من روائع المخرج المصري.. ذي الاصل الكوردي العراقي محمد بدرخان، فيلم “زوجة رجل مهم” الذي عرض عام 1988، من تأليف رؤوف توفيق وبطولة أحمد زكي وميرفت أمين.
يروي الفيلم قصة ضابط مباحث “الامن العام المصري” يلجأ الى القسوة المفرطة في وئد ثورة الخبز يومي 18 و19 كانون الثاني1977، عوقب بإحالته على التقاعد.
ولأنه شخصية سادية مهووسة بالسلطة وإذلال الآخرين؛ يظل يكابر.. مخفيا إحالته على التقاعد، عن الجميع حتى زوجته، مؤجرا سائقا وحماية، ببيع قطعة ارض زراعية يمتلكها في مسقط رأسه.. إحدى القرى.
لا فرق بين كثير من ساسة العراق بعد 2003 و”هشام – احمد زكي في الفيلم” إذ شاهدت.. عن كثب.. اشخاصا فارغين نفخت السلطة فيهم كبرياءً أجوف.. لم يملأهم، إلا أنه أضفى عليهم هالة من وميض، إنطفأت بتنحيتهم عن المنصب! وظهر خواء تكوينهم.
أتحدث الآن.. ويلوح في عيني عقلي أحدهم.. تبوأ منصبا، جار من خلاله على المحيطين به، فائضا بالجور ليشمل القطاعات التي طالتها سلطته.. حتى أن مرافقيه يتمنون لو صبحوه.. يجيب او خدموه خارج الواجب.. يشكر! اما المشمولون بسياق عمله فلا مجير لهم من سوء أدائه، حتى بلغ به الصلف و”حوبة الناس” حد التورط بخلاف مع حُماتِهِ بشأن مبالغ مختلسة، كان ينبغي ان يتقاسمها معهم؛ فأغواه نزغ الشيطان على الجنوح عن جادة اللعبة خارجا عن نص المسرحية؛ لذلك هوى مجردا من منصبه وعضوية حزبه و… من يهوي في العراق.. تداركه الله.. لن ينهض!
هذا وسواه ممن أعرف، إستماتوا في العودة الى المناصب، دافعين أضعاف المبالغ المختلسة من قبل ومن بعد… ليتمظهروا مرائين بالسلطة إرضاءً للغرور…
عطفا على “هشام” في “زوجة رجل مهم” الذي قتل والد زوجته وإنتحر، عاد معظم هؤلاء الى الى الدول التي جاؤوا منها، في حين أنا كوردي، عوقبت لقضية أتشرف بموقفي فيها، مقالا من منصب نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، التي اسستها بنفسي، وإيغالا بالتنكيل جُرِدتُ من راتبي التقاعدي المستحق قانونا، لكنني لم ألجأ الى كوردستان، برغم وجود عائلتي فيها، إنما مكثت في بغداد، وأكملت مشوار حياتي محاميا؛ كي لا يشار الى أنني تنصلت من موقفي في بغداد، لائذا بأهلي في كوردستان.. ولا يخفى على أحد أنهم نعم الملاذ للكوردي وغير الكوردي، وهذا يعرفه الشيوعيون والإسلاميون والقوميون العروبيون إبان معارضتهم لصدام إنطلاقا من كوردستان.
أعدت بناء نفسي مجردا من المميزات السابقة ومتفوقا عليها في المكاسب الحلال لتعيش عائلتي رفاها.. بكدي وكدحي ومواظبتي وإخلاصي متفانيا في العمل.
نصيحة لهشام ونظرائه في العراق، قالها الامام أحمد بن حنبل.. رضي الله عنه: “علي زين الخلافة ولم تزينه” شرفوا المنصب ولا تتشرفوا به، وليكن فرصة لخدمة الناس وليس سانحة للجور عليهم.. تواضعوا يرفعكم الله، وإبنوا أنفسكم؛ لن تثلمكم شائبة ولا يرتهن وجودكم بالآخرين، إنما تغنون بحناجركم وليس بأصوات مستعارة من حزب او فئة او طائفة او قومية او… سوى الروم خلف ظهرك روم.شخصيات بعض الساسة العراقيين في “زوجة رجل مهم”
منير حداد
من روائع المخرج المصري.. ذي الاصل الكوردي العراقي محمد بدرخان، فيلم “زوجة رجل مهم” الذي عرض عام 1988، من تأليف رؤوف توفيق وبطولة أحمد زكي وميرفت أمين.
يروي الفيلم قصة ضابط مباحث “الامن العام المصري” يلجأ الى القسوة المفرطة في وئد ثورة الخبز يومي 18 و19 كانون الثاني1977، عوقب بإحالته على التقاعد.
ولأنه شخصية سادية مهووسة بالسلطة وإذلال الآخرين؛ يظل يكابر.. مخفيا إحالته على التقاعد، عن الجميع حتى زوجته، مؤجرا سائقا وحماية، ببيع قطعة ارض زراعية يمتلكها في مسقط رأسه.. إحدى القرى.
لا فرق بين كثير من ساسة العراق بعد 2003 و”هشام – احمد زكي في الفيلم” إذ شاهدت.. عن كثب.. اشخاصا فارغين نفخت السلطة فيهم كبرياءً أجوف.. لم يملأهم، إلا أنه أضفى عليهم هالة من وميض، إنطفأت بتنحيتهم عن المنصب! وظهر خواء تكوينهم.
أتحدث الآن.. ويلوح في عيني عقلي أحدهم.. تبوأ منصبا، جار من خلاله على المحيطين به، فائضا بالجور ليشمل القطاعات التي طالتها سلطته.. حتى أن مرافقيه يتمنون لو صبحوه.. يجيب او خدموه خارج الواجب.. يشكر! اما المشمولون بسياق عمله فلا مجير لهم من سوء أدائه، حتى بلغ به الصلف و”حوبة الناس” حد التورط بخلاف مع حُماتِهِ بشأن مبالغ مختلسة، كان ينبغي ان يتقاسمها معهم؛ فأغواه نزغ الشيطان على الجنوح عن جادة اللعبة خارجا عن نص المسرحية؛ لذلك هوى مجردا من منصبه وعضوية حزبه و… من يهوي في العراق.. تداركه الله.. لن ينهض!
هذا وسواه ممن أعرف، إستماتوا في العودة الى المناصب، دافعين أضعاف المبالغ المختلسة من قبل ومن بعد… ليتمظهروا مرائين بالسلطة إرضاءً للغرور…
عطفا على “هشام” في “زوجة رجل مهم” الذي قتل والد زوجته وإنتحر، عاد معظم هؤلاء الى الى الدول التي جاؤوا منها، في حين أنا كوردي، عوقبت لقضية أتشرف بموقفي فيها، مقالا من منصب نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، التي اسستها بنفسي، وإيغالا بالتنكيل جُرِدتُ من راتبي التقاعدي المستحق قانونا، لكنني لم ألجأ الى كوردستان، برغم وجود عائلتي فيها، إنما مكثت في بغداد، وأكملت مشوار حياتي محاميا؛ كي لا يشار الى أنني تنصلت من موقفي في بغداد، لائذا بأهلي في كوردستان.. ولا يخفى على أحد أنهم نعم الملاذ للكوردي وغير الكوردي، وهذا يعرفه الشيوعيون والإسلاميون والقوميون العروبيون إبان معارضتهم لصدام إنطلاقا من كوردستان.
أعدت بناء نفسي مجردا من المميزات السابقة ومتفوقا عليها في المكاسب الحلال لتعيش عائلتي رفاها.. بكدي وكدحي ومواظبتي وإخلاصي متفانيا في العمل.
نصيحة لهشام ونظرائه في العراق، قالها الامام أحمد بن حنبل.. رضي الله عنه: “علي زين الخلافة ولم تزينه” شرفوا المنصب ولا تتشرفوا به، وليكن فرصة لخدمة الناس وليس سانحة للجور عليهم.. تواضعوا يرفعكم الله، وإبنوا أنفسكم؛ لن تثلمكم شائبة ولا يرتهن وجودكم بالآخرين، إنما تغنون بحناجركم وليس بأصوات مستعارة من حزب او فئة او طائفة او قومية او… سوى الروم خلف ظهرك روم.