23 ديسمبر، 2024 2:12 م

شبكات التواصل الاجتماعي , قرّبت البعيد … وبعَّدت القريب

شبكات التواصل الاجتماعي , قرّبت البعيد … وبعَّدت القريب

الفيس بك , المسنجر ,الموبايل والفايبر والواتس اب والتانكو وغيرها الكثير , اجهزة وتقنيات متطورة لم يعهدها الناس قبلنا ولم يجربوا منافعها لكنهم مع هذا عاشوا حياة هادئة هانئة , عرفوا للغذاء طعما وللاصوات نغمة وللعلاقات الاجتماعية انساً وتواصلا .
 يعرف بعضهم بعضا ويشعر احدهم بوجع الاخر بلا شكوى , لم تغزوهم الامراض النفسية والاوهام ولم تحبطهم معضلة او بلوى .
تطور الزمن وتحسنت تقنيات التواصل , فتسارع الناس لالتقاط اللابتوب والكمبيوتر والموبايل , وظننا ان الدنيا فتحت ذراعيها لتحضن الناس جميعا في لقاء ودّي هائل .
كثر الاصدقاء وتنوعت اجناسهم وجنسياتهم واعراقهم , وراح الجميع ومن غرفة الجلوس في داره يتبادل التحايا او البلايا او الخطايا او الرزايا , يشكر بعضهم بعضا ويشتم بعضهم بعضا
 احزاب وجماعات وطوائف وملل … من غرفة الجلوس
حب وغرام وشعر ومشاعر … من غرفة الجلوس
فرح وبكاء وراحة وغناء … من غرفة الجلوس
ياله من عالم واسع ضاق على اقرب الناس , في غرفة الجلوس
فقد غرقنا في عالم التواصل حتى نسينا من يجلس معنا على نفس الحصير .
 تأتي الى دارك وتكون محظوظا ان حصلت على من يفتح لك الباب … فالجميع في تواصل دائم مع الناس في اخر العالم .
تدخل غرفة نومك واذا بالشريك هائم في عالم الدردشة ويا ويلك ان كلمته وعكّرت الفرفشة . 
تزور اصدقاءك واحباءك وتجلس حائرا بين الجموع المحدقة بشاشات الموبايل والاي باد واللابتوب فتسال نفسك لماذا جئت وعلامَ التواصل والجميع غني عنّي .
ثم تعود من حيث اتيت وحيدا غريب .
 فتأخذك الذكريات الى عالم البساطة حيث اللا لابتوب واللا موبايل واللا تواصل مع البعيد , فتنساب من عينيك دمعة تهجو عالما , بات منحوسا كئيب .