23 ديسمبر، 2024 1:02 م

شبابنا بين الإحتواء والإنحدار الأَخلاقي …

شبابنا بين الإحتواء والإنحدار الأَخلاقي …

المعروف أن الخامة التي تعتمد عليها الدول، هي فئة الشباب، ودول الغرب تتعامل مع هذا الملف تعامل مهني لدرجة لا يمكن تصديقها، وفي أمريكا وبريطانيا وباقي الدول، التي يشابه نظامها تلك الدولتين، تعطي الشاب حقه في تقرير مصيره، ليكون عضواً نافعا بالمجتمع، وتمنع ضربه داخل الأٌسر وتحميه، تصل لدرجة إجبار عائلته التخلي عنه عنوة بقوة القانون، ليتم رعايته من قبل مؤسسات خاصة تابعة لتلك الدول، وهذا يعتبر دافع قوي للإعتماد على النفس، وعدم إبقائه على حالة الرضوخ والهيمنة من أي شخص، حتى لو كانت عائلته! .

عانى ويعاني شبابنا من التعتيم في أيام النظام السابق، وعدم حصوله على أبسط حقوقه، فكيف بالمتطلبات الضرورية لشق طريق النجاح، التي تؤهله ليقود مجتمع ناجح، واليوم بحمد الباري كل الأمور التي كنّا نتمناها متوفرة لكن الدعم الحكومي غائب لدرجة لا يمكن أن تكون في دولة تملك عائداً ماليا بإمكانها توفير كل ما يتطلع له الشباب خاصة الملاعب الرياضية والسفرات المدرسية والجامعية والتوأمة مع الجامعات والمعاهد العالمية المعترف بها دوليا بعد أن فقدنا المراكز المتقدمة لجامعاتنا لنكون أسفل القائمة .

الضياع الذي يعاني منه الشباب، أثّرَ بشكلٍ سِلبي على مستوى التعليم، وأصبحت الجامعات الحكومية مطلب للطبقة الفقيرة فقط، لكن هذه الجامعات أصبحت اليوم عبارة عن نادي للتعارف! وليس لرفع المستوى العلمي، ومع دخول التكنولوجيا لتنحسر بتلفون (موبايل)، متوفرة به كل أدوات التسلية الشغل الشاغل لهم، وليس الدراسة والنجاح، وهذا أفرز لنا حالة جديدة بحاجة لمراجعة فورية وعلاج ناجع، يكون بمستوى المسؤولية، من خلال القرارات الصارمة والتركيز على النجاح، كما تفعل الجامعات العالمية التي تفرض نظاماً عسكرياً، لإخراج جيل نافع وليس شهادة فقط، عكسه يعاني العراقي بعد التخرج ليطرق كل الأبواب، وبالتالي يقبل بوظيفة شرطي أو جندي في القوات المسلحة !.

التراكمات أفرزت حالة جديدة غير مألوفة، مغايرة لمجتمعنا الشرقي المحافظ الذي نعيش وسطه، وهو الميول والشذوذ من خلال قصات الشعر، واللبس الفاضح الذي لا يرقى للجنس البشري، فللنساء ملبس والرجال أيضاً، لكن ليس كما يشهدهُ الشارع وكل مفاصل الحياة، لا سيما الكليات الحكومية منها والأهلية، والتشبه لكلا الجنسين وهذه حالة مستهجنة، وكأن أهالي هؤلاء الشباب بسبات! أو ليس لهم مَنْ يراقبهم ويحاسبهم، وهذا أدّى بنا الخروج عن الأخلاق الإسلامية، التي ندين بدينها، ونهانا الباري عن كل ما هو خارج السياقات الإسلامية بحلالها وحرامها، فأصبحت العلاقات خارج إطار الزواج الحلال ثقافة !.

شباب بمقتبل العمر، يمكن تأهيلهم ليصبحوا قادة بالمستقبل القريب، رجال منتجين يستخدمون عقلهم وليس غرائزهم، التي أخذتهم بعيداً عن الرجولة، لينافسوا النساء بملبسهم وأدوات التجميل، التي أصبحت لديهم من الضروريات! وهذا أمر مستهجن وليس حرية شخصية، كما تروج لها بعض المنظمات التي تعني بحقوق الإنسان، وإذا بقي الحال كما عليه، سنرى بقادم الأيام المطالبة بتشريع الزواج المثلي، الذي سيؤدي بالأخير الى إنتاج جيل لا يمكن الإعتماد عليه، سيما وأن المجتمع الشرقي ينتج رجال يمتازون بالخشونة، ومثال ذلك الرجال الملبين لدعوة المرجعية التي قهرت أكبر منظمة إرهابية بالعالم .

أصبحنا اليوم بحاجة لقانون الخدمة العسكرية الإلزامية! التي تستلم الشاب وتدخله بفورمة صنع الرجال، وتعلمه كيف يكون رجل! من خلال التدريب بكيفية التغلب على الصعاب، وإتخاذ قرار مناسب في الوقت المناسب، ونقضي على هذه الظاهرة التي لا تمت لا للمجتمع ولا للإسلام، وإلا فأن الحكومة لا يهمها إن إنحدر الشاب العراقي أو إرتقى، والنتيجة كما ترونها اليوم في شوارعنا، وما حدث في المسمى “عيد الحب” الفلنتاين، وكيف كان الأسلوب الذي ظهر به شباب منحل لا يمكن إحتسابهِ في بمصاف الرجال والذي شاهده من كان قريب منهُ إنذهل من المستوى التسافلي الذي وصل اليه شبابنا! وهنا يأتي الدور الحكومي بالإنتباه لهذه الفئة الضائعة .