حملة دعائية غريبة عجيبة اثارت زوابعها اطراف وزعامات سياسية لها مصلحة في اثارة حملات كهذه إستهدفت وزير الدفاع خالد العبيدي ورئيس الوزراء حيدر العبادي ، عندما تم تسريب شريط فيديوي عن ( مذبحة ) مزعومة حدثت في الثرثار وحملوا كلا من العبادي والعبيدي المسؤولية ، ان لم يكن قد ذهب البعض الى حد المطالبة باستجوابهما او تقديم وزير الدفاع استقالته.
وهنا يطرح التساؤل المشروع : من يستفيد من إثارة هكذا زوبعة في شبكات التواصل الاجتماعي ومن ثم احتضان وسائل الاعلام لمثل هذه الحملة وترديد نغمة ( المذبحة ) التي زعموا انها حدثت في الثرثار، تبين بعدها ان سيارة ملغومة انفجرت قرب احد نواظم الثرثار على مقربة من احدى القطات العسكرية ادت الى استشهاد 14 شخصا بضمنهم ضباط وجنود ومن ثم جرى استعادة ثمانية جنود محاصرين بعملية عسكرية عن طريق الطيران.
ان من يستفيد من ترديد هكذا اشاعات تستهدف العبادي والعبيدي لابد وانها كانت متهمة عن ارتكاب مجازر سبايكر والهزيمة المنكرة التي حدثت قبلها في نينوى، لهذا فأن الاطراف نفسها كما تؤكد اغلب الدلالات على انها هي من تقف خلف ترديد هكذا اسطوانات عن مجازر مزعومة للتخفيف عن نفسها تحمل اعباء تلك المرحلة وتحويل الانظار الى ( مجزرة ) أخرى مزعومة علها تشغل الرأي العام العراقي عن صيحات الغضب التي واجهتها هذه الشخصيات التي هي من اطراف مؤثرة في دولة القانون وجماعات مسلحة تأتمر بأوامرها اثارت هذه الزوبعة في الاعلام لامتصاص نقمة الشارع العراقي على جريمة سبايكر وما حدث من انتكاسات عسكرية في نينوى والعمل على تشويه سمعة القوات المسلحة والتشكيك بقدراتها امام الرأي العام الذي وجد في العبادي والعبيدي شخصيتين لاقتا الارتياح من الشارع العراقي وفي تحقيقهما لانجازات عسكرية كما حصل في صلاح الدين واتخاذ ماجرى في الانبار من حالات تراجع ونزوح بفعل حملات الاثارة والصخب لوجيهها ضدهما والعمل على تسقيطهما امام الرأي العام المساند لتوجهاتهما الهادفة الى انقاذ الوضع العراقي من حالة الازمات الى العمل على تحقيق نجاحات عسكرية لم ترق للمتهمين عن جرائم سبايكر وهزيمة نينوى وانتكاستها العسكرية.
ومن المؤشرات التي حاول البعض تحميل وزير الدفاع خالد العبيدي وزرها هي ان العبيدي اصلا لايتحمل مسؤولية قيادة العمليات في قواطع الجبهات مباشرة ، بل ان العمليات العسكرية هي من مهام القائد العام للقوات المسلحة حصرا وان مهمة وزير الدفاع اشرافية ادارية اكثر من كونها عملياتية تقود حروب وقطعات عسكرية، وما حدث من ابعاد لدور وزير الدفاع في احداث صلاح الدين وتكريت على وجه الخصوص وعدم قبول مشاركته في تلك العمليات ، وبخاصة من قيادات في الحشد الشعبي ، الا مثالا على ان وزير الدفاع لايتحمل اوزار ماتتعرض له تلك القطعات من خسائر او تراجعات وانما تتحملها قيادات العمليات كل في موقعها.
هذه هي الحقيقة المرة بكل تعقيداتها وما هذه الحملات الصاخبة من الاثارة والتحريض التي رافقت تلك الزوبعة الا دليل على خسارة البعض لاخر اوراقهم وهم قد ظنوا ان بامكانهم ان يبعدوا الانظار عن خساراتهم السابقة لبعض الوقت، لكن المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع خالد العبيدي استطاع ان يلقم كل من حشر نفسه في هذه الزاوية حجرا، واعطى لكل استحقاقه، وكانت ادارته للوزارة محل ثناء تقدير ضباطه، وهو يمارس دوره ضمن الصلاحيات المحدودة التي منحت له وهو ليس بقادر على الخروج عنها، وكما حددت له في الدستور.