تقدم بطلب التعيين ليكون موظفا في وزارة الخارجية، وكل ظنه، إنً له الحق في إيجاد فرصة عمل له تضمن له اكتساب قوت عائلته بشرف وكرامة في وطنه الذي حرم منه طيلة أعوام وهو في الغربة. وبعد أن ضمن وصول طلبه في العام 2015، والتي نقلتها عنه ايدي أمينة، الى مدير مكتب الوزير، تفائل بالخير كعادته، وانتظر مستبشراً هذه المرة فرحة قبوله خصوصا وهو يعد نفسه، شخصاً مؤهلاً لشغل هكذا وظيفة، بعد عشرات المحاولات في تلبية دعوات مقابلات العمل والاختبارات في مختلف سفارات بلدان العالم، بالاضافة لتطوعه في العمل كموظف إداري في إحدى سفارات بلاده مدة سبعة أشهر بدون مقابل، ناهيك عن مؤهلاته العلمية التي حصل عليها بجهوده الذاتية والتي تتوافق والتخصصات المطلوبة للعمل في الخارجية.
لم يكن من أتباع حزب الوزير يومها ولا تابع لاحد الاحزاب التي تسيدت المشهد السياسي في العراق بعد سقوط نظام صدام 2003، رغم نشاطه السياسي طيلة أعوام قبل وبعد ذلك السقوط. سافر ذات مرة في رحلاته المتعددة، والتي تكررت أثنتاعشر مرة خلال عام 2016، لزيارة بلده لحضور موعدأ مع اللجنة الخاصة للسجناء السياسيين وهو يتابع ملف إثبات كونه كان معتقلا سياسياً، وإذا بصوت هاتفه الخلوي يرن، ورقم غير معروف لديه يتصل به. أجاب على الفور كعادته، واراد أن يعرف أسم المتصل، لكن المتحدث سبقه بالسؤوال عن أسمه وطلب منه الحضور في مقر وزارة الخارجية في بغداد ليحضر بداية الاسبوع مقابلة امام لجنة المقابلات. كان هذا الاتصال يوم الجمعة ليلاً، ولم يبدي المتصل أي مرونة معه، إذ أن الموعد سيتضارب مع موعده الآخر والذي انتظره طيلة سنين مع اللجنة الخاصة للسجناء السياسيين. حاول أن يبدي أعتراضه على عدم إمكانية تغييرالموعد، لكن دون جدوى، فالمتصل لم يتفهم غير إبلاغه بموعد المقابلة وحثه على ترك موعده السابق مع لجنة السجناء.
أجرى اتصالاً مع أحد المتعاونين معه من أقرباءه وطلب منه حلاً، فأقترح عليه تقديم شكوى بالخصوص لمكتب وزير الخارجية لكي يُحدد له موعداً آخر. وفعلاً فقد أتصل به نفس الشخص ليخبره بالموعد الجديد بعد اسبوع. هذه المرة كان المتصل اكثر مرونة من المرة السابقة، رغم أنه لم يبدي تعاوناً في الكشف عن نفسه، لكنه افصح له عن كنيته . بعد نجاحه في مقابلة العمل ومباشرته في الوزارة 2017 كموظف لاشهر عديده علم أن المتصل به كان احد السفراء ورئيس لجنة المقابلات، لذلك كان متحفظاً بالكشف عن نفسه.