هزيمة النظام الإيراني وانكساره واندحاره وانحساره طائفياً , ونبذه بات أمراً غير مستبعد إقليمياً ودولياً , إن لم يكن مطلب شعبي إيراني بحت .. لكنه .. أي نظام الملالي سيحاول جاهداً تحويل الهزيمة النكراء إلى انتصار مزعوم عن طريق فبركة فلم ظهور شبح الإمام ” المهدي “.. بنسختة الفارسية المعدلة جينياً ووراثياً لا محالة !, والتي لطالما لوح بها , وفبرك ونشر أخبار كاذبة , وسرب صور وأفلام لشخص مبرقع , بدون أدنى مخافة من الله , وبدون أدنى حياء وخجل , ناهيك عن الاستهانة والاستخفاف بعقول بني البشر عامة والشيعة خاصة … والأربعينية القادمة بيننا !؟ . فبالرغم من كل ما جرى ويجري على أرض الواقع , وتحديداً منذ تبني جمهورية الملالي تصدير ما يسمى .. ” ثورتهم الإسلامية ” المزعومة إلى جميع دول المنطقة , وتبنيها شعار تحرير القدس الكاذب الذي يمرعبر كربلاء منذ 38 عام ..!؟؟؟. لكن في حقيقة الأمر وبما لا يقبل الشك والتكهنات والتخمينات يبدو أن كل شيء كان معدّ ومخطط له سلفاً , بحنكة ودهاء فارسي صهيوني , ويسير حسب الخطة المرسومة التي صممها ورسمها وأعد لها الغرب المتصهين لتدمير وتخريب الاسلام من الداخل وتشويه صورته ولصق الإرهاب به , وصولاً لشق صف وحدة المسلمين , وجعلهم ليس ملل ونحل وشيعاً , بل تقسيمهم إلى فرق وحركات وأحزاب وطوائف وميليشيات وعصابات متناحرة متقاتلة فيما بينها , يقودها أمراء حرب جهلة صغار لا يؤبه لهم … أي ليس لهم ذمة ولا ضمير ولا حس إنساني (( شاهد أفلام القتل والحرق والتمثيل بجثث الناس العزل بشكل مريع وبشع وغير مسبوق … ولماذا يتم توثيقها .. أي هذه الجرائم ونشرها على الملأ بالصوت والصورة وعدم إخافاء ملامح ووجوه مرتكبيها .. !؟, عندها سيبطل العجب , وما فندناه وذهبنا إليه في هذه المقدمة المقتضبة أعلاه )) .هذه الخطة أو هذا المشروع الإجرامي المُدمّر استعد لتنفيذه وتبناها رسمياً أحبار ودهاقنة وملالي الدجل وتجار الحروب والدين والمذهب في إيران تحديداً , قبل عدة سنوات من إنهاء حكم الشاهنشاهية العلماني !, والذي على أثره تم طرد ما كان يسمى حينها بــ ” ملك الملوك محمد رضا بهلوي ” من إيران شر طرده , منبوذاً مذموماً مدحورا, بالرغم من أنه كان أبن أمريكا والغرب المدلل , وشرطي الخليج بلا منازع ردحاً من الزمن , والذي كانت أمريكا تهدد به دول وشعوب المنطقة وعلى رأسها العراق , ولتتم صفقة استبدال نظام حكمه , بنظام طائفي مقيت تقوده مجموعة وحفنة من الكهنة والحاخامات الطائفية المتعطشة لسفك الدماء ونشر الفساد والرذيلة , وعلى رأسهم آية الله الهندي الأصل والجذور ” ﺭﻭﺯبة ﺑﺴﻨﺪﻳﺪﺓ ” أي ” الخميني ” , الذي وصل على متن طائرة الأيرباص الفرنسية !!!, قادماً من العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 1 فبراير ( شباط ) عام 1978 , ليحط بين مئات الآلاف من الإيرانيين الذين استقبلوه استقبال الفاتح والمخلّص !, وعشرات الملايين من الشعوب الإيرانية بمن فيهم ملايين العرب الأحوازيين , الذين وعدهم خميني قبل وصوله للسلطة بإعادة حقوقهم كاملة , أي حق تقرير المصير فوق ترابهم الوطني الذي اغتصبته إيران الشاهنشاهية عام 1925م بمساعة المستعمر البريطاني , ناهيك عن الشعوب الإيرانية غير الفارسية الذين تفائلوا بقدومه كمنقذ لهم من الظلم والطغيان , وسطوة السافاك الذي فتك بهم على مدى أكثر من عقدين , والذي تأسس بمساعدة وكالة الاستخبارات الأمريكية ( السي آي إيه ) عام 1957 .لقد بات واضحاً وضوح الشمس بأن هذه الحقبة التي خطط لها الغرب , وقادها ونفذها بكل حذافيرها ملالي قم وطهران منذ ما يقرب من أربعة عقود , وصولاً لفترة ما بعد احتلال العراق عام 2003 , وانضمام دهاقنة النجف ذوي الاصول الفارسية والهندية والباكستانية رسمياً لهم لإكمال هذا المخطط الماسوني الصهيوني الجهنمي , الذي أتى على ما تبقى من منظومة القيم والأخلاق والأعراف , وقيم وتعاليم وسمو وتسامح الدين الإسلامي الحنيف , هذه الحقبة المريرة التي اختير لها خصيصاً الشيعة العرب المغفلين للعب أقذر وأوسخ دور طائفي قادته ومازالت تقوده إيران وملاليها باسم المظلومية والولاء والحب والتأليه لآل البيت , من أجل مسخ هويتهم العربية والإسلامية , وتحويلهم إلى قطعان من الرعاع والهمج وأرقام خيالية مبالغ بها , ليزج بهم في إتون مسيرات ومحافل الهرج والمرج التي أطلقوا عليها أسم وصفة الزيارات المليونية !, التي تدور رحاها على مدار السنة منذ بداية النكبة الطائفية عام 2003 , مشياً وزحفاً ولطماً ونحيباً وبكاء على جريمة وفاجعة مرعليها أكثر من 1400 عام , وإلهائهم وشغلهم في ممارسة طقوس وعادات غريبة عجيبة لا تمت لمدرسة وقيم وأخلاق آل بيت النبوة الأطهار ع , بل إن ما جرى ويجري للعراقيين منذ وصول الخميني عام 1978 , مروراً بكارثة الحرب العراقية الإيرانية , وحرب الخليج الثانية وما تلاها من حصار , وصولاً لإحتلال العراق عام 2003 وحتى يومنا هذا , يعد بكل المقاييس أبشع وأقسى جريمة ارتكبت بحق البشرية , وأشد وطأة مما حدث لآل بيت النبي الأطهار ع , بما فيها وعلى رأسها حادثة وواقعة الطف نفسها . تلك الحادثة التي كانت ومازالت تستغل وتستثمر بشكل بشع يفوق التصور والخيال , لغايات ومآرب أصبحت واضحة المعالم والأهداف , أهمها استغفال واستهبال فئة وشريحة بعينها , لم تقتصر على إلهاء الناس وسرقة حياتهم وأعمارهم , بل سرقة ونهب أموالهم وعرق جبينهم , وتركهم حفاة عراة على قارعة الطرقات والتقاطعات , وتجويعهم وقهرهم وقتلهم وتهجيرهم وطردهم من أوطانهم .إن دهاقنة الغرب وحاخامات وملالي الشرق في إيران بدءوا يحثون الخطى بشكل محموم وهستيري لإيجاد خطط جديدة بديلة , بل أن المراقب لمجريات وتسلسل الأحداث على مدى قرن كامل , يجد أن منطقة الشرق الأوسط على طول الخط في عين العاصفة , وما أن تخرج من محنة وكارثة واحتلال وانتداب واشعال حروب إبادة داخلية واقليمية وحقبة مريرة , إلا ودخلت في أخرى أبشع وأشد وطأة من سابقاتها , ولهذا لطالما نبهنا وناشدنا الشباب بأن يتسلحوا بالعلم والمعرفة والإيمان , بعيداً عن التصديق بالخزعبلات الطائفية , والابتعاد عن الطائفيين والدجالين والمشعوذين , ولطالما حذرنا من الخطر الداهم , والمستقبل المجهول للأسف , في حال بقينا ننتظر حدوث معجزة إلهية تنقذنا مما نحن فيه وما وصلنا أو أوصلونا إليه أدعياء وتجار الدين والمذاهب , وما ينتظرنا من مآسي وأهوال تشبه إلى حد كبير أهوال يوم القيامة .. لا قدر الله إن المشروع الغربي الإيراني في منطقتنا العربية بدأ يتهاوى وينحسر يوماً بعد يوم بإذن الله , بالرغم من ممارسة كل أشكال الكذب والتدليس والشيطنة , واشعال الحروب القومية والفتن الطائفية في أغلب الدول العربية كما أشرنا أعلاه , وأن المشروع الطائفي الشوفيني الإيراني بدأ ينحسر ويتلاشى يوماً بعد يوم , وها قد بدأت أصوات أهلنا الشيعة العرب الأقحاح في جميع أنحاء دول الشرق الأوسط والعالم أجمع تتعالى ساعة بعد ساعة , وبدأت الانتقادات وأصابع الاتهام توجه مباشرة إلى ما يسمى المراجع الدينية شيعية وسنية وحتى المسيحية , بسبب سكوتهم وتواطئهم الذي لا يختلف عليه إثنان , وهذه .. أي الصحوة بحد ذاتها ظاهرة صحية , وصحوة وطنية وأخلاقية قبل أن تكون دينية أو عقائدية , تشبه إلى حد كبير صحوة وثورة الشعوب الأوربية التي خرجت عن صمتها ورفضت هيمنة رجال الدين وأحبار وقساوسة الكنيسة , تلك الثورة التصحيحية التي أخرجت شعوب أوربا من دهاليز وأقبية الضلالة والظلام والتخلف والتبعية في العصور الوسطى , وقادتهم إلى عصور النور والنهضة والتطور والرقي والتقدم في جميع المجالات , حتى أصبحت أوربا اليوم ليس فقط قبلة للعرب والمسلمين والعالم , بل حلم يراود حتى الأطفال في عالمنا العربي والإسلامي . من هنا نحذر شعوب المنطقة وعلى رأسهم الشعب العراقي المنكوب , ونهيب بالعقلاء والمثقفين بأن يقوموا بدورهم الإنساني والوطني عن طريق توعية وتحذير المواطنين الأبرياء البسطاء من مغبة الانجرار أو الانجراف أمام التيار الطائفي المرتقب , وأن يأخذوا كافة أسباب الحيطة والحذر , كي لا تنطلي عليهم الدعايات الرخيصة , وفبركة الأفلام بقدوم المخلص , لأن ملالي إيران بعد هزيمتهم المرة والمنكرة في سوريا وتكبدهم خسائر فادحة بالأرواح والأموال , ووقف تمددهم باتجاه باب المندب , عندما حاولوا أن يهيمنوا على اليمن بكل الطرق والوسائل , ناهيك عن قرب إخراجهم من لبنان والعراق طال الزمن أم قصر , ولهذا باتوا يعدون العدة ويحشدون مئات الآلاف إن لم نقل الملايين من المرتزقة ومن المغفلين والمغرر بهم , لبدأ معركة كسر العظم النهائية والحاسمة والفاصلة , التي سيسبقها إعلان ظهور الإمام المهدي النسخة الإيرانية التي أشرنا ونوهنا إليها أعلاه , وهذه هي الورقة الطائفية الأخيرة , وربما آخر ما تبقى في جعبتهم من أجل إشعال الحرب الطائفية بين المسلمين , التي سيذهب ضحيتها لا قدر الله مئات الآلاف من المسلمين المساكين الأبرياء في العراق والمنطقة … اللهم هل بلغنا .. اللهم فاشهد .