7 أبريل، 2024 12:21 م
Search
Close this search box.

شجرة الشفاء

Facebook
Twitter
LinkedIn

هي قبيلة معروفة بقوة وصيت رجالها الذين الكثير منهم كانوا فرسان أقحاح ذوو مراس شديد أما معظمهم فكان يمتهن الحرث و الزراعة وربما بعض المهن البسيطة التي لا يجيدها غير الحرفيين , لكن في يوم من الأيام أصيب معظم ابناء هذه القبيلة بمرض مجهول لم يعرف الأطباء له دواء ما أدى الى موت الكثير منهم بعد أيام من المعاناة والآلام , وبعد ان انتشر المرض رويدا رويدا بين أبناء القبيلة تنبه كبير القوم و الوجهاء بأن هذا المرض قد يهلك جميع من في القبيلة خصوصا بأنه سريع العدوى والانتشار وغير معروف حتى !, فبعد استنفاذ جميع الحلول المتاحة لم يجدوا غير ان يلجئوا لسجلات الأسلاف القديمة التي كانت إحدى مخطوطاتها تقول بأن شجرة معمرة تقع في غابة نائية على بعد أميال من أرض القبيلة قال أجدادهم أنها دائما ما كانت تبرء المريض مهما بلغ نوع و شدة مرضه بطرق معروفة كاستنشاق لحائها أو خلط أوراقها مع الشراب العشبي وغيرها من الطرق . ومن هنا جاء إليها أبناء القبيلة ليتبنيوا حقيقتها فكانت المفاجئة تحمل في جوانحها البشارة اذ شفي جميع مرضاهم بعد يوم كامل من العلاج ومرت الأيام ليتزايد الإقبال عليها من قبل الجميع الى ان جاء اليوم الذي أضحت فيه هذه الشجرة عندهم رمزا مقدسا محرم المساس به وقد اطلقوا عليها فيما بعد اسم (شجرة الشفاء ). واستمر الحال على هذا المنوال ليقدم أبناء القبيلة على ذبح الأضحيات وتقديم القرابين لها فهي لم تعد في نظرهم دوائا للمرضى فحسب بل باتت إلها يعبده جميع من في القبيلة بالرغم منهم, حيث كانت الطقوس الرمزية تتم بشكل يومي ناهيك عن كل انواع الكنوز و الجواهر التي كانت توضع حولها وبعد مشاورات طويلة بشأنها اهتدوا اخيرا الى تشييد مقام خاصا بها كسقف متين يحجبها من أهوال الطقس من جهة وقفص من الذهب يحيطها من كل اتجاه خوفا من العبث بها من قبل المتطفلين من جهة أخرى, أما المشاعل النارية فكانت موضوعة في جميع الجوانب بشكل يدعو للإسراف حتى الوافدون الى هذه الغابة كانت الدهشة تستولي عليهم عندما كانوا ينظرون الى هذا الضريح الذي يبدو فريدا من نوعه! فهو لم يكن ضريح يضم رفات بشرية كالذي نعرف بل هو أغرب من ذلك بكثير ! . كانت عبادات السجود والابتهالات تتم بشكل منتظم من قبل الجميع فضلا عن الترانيم القديمة التي ورثوها عن الأجداد قد أدخلت هي الأخرى في هذه العبادات أما المواشي والخراف فكانت ضحية هذه العبادة وربما بعض الوافدين التاهئين من البلاد البعيدة سيقوا قرابين لها لغرض أطالة عمرها وفق المنظور القروي السائد. ومرت الأيام تلو الأيام الى ان وصل الأمر بأهل القبيلة الى الإغارة على القبائل المجاورة ليشيدوا فيها مقامات رمزية لغرض إعلاء شأنها تحت ذريعة وصايا الأسلاف !, فتوالت الإغارات على هذه القبائل المسالمة لتكون الكنوز و الغنائم المتروكة قربانا يقدم لها الى ان هجر جميع أبناء هذه القبائل وتركوا أراضيهم ليطئها هؤلاء الفرسان الأقحاح فيما بعد ويشيدوا عليها المقامات على الشاكلة البدئية, أما القوافل المارة فكانت تأخذ نصيبها من قتل أصحابها ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم وهكذا بقي هذا الحال دون رادع و وازع اذ هجر الجميع هذه البقعة حتى الناس في القرى البعيدة هجر معظمهم أراضيهم كي لا يطالهم القتل والنهب كحال أقرانهم الذين باتوا مشردين في الآفاق تاركين أموالهم و ممتلكاتهم التي باتت من نصيب الغزاة . وفي صباح مشرق تفاجأ الجميع عندما رؤوا الضريح بما فيه

القرابين والجواهر رمادا مسوى بالأرض كأن جرما سماوي سقط عليه أما الشجرة فباتت أطلال متناثرة الأغصان والجذوع أصيب أبناء القبيلة بحزن عميق حينها لكن ليت الأمرانتهى عند هذه النهاية فالمرض بعد يوم واحد من هذا الحادث عاود الكرة من جديد لكن هذه المرة شمل جميع من في القبيلة بعد ان كان معظمهم يعانون منه ! .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب