو ) , وسيصدر في كل أنحاء العالم في 22 أكتوبر, ومن المقرر إصدار نسخة روسية منه بحسب الناشر الأميركي كنوبف, وأثارت وفاة هذا الناشط إدانات في عواصم غربية , وأشار الكثير من القادة في هذا الإطار بأصابع الاتهام إلى الرئيس الروسي فلاديميربوتين , وقال ديفيد ريمنيك رئيس تحريرمجلة نيويوركر( من المستحيل قراءة مذكرات سجن نافالني دون أن تغضب من مأساة معاناته وموته ) .
أثرت تعابيره التي نشرت (النيويوركر) مقتطفات منها في الرأي العام العالمي , حيث ورد فيها تغريدات للكاتب يقول فيها :
((كل أعياد الميلاد سيتم الاحتفال بها من دوني , لن أرى أحفادي أبدا , لن أكون موضوعا لأي قصة عائلية , لن أكون موجودا في أي صور )) .
((سأقضي بقية أيامي في السجن وأموت هنا )) .
(( الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو التخلي عن وطننا وأن تنهبه عصابة من الكذابين واللصوص والمنافقين )) .
(( في المقتطفات التي يظهر فيها حس الفكاهة رغم الوحدة والحجز, يروي المعارض في تاريخ الأول من يوليو 2022 كيف يقضي يوما عاديا : الاستيقاظ الساعة 6 صباحا , من ثم تناول الفطور الساعة 6:20 وبدء العمل الساعة 6:40 , ويقول ( في العمل , تجلس لمدة سبع ساعات أمام ماكينة خياطة , على كرسي ارتفاعها اقل من مستوى الركبة , وبعد العمل , تستمر في الجلوس لبضع ساعات على مقعد خشبي تحت صورة لبوتين وهذا ما يسمى نشاطا تأديبيا )) .
((ويقرّ نافالني في مذكراته بأن سؤال لماذا عاد إلى روسيا ؟ طرِح عليه مرارا في السجن, ويجيب لا أريد التخلي عن بلدي أو خيانته , إذا كان لمعتقداتك معنى , فيجب أن تكون مستعدا للدفاع عنها وتقديم التضحيات إذا لزم الأمر )) .
((لن يكون هناك من يقول وداعا , سيتمّ الاحتفال بجميع أعياد الميلاد من دوني , لن أرى أولادي بعد الآن , لن تكون لي صلة بأيّ قصّة تخصّ العائلة , لن أكون موجودا في أي صورة )) .
((أورد نافالني أن هذا الكتاب سيكون تذكارا يمثّلني )) .
((أنّ الشيء الوحيد الذي يجب أن نخشاه هو التخلّي عن وطننا لصالح نهب تقوم به مجموعة من الكذبة واللصوص والمنافقين )) .
(( تحدث نافالني في المقطتفات المنشورة من كتابه عن تنفيذه إضرابا عن الطعام في نيسان/أبريل 2021 جعله يخسر كيلوغراما يوميا , وقال إنّ باب مطبخ السجن حيث كان يتم طهو الدجاج والخبز كان يُترك مفتوحا عمدا حتى تصل إليه رائحة الطعام , كما كانوا يضعون له الحلوى في جيوبه )) .
((في 11 نيسان/أبريل 2021 , شعر نافالني للمرة الأولى بأنّه في أدنى مستوياته عاطفيا وأخلاقيا , لكن بعد أيام , شعر بطاقة متجدّدة نتيجة الدعم الدولي )) .
((ورغم الوحدة والعزل , فان حسّ الفكاحة الذي يتمتع به نافالني ظهر في عدّة جوانب من المذكرات , على غرار قوله ( إذا قتلوني , ستحصل عائلتي على دفعة مسبقة وعلى عائدات) من الكتاب )) .
(( إذا لم تؤد محاولة اغتيال غامضة باستخدام سلاح كيميائي , وبعدها وفاة مأسوية في السجن , إلى بيع كتاب , فمن الصعب أن نتصور ما الذي يمكن أن يؤدي إلى ذلك )) .
من هنا جاءت عبارته الشهيرة (( لن أنجو )) , حيث توقع أن يموت في السجن , وعاش في وحدة ويأس .