العراق شجرة راسخة تمتد جذورها إلى القدم وسجَل في أغصانها ألاف الأنبياء والأولياء ورجال التأريخ وتشريع القوانين ، لكن أوراق العراق كثيرة الذبول وفي معظم أحوالها مصفرة ، بل في بعض فتراتها أسودت واحمرت الغصون وتشققت كيوم استشهاد الحسين والحروب الملعونة ، وحال عراقنا المعاصر أوراق ذابلة ومصفرة وتتهادى للسقوط ، فهل من آمل يزيل الخريف وينقلنا إلى الربيع هل من ورقة رابحة تعيد اللون البهيج لباقي الأوراق التي نمثل الشعب العراقي؟ نعم أنها ورقة المسؤولية والاستحقاقات أنها ورقة ألانتخابات .
هنا يطرح سؤال لقد كانت لدينا مشاركة سابقة في الانتخابات ماذا تغير ،أعلموا يا أصدقائي إن التجارب تصقل الإنسان وفي أصل العملية الماضية كانت هنالك أخطاء على مستوى قوانين واليات عملية الانتخاب مثل القائمة المغلقة وغيرها إلى جانب اختيار الشعب كان متسرع وقراره كان بتأثيرات طائفية وقومية وحزبية ،واتضح للجميع أن المهنية والأمانة والوطنية هي أساس نجاح المتصدي ، ولا بد من وجود خطة استتراتيجية للقائمة المرشحة ذات أهداف قريبة ومتوسطة وبعيدة تنطلق من الواقعية وتستشرف المستقبل ،ولا بد من تفعيل آليات المراقبة والتقييم الحكومية والشعبية بضوابط واضحة لتكون خير رادع في التصدي لأي فساد والقضاء عليه ، أن تجربة الانتخاب هي الحل الوحيد شئنا أو أبينا ، أنها عملية سلمية وحضارية ساهمت في تقدم الدول ورفعت من مستواها ولا بد هضم التجربة وتسخيرها لصالحنا والاستفادة القصوى من ثمارها ، أنها تجربة ناجحة ومتميزة في المجتمعات الغربية وأحدثت طفرات ساهمت بالرقي والتقدم في معظم فواصل الحياة ، لابد أن نكون امة تحسن قيادة نفسها وتراعي حقوق أبناءها ، فمن يدعوا للمشاركة بقوة اعلموا أنها دعوة سليمة لبدء صفحة جديدة ومثمرة ومن يدعوا إلى تضعيف المشاركة هنا نضع مئات علامات الاستفهام عليه ونضعه خلف أظهرنا ، وأخيرا نلتقي في يوم الولادة الجديدة في 20 نيسان ونحن نتسلح بالفكر والمحبة وحسن ألاختيار .