22 ديسمبر، 2024 9:55 م

شبهات قديمة جديدة في احياء النهضة الحسينية وان زادوا في الطنبور أوتار – 2

شبهات قديمة جديدة في احياء النهضة الحسينية وان زادوا في الطنبور أوتار – 2

لماذ كل هذا الخلود للنهضة الحسينية رغم استنفارالطغاة لكل قواهم واراجيف جموع مرتزقتهم لطمسها ؟

أولا:.قالوا :لماذا لا يخلد مسلمي السنة-على غرارالشيعة – مثلا مقتل عمرابن الخطاب أوعثمان ابن عفان أوعلي اين أبي طالب ,الذي قتل عل يد الخارجي عبدالرحمن بن ملجم ؟

ثانيا:وقالوا :فإن كان الإمام الحسين قد ثارعلى الظلم والطغيان ونال ما نال من التنكيل التي لا يقوم بها إنسان,ألم يثوركثير من السنة على الظلم الطغيان الاموي والعباسي والعثماني فنالوا كل أشكال التعذيب والتنكيل والقتل ومنهم أحمد ابن حنبل وابن تيمية وابن رشد وابن مسرة فلماذا لايذكروا….؟

ثالثا:وقالوا:ماذا لا ينوح الإيطاليون على من عذبوا في اقبية سجون الكنيسة واحرقوا أمثال عالم الفيزياء السماوية ’’جيوردانو برونو’’ الذي أحرقته الكنيسة حيا أمام الملإ بتهمة الزندقة والمروق في القرن 17 الميلادي فقط لأنه جاهر بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس؟
رابعا:وقالوا: الم تشهد البشرية ثورات كثيرة وبعضها معاصر لنهضة الحسين كثورة ابن الزبير والمدينة (الحرة)والمختار والقراء وزيد ويحيى وحتى العصر الحديث كالثورة الفرنسية والأمريكية والبلشفية الروسية وثورة المليون شهيد الجزائرية وثورة العشرين والانتفاضة الشعبانية مع كثرت ضحاياها وصمودها امام الطاغية صدام المجرم وزبانيته الا ان الكل اصبح في بطون الكتب على الرفوف وفي دائرة التراث؟

خامسا:وقالوا:ان الثورات ماهي الاحصليت تفاعلات اجتماعية واقتصادية وسياسية وقيادة ذكية فلابد ان تحصل فلادخل للنهضة الحسينية بها ..وهذا استهبال للعقل بالمفهوم الكلي ونحن لانتجاهل ذلك ولكن ثورة الحسين تفردت بانها الثورة الإلهية المبدئية الإصلاحية وان كل واحد من شهدائها صفوة مثل قائدها وجسد قيمها .

سادسا:قالوا :ماذ كل هذا الإصرارعلى تلقين الناشئة على ان هذا الصراع صراع بين بين السنة والشيعة ..وهذا افتراء ودس خبيث لانه  صراع بين الظلم والعدل -في الأصل- بغض النظرعن الحدود أو الإنتماءات الطائفية؟

سابعا:وقالو: مرجعية الشعائرالحسينية ..وهو دس خبيث لدق اسفين لتفريق الامة بان هنك مرجعية تروج للشعائر الحسينية وأخرى تصدها وتقف حائل امامهم  كما روج بعض الجهلاء المرجعية الناطقة أي والأخرى صامته وكل يوم تظهرفتنة فالحذر والوعي.!

علما ان كافة الحملات المسعورة ضد احياء النهضة الحسينية وبكافة الأساليب الابليسية والاحابيل والشبهات المزركشة بلبوس الدين وبراقع المدنية والعصرنة ..فلاتزيدها الا حظورا فاعلا وعطا دافقا .

فكما خلد الله سبحانه عطاء ثلاث أقراص من خبزالشعيرونزل فيها قران 🙁 وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)الانسان 8-9 كذلك خلد نهضة الحسين وجعلها مهوى قلوب كل من اطلع عليها وتهفوا اليها نفوس من استلهما .!!

من المؤكد ان النهضة الحسينية لاتخلوا من المدد الالهي الخالد لان الله حاميها وحافظها وراعيها انها باقية ومهما حاول الطغاة لطمسها ومرتزقتهم للطعن فيها فلا تزداد الا تالقا وعمقا واتساعا … ليس في الامة الإسلامية بل وفي الكون والمستغرقة للزمان والشاخصة في التاريخ والمتجذرة في الضميرالانساني (ثارالله والوترالموتور)رغم القرون الطويلة وتجنيد امبراطوريات الظلم لكافة امكاناتها وفتاوى مرتزقتها وحشود زبانيتها لاجل النيل من نهضته(ع)  لكن تلك المواقف الشريرة والنظرات المتخلفة ذهبت سدى واصحابها الى الجحيم .. يقول المفكرجبران خليل جبران : (من يصبرعلى الضيم ولا يتمرد على الظلم . يكون حليف الباطل على الحق، وشريك السفاحين بقتل الأبرياء)

يتوقد من مشعل الحسين اقباس الثوار

 فاشعالت النهضة الحسينية فتيل نيران الثورات المتتابعة حتى سقطت دولة الشجرة الملعونة الاموية واللعنات لازالت تلاحقها ومن مكنها من رقاب العباد.. ولا نظن احدا من الواعين اوالمثقين ورواد الفكرواصحاب المشاريع الثورية والحركات الإصلاحية باطلاعه على عمق الفكرالتنويري للحسين ومباني نهضة الحسين العملاقة وكارثية شهادته الا ويذوب فيه ويتكهرب باجوائه  فيعطيه قوة ديناميكية وحركية في التصدي وبسالة في الموقف لما يراه من حجم التضحيات ومأساة كربلاء الا ويتفاعل معها بقوة وبل ويجلله الحزن العميق !! تعشقتها النفوس لانها المعبرعن التطلعات الانسانية المضطهدة فاستطاعت اسقط عروش واقامت عروش ..!!!

لذلك اصبح (ع)يمثل معين ايات وانشودة حياة لكل الاحراروالمصلحين والثوارفي العالم وكلا يستلهم منه ويقتدي به وفق ابعاد ثقافته واجواء فلسفته ومنطلقات افكاره ..

حتى اصبح الامام الحسين خارطة الطريق للإنسانية

 ان الحسين كلمة الله العليا وثروة الهية لاينضب معينها في الفكروالصبروالصمود والتضحية والعطاء من اجل كل القيم الخيرة وفي سبيل الانسانية جمعاء وجعل من حتوفه درء للعقيدة من الانحراف ومن جسده وقاء للمباديء من النكوص على عكس من يجعل من الدين جسرا للعبورالى ماربه حتى اصبح خارطة الطريق لكل الاحراروالثواروالحكماء ورجال الإصلاح في المعمورة للارتواء من رحيق فكره ومعين ملحمته الخالدة في مواصلة درب النهضة وان طال السرى وقل الناصرواجدب الضميروتكالب الشروالعدوان.

قال الشاعرالمفلق العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي:

قد مات ذكرهم وذكرعاطر             والوحي حي والرسالة برعم

نبؤة صادقة لفارعة كربلاء

العقيلة زينب تنظربعين لله لما سيكون مستقبلا والفوزبالنصرالخالد مخاطبة للامام السجاد بعد تلك الفجيعة المروعة مباشرة :(…وينصبون بهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه، فلا يزداد أثره إلا علوا). كامل الزيارات ص 261

وتحي في كل يوم حتى لا تصادركما صودرعهد وبيعة الغديرللامام اميرالمؤمنين علي (ع) ..لذلك اكد أئمة الهدى على احياء امرهم رغم مأسيهم لكن صرحوا:(لايوم كيومك يا ابا عبد الله) حيث اصبحت معلما فريدا ومشعلا لايطفأ يستشرف منه الدروس والعبر وانها تؤتي اكلها كل حين باذن ربها لانها بعين الله قال تعالى :(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ )النور:36..

أخيرا: صدقت نبؤة النبي (ص)من رواية ام سلمة وصراخ النبي على شهادة ولده الحسين وقارورة تربة كربلاء المقدسة .انظر مسند الامام أحمد (294/6) ومشيخة ابن طهمان، ح رقم 3 وإتحاف الخيرة المهرة – أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري – ج 7 صفحة 238

لهذا بقي الحسين خالدا وبقيت كربلاء رمزًا لا للحسين بل رمزًا لقيم السماء، رمزًا لرسالة الاسلام ،لجهاد النبي، لبطولة النبي، لأخلاق النبي، لمبادئ النبي ، بقيت كربلاءُ هذه البقعة المقدسة المباركة امتدادا لمكة المكرّمة، وبيت المقدس والمسجد النبوي ..حتى أصبحت كربلاءُ منارًا لكل تلك المنائرالسابقة ، بقعة الجنة، بقعة الخلود .