6 أكتوبر، 2024 12:50 م
Search
Close this search box.

شخوص تأبى الرحيل الزيرجاوي إنموذجاً

شخوص تأبى الرحيل الزيرجاوي إنموذجاً

رجل في قيادة، بطريق مملوء بالإعتدال والصور البطولية، تباكى الموت لأن روحه صعدت الى السماء عند العلي الأعلى، ليس لأنه يرفض قضاء الخالق، بإن كل نفس ذائقة الموت، بل لأنه توجه الى الحياة الأبدية، ولم يعد بإمكانه الإستمرار بنهج الأحرار الأحياء، لرفع راية الدولة العصرية العادلة، رجل وثيق الصلة بمبادئه، كونه أخلص السريرة للخالق، من أجل خدمة العراق.
قلوب مطهرة، ونفوس معطرة، وعقول منتصرة، وأجساد متحررة، فهي لآجالها منتظرة، وبطريق الحرية مستبشرة، فالأجيال ستبقى لها مستذكرة، أسماء للخلود مقدرة، وفي المسيرة مؤثرة، والقيادة فيك يا خالد مقتدرة، فللمجد طرق مختصرة، ورجال هم بالجنة مبشرة، وانت أحدهم.
الموت يضع إصبعه على جراحنا، فيسرق منا أعز الناس، في لحظات فائقة السرعة والدهشة، حتى وأنه لا يمهلنا أن نرتوي منهم، وخالد الزيرجاوي رحل، دون أن يكمل رسالته فينا، فجعلنا نعيش على أمل أن يأتي في أحلامنا فقط، لتبقى الإجتماعات والنقاشات، وذلك والسجال الندي ذكرى تجمعنا، على طريق آل الحكيم.
رجل تجده يسير بخطوات واثقة نحو الدولة العصرية العادلة، التي يؤمن بها، وتلك الصور تذكرنا به رغم غيابه، فأبو مصطفى الذي لم يكن مجرد قيادي في تيار شهيد المحراب (قدس سره الشريف)، بل كان نعم الأخ والصديق، وكذلك كان للفرسان الأب والمرشد لأنهم أبنائه، حين بذل جهوداً كبيرة لأجلهم، ولأجل مدرسة الحكيم المعطاءة.
الأجساد غادرتنا، لكن الخطوات باقية، كالحقيقة الخضراء، تملأ نفوس محبيها بالأمل والصبر، ومواجهة التحديات، وإكمال المسيرة المشرفة، ضمن نهج الإمام محسن الحكيم (رضوان الله عليه)، وبقيادة حفيد المرجعية السيد عمار الحكيم (أطال الله في عمره)، ونحن على يقين بأن شخصية (خالد الزيرجاوي)، لن تغادر قلوبنا، لأنه ملأها شغفاً وحباً لأرض وشعب العراق، الواحد الموحد.
النبلاء وحدهم من يرتقون سلم الخلود، بمسيرتهم الخالدة، فكيف بأبي مصطفى وأسمه (خالد)! فهو النبيل المخلد في سفر الأحرار، رجل شد الرحيل الى سيده .. فأمسى شهيدا .. وداعاً ايها الراحل الى من أحببت.. رغم أنك عجلت الرحيل.
رجل كتب فوق دفتر ذكراه كلمات، في أول سطر، من أول ورقة .. أني راحل .. لكنه لم يخبر أحداً .. وأختار أن يجلس في حضرة مولانا أبي الأحرار..
يا صديقي عندما نزل عزرائيل عليه السلام، لقبض روح خليل الله إبراهيم عليه السلام، قال له ارايت خليلا يميت خليله، فنزل جبرائيل، وقال رب العزة والجلال يقول لك: ارايت خليلا لا يريد لقاء خليله! أقولها بحسرة وألم، وداعاً ياصديقي، وداعاً ايها الإنسان الرائع، وداعاً أيها النجم الساطع، وداعاً أيها النقي الناصع.

أحدث المقالات