لا توجد علاقة ما بين المصالح وما هو صالح , فالمصالح عندما تقتضي يتحول كل طالح إلى صالح , والعكس صحيح وقاطع.
وفي مجتمعات تحكمها المصالح الإقليمية والدولية , لا يمكن للشعب أن يقرر مصيره , وفي أحسن الأحوال يتم إيهامه بذلك لا غير , عبر وسائل التضليل والخداع وتوزيع المَكرمات.
وعندما تجد مجتمعا بهذه المواصفات فيمكن القول , بأنه لا يزال في معترك اللامسؤلية والإتكالية , وبعيد عن قدرات تقرير المصير وصناعة الحاضر والمستقبل بحرية وإرادة مستقلة.
فالحياة في عُرفه تابع ومَتبوع , وآمر ومُطيع , ولا سِوى ذلك يرى ويعرف!
وفي هكذا مجتمع لا تعتب على الساسة والمسؤولين , لأنهم يترجمون ما يحويه إناء الحياة , وما يتحرك في نهر المجتمع.
فلماذا نلومَن المسؤول الذي شاركنا في منحه المسؤولية؟!
هل أن هذا سلوك مستتر في المجتمع وكأنه يسعى للتلذذ بالآلام والأوجاع , وتسليط مَن يقهر ويظلم ويستحوذ؟
يحتار العقل في التفسير والفهم!
ولا بد من القول لكل مَن تحقق له الفوز “شايف خير أوُ مستاهلها”!!
فالتأريخ يقول أن المجتمعات تصنع حكامها بأنواعهم , لأنهم يترشحون من أوعيتها النفسية , وتراكمات ما فيها من المفردات والعناصر , التي تتضافر لتجعل منهم الرموز المعبرة عن الكوامن الجمعية الفاعلة في النفوس في مكان وزمان ما.
ولا بد من التذكير:
“وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” النساء: 58
و” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”
و” أشقى الولاة مَن شقِيَت به رعيته”
و ” أصابت إمرأة وأخطأ عمر”
و ” آلة السياسة سعة الصدر”
و ” رأي الجماعة لا تشْقى البلاد بهِ
رَغم الخلاف , ورأي الفرد يُشقيها”
و” من السهل عليك أن تصل إلى الحكم , ولكن من الصعب عليك أن تحكم”
وختاما:” إذا عظّم البلادَ بنوها
أنزلتهم منازل الإجلال”
وكل حاكم مرآة مجتمعه , وما فيهم ينعكس فيه , وتلك سنة الله في خلقه , ولن تجد لسنة الله تبديلا , فكيفما يكون الناس يكون حكّامهم , ولكي يتغير أي حاكم على الناس أن تغيّر ما فيها من الطبائع التي أوجدته!!