أحسست برغبة جامحة للبكاء وانأ التقي بعد ثلاثين سنة بصديق الطفولة والصبا والشباب شاكر حامد في ربيع 2015.احتضنني كمحب وأمطرني بكلمات الود والمحبة الجنوبية الخالصة ..شعرت فيها بعمق ان يكون الإنسان طاهرا ووفيا لأهلة وناسه ووطنه رغم سنون الاغتراب وبريق الصورة الإعلامية . شاكر هو نفسه منذ ان كان قدوتنا في متوسطة سومر والأفضل والأذكى بين زملائنا ومحط إعجابنا وإعجاب وتقدير مدرسية .وبعد هذه السنين لم يتغير فيه الكثير سوى إن الشيب غزى مفرقيه والسيكارة لاتفارق مبسمه بل ازداد هدوءا وكياسة . أيقنت حينها ان البعض من البشر ليس من دما ولحم بل ذهبا إبريزا يزداد ألقا وقيمة كلما مرت السنون .
ابا عشتار عمل طويلا في مجال الصحافة والإعلام العراقية والعربية والأجنبية فسنواته الطويلة في الإذاعة والتلفزيون العراقي والتي تمتد منذ العام 1975 والتي عرف فيها الوردة والشوكة .وتقلده مسؤوليات قيادية مهنية كثيرة وتاسيسة الكثير من المشاريع التي لاتزال شاخصة وشاهدة على وفاء وعطاء هذا الرجل ،يرى مراقبون ومتخصصون بأنة الأقرب الى إن يكون خادما في بلدة ويمسك بزمام واحدة من المؤسسات الإعلامية الحكومية والرسمية على الاقل. والتي شهدت انحدارا وتراجعا عز علينا وعلى الكثيرين ان يكون العراق بلد الأدب والفنون بمثل هذه القيادات الإعلامية النافقه و الهزيلة .
ما دفعني للكتابة هو الإعلان في السادس من أيلول من فتح باب الترشيح لترأس شبكة الإعلام العراقية .. وهو أمرا بعث في داخلنا البهجة والسرور ان تكون مثل هذه الممارسة الديمقراطية لقيادة أهم مفصل في الدولة العراقية بعيدا عن المحاصصه الحزبية والسياسية .وكلنا يحذونا الأمل بان يكون ربان شبكة الإعلام من خارج الطاقم السياسي والحزبي الذي الحق ببنية الدولة العراقية ومؤسساتها العريقة أذى وجرحا غائرا لايغيرة سوى وضع الرجل في المكان المناسب .وإحلال الكفاءات والخبرات لانتشالها من واقع مرير مؤلم إلى بر السلامة والأمان .
وبتجرد وبموضوعية أرى ويرى الكثيرون من إن شاكر حامد قد يكون هو الأقرب لمثل هذه الخدمة .وان كانت جل عيوبة أنه مهنيا ومخلصا لوطنه حد النخاع وانه غير محزب وليس بطائفيا او مذهبيا.. فهو وبكل الاعتبارات أهلا لها .
فكفانا ايغالا بتخريب وتحطيم ثقافتنا ووعينا وفنونا وعلينا ان نرنوا بأعيننا الى السماء بدلا من التحديق في أسفل الوادي..ونحن قادرون على التغيير بان تكون دفة السفينة بأيدي أبناء العراق الحقيقيون . وعلى أولى النهي والأمر الارتقاء بالمنظومة القيادية لبلدنا الحبيب باختيار الاصلح.وان كان شاكر حامد بعيدا عن مانصبو اليه ، فكفاه أنة خط بيد المثابر ة والاجتهاد تاريخيا أبيضا ناصعا كلنا نفخر ونتوق إلية.