23 ديسمبر، 2024 2:01 م

شاعرة تقطع الاْلسنة والرؤس

شاعرة تقطع الاْلسنة والرؤس

كيف يتمكن الاْنسان  من طبق جفنيه وهو الذي يدمي ضميره وفكره  واْنسانيته في سبيل مصالحه الشخصية؟ وكيف يحتضن اْطفاله وهو, يستخدم في كتاباته مصطلحات لاْبادة الاْنسان وقطع رؤسهم واْلسنتهم ؟ وكم ستكون هذه الصورة بشعة لو كان الشخص ذلك يكتب شعرا عن الحب ؟ لعل السيدة ناهدة التميمي اْحدى الشخصيات المثالية التي ربما تشملها هذا التصنيف ,والاْسباب كثيرة اْولها عدم اْنتمائها لهوية ثقافية ما, ثانيهما توغلها في تشويه فكر الاْنسان العراقي,ثالثهما تجسيدها لميل عاصف الى العنف  الشوفيني والطائفي السطحي,ولكي لا نظلمها سندرس ما كتبتها عن الطوائف والقوميات في العراق .
  نشرت السيدة في صفحة (عروس الاْهوار)وصفحة(كتابات) نثرا انشائيا بعنوان (الى متى يلعب الاْكراد بالعراق لعب الريح بريشة؟) واْنا هنا لااْحاول اْن اْدافع عن الاْكراد كقومية مقابل قومية اْخرى , بل اْقٌول الحق وما يقع على عاتقي من مسؤليات اْخلاقية اْتجاه الجميع دون تفرقة اْو اْنحياز.
   من يقراْ هذا الاْنشاء يفهم وبسرعة اْن السيدة لم تكابد اْبسط اْشكال العناء فيما كتبتها وفيما كانت تكتب سابقا ,ولم تبالي بمشاعر الاخرين  في انشاءها هذه وفي جميع ما كتبتها من انشاءات سطحية اْخرى,واْنها كشخصية موجودة في وسط سياسي وثقافي كان نتيجة الفراغ والفوضى الثقافي الذي يسود ويغطي جزءا كبيرا من الثقافة العراقية  ,وبعد دراسة جميع ما كتبتها من اْنشاءات مدرسية اْعتبرها خطرا كبيرا على مستقبل الثقافة والفكرفي العراق ومن ثم على الاْجيال التي لم تتعايش مع الصراعات الدامية في التاْريخ القريب للعراق ,وهي تحاول خلق العداء والعنف والسطوة والعقلية البوليسية في اْذهانهم ,وحسب فهمي لمناهج التربية في العالم اْجمع اْتعجب من اْن تكون شخصية كتلك مربية لاْجيالنا,
تقول السيدة:
(يريدون فرض ارادتهم وغمط ارادة الاخرين بل يريدون العراق كله واجهة كردية وليست عربية علما بان مانسبته تسعين بالمئة من سكانه عرب اضافة الى التركمان والقوميات الاخرى .. الاكراد الذين هاجروا من جنوب القوقاز واواسط اسيا ومهاباد حيث عشيرة مسعود البرزاني واصله ومولده وجنسيته هناك,..)
  من الغريب اْن السيدة لا تعرف عن التاْريخ القديم والحديث شيئا ,اْولا اْنها تردد نفس الاْسطوانة القديمة التي رددها البعث في منهاجه السياسي والذي يقول فيه اْن الاْكراد ضيوف على الاْراضي العراقية فهم جاءو للعراق من الاْراضي الاْيرانية وبالتالي يجب اْعادتهم الى هناك اْو اْبادتهم عن الوجود,مثلما صدر كتاب من ديوان رئاسة صدام حسين بعد السيطرة على اْنتفاضة الجنوب والشمال تقضي بتجريد مدن السليمانية واْربيل ودهوك من سكانها واْسكانهم في تجمعات سكنية لغرض تصفيتهم,وقد كانت عملية الاْنفال قبل ذلك التاْريخ هي العملية الطويلة الاْمد لاْبادة الاْكراد واْزالة وجودهم في الثمانينات , فهي مؤمنة بهذه الحكمة ,واْذا ما تناولنا تاْريخ القوميات التي تشكلت منها جغرافيا العراق ندرك اْن هذه الفكرة تندرج ضمن سياسة نفي الاخرين والمحاولة في اْزالتهم.
  اْن الاْكراد لم ياْتوا الى العراق من القوقاز ,فكل المصادر التاْريخية والاْجنية وحتى الاْسلامية والعربية تشير الى اْن الاْكراد عاشوا في منطقتهم كردستان منذ الاف السنين قبل الميلاد ,فاْول قرية زراعية في العالم كانت قرية كردية اْكتشفت في (جرمو) التابعة لقضاء جمجمال,ولعل ذكر زينفون كاتب الاْسكندر المقدوني (400-4001ق.م.)للاْكراد في بسالتهم وشجاعتهم وسماهم ب(كوردوخا) خير دليل على وجود الاْكراد في وطنهم كردستان واْيضا ّذكر في كتابه (اْنا باز)اْن اْسم جبل جودي ماْخوذ من (الكوردويين)وقد ذكر المؤرخ طه باقر عند ذكره للبابليين نقلا عن بيروسوس وهو كاتب بابلي ذكر اْسم الجبل بهذه التسمية وهي تعني جبل الاْكراد في لغتهم. ,واْيضا ذكر المستشرق مينورسكي عن الاْكراد ( إذا كانت الأقسام العليا من نهر الفرات، ومناطق بحيرة وان (أرمينيا القديمة) هي المهبط أوالأرض القديمة التي ظهر فيها الأكراد، فإنَّ الأقسام الجنوبية من طوروس وسواحل دجلة اليسرى (بوتان، خربوت، والزاب الأعلى) هي الموطن الأم للشعب الكردي في الأزمنة التأريخية )
  اْن ذكر كلمة كردستان هي قديمة جدا ومنهم من ذكرها بالاْسم كما فعل سَنجارآخر ملوك السلاجقة-فهو  استعمل كلمة (كُردستان) اسما لمنطقة من مناطق مملكته في منتصف القرن الثاني عشر للميلاد. وٌٌقبله اْستخدم كلمة كردستان الرحالة الاْيطالي ماركو بولو(1254-1323) حيث سمى المناطق التي يسكنها الاْكراد ب(كاردستان)وبعده ذكر اْسم كردستان البلداني الفارسي حمد الله المستوفي القزويني(توفي عام1350.
 ومن العرب من ذكر اْسم الاْكراد اْبن الحوقل المتوفي عام 977 في خريطة له حيث سمي كردستان الحالية ب (مصايف الاْكراد ومشائبهم) واْيضا محمود القاشغري الذي سمي المناطق التي يعيش فيها الكرد ب( اْراضي الاْكراد ) في خريطته عام 1057 –
 وبحسب ما ذكره المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 ء 1948) في كتابه “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان” ، يتألف الأكراد من طبقتين من الشعوب فالطبقة الأولى التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ “وأطلق عليها المؤرخ شعوب جبال زاكروس”، وهي شعوب “لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري”، وهي الأصل القديم جدا للشعب الكردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم ” الميديين و الكاردوخيين”، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلوا معا الأمة الكردية.
 اْن اْصل البارزانيين كما يؤكد عليه جميع مؤرخي العالم وحتى المؤرخين العرب منطقة البارزان وليست مدينة مهاباد ,لقد تولد السيد مسعود البارزاني في مهاباد بعدما هاجر اليها القائد الثوري الكردي ملا مصطفى البارزاني اْواسط الاْربعينيات  بعدما قامت القوات العراقية وبمساعدة القوة الجوية للمحتلين البريطانيين من قصف جميع قرى بارزان يتقدمهم جيش كبير مسلح بشتى اْنواع الاْسلحة الحديثة نحو المنطقة,فجمع البارزاني عشيرته وقادهم الى مدينة مهاباد التي تاْسست فيها اْول جمهورية كردية في التاْريخ الحديث واْصبح فيها قائدا عاما للجيش الجمهوري ,والذي لا تفهمه السيدة من اْحكامها هذه اْن مهاباد كانت ولا تزال خالية من عشيرة البارزان منذ نشاْتها وحتى الان ولم يعيش في مهاباد اْية عشيرة بارزانية,فمن اْين جاءت بهذه الاْكتشافات؟
  اْن ذكرها لنسبة الاْكراد في العراق وذكرها للقومية العربية باْنها تشكل تسعين بالمئة من سكان العراق فاْن هذه النسبة هي نسبة طائفية وشوفينية تستند على فكرة ان الكرد ليس لهم لا تاْريخ ولا اْرض ولا قومية واْن هويتهم الاْساسية هي الهوية العربية والاْسلامية فقط.وكلنا نعلم اْن مساْلة الاْكراد هي مساْلة قومية ووطنية وليست طائفية اْوسكانية
 فاْذا ما بقي لديها شك ,اْقول اْن الاْكراد هم القومية التي لم تسمى بتسميات شعوبية منذ تواجدهم في هذه المنطقة وحتى الان,واْن مثقفيهم ومفكريهم لم يفكروا في قوميتهم قط ,بل كرسوا حياتهم لخدمة الاْقوام الاْخرى في هذه المنطقة وخاصة القومية العربية والدين الاْسلامي,وهذا يثبت اْنهم لم ياْتوا من القوقاز بل كانوا موجودين هنا في اْراضيهم منذ اْول التاْريخ وحتى الان ,ومن الضروري الاْستشهاد بالعلماء واللغويين والمفكرين الكرد من الذين خدموا القومية العربية والديانة الاْسلامية لتظهر الصورة بشكلها الصحيح,ولتقتنع السيدة باْن الكرد عاشوا في مناطقهم منذ تاْريخ بعيد جدا,نذكر منهم:
الصلاح الشهرزوري في مجال علوم الحديث الشريف, والحافظ العراقي في مجال السنة النبوية ,  وأبو السعود العمادي شيخ االإسلام في الدولة العثمانية في مجال التفسير، الدينوري.. ابن الاثير. ابن خلكان.. ابن المستوفي. ابن الجوزي.. عبد القادر الكيلاني.. النورسي.. الكواكبي.. البتليسي.. جميل صدقي الزهاوي.. بلند الحيدري.. قاسم امين.. العائلة التيمورية.. الدكتورة سهيل القلماوي.. احمد شوقي. ابن قتيبةوالآمدي وابن صلاح وابن الحاجب والبيتوشي،والنودهي الموسيقار زرياب ,اْبو حنيفة الدينوري,اْبو القاسم الجنيد,سلمان الفارسي واْسمه الحقيقي روز به كان كرديا ابا عن جد الصحابة جابان ,محمد كرد علي,الحسن بن بشر الاْمدي الاْمام الحافظ المفتي النحوي اْبن حاجب النحوي اْبو فداء الاْيوبي عباس محمود العقاد اْبن تيمية واْبن حجر..الخ والقائمة طويلة جدا .و هذا جزاء يسيرممن خدموا الثقافة الاْسلامية واللغة العربية وفكرها؟
,وللتعرف على الاْفكار الاْنسانية والحداثوية لهذه السيدة نستشهد اْيضا:
(وكانهم الوحيدون الذين تعرضوا لظلم صدام وبطشه في حين تعرض كل العراق وبكل طوائفه للموت والتدمير والبطش اكثر مما تعرض اليه الاكراد الذين حمتهم قرارات الامم المتحدة بمنطقة حظر الطيران فكانوا آمنين لمدة ثلاثة عشر عاما ويعيشون في رغد من العيش في وقت كان فيه الشيعة يذبحون في الجنوب وابناء العراق من كل الطوائف يقتلون , في الحصار والاعدامات والحروب الطاحنة والملاحقات)
 اْن هذا القول يثبت باْن الشيعة والاْكراد قد عانوا الاْمرين على يد جلاوزة بغداد واْن دمهما اْختلط ,ولكن الشىْ الذي لا تفهمها السيدة ولا تسعفها لا الكتب ولا الذاكرة,هي قولها  اْن الاْكراد كانوا يعيشون في رغد من العيش! كيف ذلك وكلنا نعلم
اْن منطقة الاْكراد التي سميت بمنطقة حظر الطيران كانت ترزح تحت ثلاثة اْنواع من الحصارات,اْولا حصار الحكومة العراقية,ثانيا حصار الاْمم المتحدة,ثالثا حصار الدول المجاورة لكردستان تركيا واْيران وسوريا ولكي تكون على دراية كافية بالوضع المزري لحال الاْكراد ساْسرد لها بعض التفاصيل القليلة:-
  لقد فرضت حكومة البعث حصارا شاملا على منطقة كردستان حيث كان يحضر بموجبه منع كافة المواد الغذائية والوقود وحتى مواد البناء واللبس وكل شىْ من الممكن الاْستفادة منه الى كردستان ,وحتى كان ممنوعا نقل ولو عشرين دينارا عراقيا الى كردستان,وفي سبيل تطبيق اْحكام هذا القرار اْنشئت حكومة البعث سيطرات عسكرية واْستخباراتية لم تشهد حتى تاْريخ هتلر مثلها ,كانوا يفككون حتى السيارات بحثا عن الذهب اْو النقود اْو الطعام.كانوا يفرغون السيارات من البنزين الزائد للوصول الى اْربيل اْو السليمانية ,وكان الوضع البشري والمعيشى والسكني للاْكراد مزرية وقاسية جدا .فلم يكن هنالك لا ماء ولا كهرباء,كان سعر الكيلو من السكر يبلغ 170 دينارا سويسريا,وكيلو من الفاصوليا خمسون دينارا,لقد اْختفت مواد غذائية في كردستان كالرز والطحين ,فكان الناس يطحنون الذرة للخبز وهي مليئة بالشوائب ,اْختفى العمل والكسب ,وكانت المجمعات السكنية التي تعيش فيها المرحلين من قبل البعث تشبه كثيرا معسكرات الاْعتقال النازية حيث ضربهم الجوع والعطش بشكل لا انساني ,وكانت منظمات الاْمم المتحدة هي الوحيدة التي كانت توزع بين الفينة والاْخرى قليل جدا من المواد الغذائية على قليلون من الناس ,
,اْما قولها باْن(حين تعرض كل العراق وبكل طوائفه للموت والتدمير والبطش اكثر مما تعرض اليه الاكراد) فهو اْفتراء وجهل بواقع العراق.
 السيدة الغاضبة , لم يعاني كل العراقيين ما عانوه الاكراد على يد البعث,لقد كانت هنالك طبقة واسعة واْكثرية واسعة من المواطنين المستفيدين في العراق,وكانوا يعيشون هم واْطفالهم وعوائلهم في نعيم ورخاء وساْذكرك بهذه الشرائح ,الشريحة السكانية التي كانت تخدم في الجيش كانوا من المستفيدين من اْموال الحكومة ورواتبها,المؤسسات الاْستخباراتية الاْمن والمنظمات الحزبية وسرايا فدائيى صدام والحرس الجمهوري والاْلوية الخاصة والقوات الخاصة ووحدات مثل وحدة الاْبادة البشرية,والمنشات التي كانت تعمل في مجال الاْسلحة الفتاكة كالاْسلحة البايولوجية والكيمياوية,سلاح الطيران والعربات الثقيلة ,الجواسيس والعيون على الشعب العراقي ,واْخيرا الفنانين والشعراء الذين باعوا ضمائرهم وشرف شعبهم الى جلاوزة البعث وكانوا ينشدون لمشروع قتل واْبادة الاْنسان العراقي في سبيل بقاء الطاغية والجري وراء المكاسب التي تلطخت بدم الشباب العراقي.و ما اْكثر الحكايات التي تدمى لها القلب وتندى لها الجبين ,واْنت تمرين عليها مر الكرام ودون حس اْنساني  وكاْنك كنت مسافرة الى المريخ ولم تعيشي هنا,
 وبعدما تفرغ السيدة ما في جعبتها من هوسات وهلوسات تنعت الاْكراد ب(عملاءْ اْْسرائيل,الطامعين,المتجاوزين,المستهترين,المضرين بالاْقتصاد الوطني,المخلين بالاْمن القومي,) لاْنهم( تحدوا المركز مرارا,لا يرفعون العلم العراقي في المدن العراقية,ولا يتكلمون اللغة العربية,ولا يمنحون المركز اْي شىْ من الموارد النفطية,) وبناء على اْكتشافها العظيم تدعوا الى( لا ينبغي السكوت اْطلاقا,على مكونات الائتلاف اْن تقف صفا واحدا,ووقفة رجل واحد,واْلقاء القبض على المتمردين بتهمة الاْضرار بالاْقتصاد الوطني والاْمن القومي,,الخ)
اْذن اْنها تعلن الحرب على الاْكراد و تريد اْن يتكلم الاْكراد باللغة العربية وليس الكردية,تريد منهم اْن يرفعوا العلم العراقي وينحون جانبا العلم الكردي,وتريد اْن تحل حكومتهم الاْقليمية ويتبعون اْوامر المركز,واْن يسلم قادة الكرد اْنفسهم للمركز ومحاكمتهم بتهمة العمالة ,وبشكل غير مباشر مباغتتهم في عقر دارهم وجلبهم للمركز واْخضاعهم..اْلخ.
 ما اْشد اْعجابي بتبنيها للغة البعث والحكومة البعثية,فاْنها والله اْجادت تقليد هذه اللغة والنغمةواْبدعت فيها ,ما هذا الفكر التنويري ؟ وماهذه الفلسفة الاْنسانية؟ ,بل تجاوزت هذه اللغة واْصبحت بجد من الطلاب المتفوقين في مدرسة البعث.وكل ذلك لا يهم,لاْنني اْشير الى موضوع مهم اْصبح قياسا لضمير الاْنسان العراقي الذي لا يعيش في كردستان ويزوره ,اْن الاْحساس الذي يتولد عند هذا الاْنسان من غير الكرد هو احساس متناقض,يبداْ من السؤال الاْولي لماذا تطور الوضع في الاْقليم ولم يتطور في العراق؟,ومع الاْسف يتملك البعض الغيرة تحت كوامن قومية ,كيف يتطور منطقة من العراق ويتاْخر العراق وهي تمتلك ميزانية اْكثر من الاْقليم بستة اْضعاف؟ بدل الجواب الصحيح يتغير هذا الاْحساس الى حقد وكراهية للكرد وذلك عندما يتحرك الغيرة عندهم وتتحول الى شعور اخر وهو ان الكرد محتلين لاْراضي عراقية,وجانب من حقد السيدة على الاْكراد تكمن في هذه الحقيقة ,
 من المعلوم اْن السيدة لا تفهم اوليات العلوم السياسية واْوليات التاْريخ العراقي,واْوليات المبادىْ العالمية لحقوق الاْنسان,اْولا اْن من الحقوق الطبيعية للاْنسان اْن يتكلم بلغته واْن يكون لهم كافة الحقوق المدنية والسياسية والاْنسانية ولو كانوا اْثنين في بلد مثل اْميركا.فكل الدساتير والمواثيق العالمية تؤكد هذا الحق الطبيعي,ثانيا اْن الاْكراد شاركوا مع اْخوانهم العرب في الحكومة العراقية على اْساس الحكومة الاْتحادية( الفيدرالي) ويجب اْن تفهم لا مركز في حكومة فيدرالية وديمقراطية الا في الاْنظمة الدكتاتورية,لاْن المركز يجب اْن يكون مشتركا لكل القوى المشاركة في هذا الاْتحاد.واْن الكرد لا يرفعون العلم العراقي ما هو الا اْفتراء ومزايدة رخيصة ,لاْن العلم العراقي وبجانب العلم الكردي يرفرف في كافة اْجواء كردستان, وما لم تفهمها اْيضا هي المبادىْ الديمقراطية التي كان من المفروض اْن تتبعها حكومة العراق في حكمه,من حرية التعبير ومن الحريات السياسية والثقافية والعقائدية والاْجتماعية وكلنا نعلم ويعلم الجميع من الذي يستقوي بالاْجنبي .ولو كان الاْكراد مستقوين باْمريكا وعمالتهم لاْسرائيل لشكلوا دولتهم منذ الضربة الاْولى لحكومة صدام.
 اْخيرا اْن السؤال الذي حيرني كثيرا وعملت عليه كثيرا هو ما هي نظرة السيدة للحكومة وللمكونات الاخرى في العراق,وللائتلاف الوطني وما هي تصوراتها للحكومة في بغداد وما هي مستوى ثقافتها ومصدرها؟
 اْعتقد اْن هنالك خلل اْنساني وفكري في عقل هذه السيدة,فها هي تتكلم عن الحب والفراق والاْنين والبعد والحرمان من العشق واللقاء والعفة والصدق في خواطرها التي سمتها بالشعر,وها هي في اْنشاء لها بعنوان (هل تريدون عراقا معافى…اليكم الحل).بعدما اْفرزت الاْنتخابات البرلمانية عن تقارب النسب بين المكونات الشيعية والسنية ,حيث تدعوا الى(الغاء المحاصصة فورا واْبعاد كل مشكوك فيه عن سدة الحكم,وفيه البرلمان ..) و(ثالثا :هنالك رؤس قد اْينعت وقد حان وقت قطافها, من رعاطيط السياسة والمندسين والمخربين والعابثين باْمور الوطن والمعرفلين لمسيرته هؤلاء يجب اْبعادهم فورا ووضعهم تحت الاْقامة الجبرية والمراقبة الدقيقة التي تحصي اْنفاسهم حتى تلفوناتهم والعاملين معهم يجب اْن يكونوا تحت المراقبة المكثفة )رابعا(منع اْي مسؤل ومهما كانت صفته المعنوية والسياسية من السفر دون اْذن من الدولة وتبيان الاْسباب الموجبة للسفر على اْن يرافقه معتمدون من الحكومة يكتبون محاضر اْجتماعاته ولقاءاته مع الاْجانب وعدم السماح له بالاْنفراد باْي مسؤل اْجنبي بدون حضور اولائك المرافقين) وسابعا(يجب اْن تحجب رواتب البيشمركة لاْنهم قاتلوا الدولة العراقية وسببوا لها المشاكل ولا يجب اْن يكافؤا على ذلك بل العكس هو الصحيح…الخ)
 ها هي السيدة الشاعرة المربية وهي التي تنادي بقطع الرؤس وتاْسيس اْول دولة بوليسية متطورة في الشرق الاْوسط لا تضاهيها في اْدائها الاْستخباراتي والتعنيف العقلي والنفسي اْية اْنظمة اْخرى لا سابقاتها ولا حاضراتها,الشاعرة التي تكتب عن الحب تخرج تحت الستارة لتقول لنا كيف باْمكانكم خنق الاْنسان وكتم اْنفاسه,تعلمنا الوسائل المخابراتية والاْستخباراتية في كيفية جعل الاْنسان حيوانا بريا من الواجب سجنه في قفص من الحديد والفولاذ,ها هي الشاعرة تكشف عن عقلها البوليسي الاْجرامي بحق المكونات الاْخرى من العراق,وهي ترش الزيت على النارليحترق الاْخضر واليابس,وها هي تكشف عن دجلها ومغالاتها في تجريم السلطة البعثية واْدانتها لها بقتل واْبادة الشعب العراقي,وها هي الاْن تسمي سلطة البعث باالدولة العراقية التي يجب اْن يحاسب كل من وقف ضدها في يوم من الاْيام وخاصة البيشمركة الذين دافعوا عن حرية الاْنسان والاْسراع في بناء هذه الدولة الديمقراطية التي سمحت لاْشخاص اْمثال هذه السيدة في نشر هذه الاْحقاد ,اْذا انها تحن ومن قلبها الى سلطة البعث ودولة البعث  ويعني ذلك اْن على الحكومة العراقية اْن تطبق نفس هذه المطالب البوليسية والقرارات العسكرية والاْستخباراتية ازاء حزب الدعوة والاْحزاب الشيعية الاْخرى التي سببت المشاكل للبعث وحاربت الدولة العراقية ,انه لمن الظاهر اْن السيدة تقصد الكتل البرلمانية والاْحزاب العراقية والكوردستانية الاْخرى غير الشيعية وخاصة الكتل السنية في البرلمان ,,ولكن لنرى ما هي مواقف السيدة من كتلة الاْئتلاف الوطني واْحزابه ومن الاْحزاب العراقية الاْخرى؟
كتبت السيدة عن السيد مقتدى الصدر مقالا اْنشائيا سمتها(الصدر وحده من يحق له الكلام) .ونرى من العنوان العقلية التخلفية التي تنفي الاْخرين دون وجل ولا كلل,فالعنوان يدل على اْن اْحد من سياسيى العراق لا حق لهم في الكلام الا السيد مقتدى الصدر,تقول السيدة في اْنشاءها(لايؤثر عليه احد بل ينطلق من الناس ومايريدون.. وهو الاوسع والقادر على تحريك هذه الجماهير العريضة التي قد تغير الموازين لصالحهم ..لذلك يسعى التحالف البعث-وهابي جاهدا الى تقويضه والصاق التهم به وتشويه سمعته )
   وفي اْنشاء اخر سمتها(جيش المهدي …الحرافيش في هذا العصر) تصور الجيش المهدي المنقذ الحقيقي للعراق اْذ تقول(اما الصدريون وجيش المهدي على ارض الواقع فاستطاعوا ان يفرضوا انفسهم بقوة وصعد نجمهم مع قائدهم واصبحوا محور الاحداث الا انهم لم يستطيعوا ان يحدثوا التغيير ولاسباب عدة اولها التامر الشديد عليهم ومن كل الاطراف حتى من ابناء جلدتهم .. فالكل يعرف انه لولا بسالة هؤلاء الفتية وشجاعتهم وتصديهم للهجمة الوهابيةالعربانية البعثية لما بقي حجر على حجر للشيعة في بغداد والمناطق المختلطة.. ولهدمت كل مراقدهم .. لذلك اصبح رأسهم مطلوب من كل هؤلاء وتصفيتهم هدف لكل اصحاب النوايا المغرضة)
 وبعد اْن تنتهي من قطع الاْلسن وكتم اللسان وقطع الدابر يبدو اْن الصدريين لم يهتموا بما كتبتها عنهم في مدحهم والذود عنهم وحتى ضد الاْحزاب الاْخرى في التحالف الوطني وخاصة حزب المالكي دولة القانون لاْنهم فهموا قبل غيرهم باْن اْفكار هذه السيدة هي اْفكار كارثية,,وهذا ما جعلها في وضع الاْنتقام من الصدريين وتحولت مواقفها نحو رئيس الوزراء ,فكتبت اْنشاءا اخر باْسم( يا مالكي …..اْئتلف مع العراقية واْقطع دابر المتربصين) ومن هم المتربصين غير التيار الصدري والتحالف الكردستاني؟.وهاجمت بشكل عنيف التيار الصدري والاْكراد ولعل اْكبر اْتهام لهذا التيار اتهامه باْيوائهم فدائيى صدام ورفاق حزب البعث وهي التي كانت تناددي باْن الصدريين وجيش الصدر هم الذين حموا مقدسات الشيعة في العراق,,اْذ تقول
(لاتجعلنا نصدق ان زياراتكم انت وعمار الحكيم للسعودية وقطر وامراء الخليج وبصورة دورية هي لاستلام الاموال القارونية منهم مقابل دعم البعثيين والاكراد وتسهيل مهماتهم في الحكومة والتغطية على المشاكل التي يفتعلونها والهدف هو اسقاط حكومة المالكي وتفتيت العراق ..) لاتجعلنا نصدق أن تياركم مملوء بالبعثيين والرفاق وفدائيي صدام”
من الواضح اْنها تبث السم بين التحالف الوطني من اْجل مكاسب شخصية من السيد المالكي وللاْسف اْقول انها محقة في رؤية نظرة السلطان وتكريم الموالين في سياسة السيد المالكي والذي يشوه الوجه الاْنساني والتاْريخي لحركة التشيع في العراق,انها تبث القسمة والفرقة,لغرض تفرقتهم ونشر العداء فيما بينهم ومن ثم توجيه قوة التحالف الجديد هذا نحو الاْكراد والصدريين,)  والاْغرب من ذلك اْنها كانت تصب جام غضبها على السنة وتدعوا الى اْعتقال ممثليهم في البرلمان العراقي ,كما كتبت في اْنشاءها المعنونة ب(لتثبت اْنك غير طا ئفي يجب اْن تبيد طائفتك ) وتقول فيها
(هل من الانصاف ان يطبق القانون في الشعلة والثورة والعمارة ويترك حي العدل والجامعة والعامرية والاعظميةوبعض مناطق الدورة.. وان لايحاسب من وجدوا المفخخات في بيوتهم وذبحوا الناس علنا في  حمامات دورهم ومن وجدت اثار( التي ان تي) على ايديهم والاسلحة في مخازن بيوتهم ,, لان ورائهم النائب الفلاني والعلاني وكتلة قوية تحميهم. والمصيبة انهم مازالوا يجلسون تحت قبة البرلمان بيت الشعب المقدس والذي دفع من اجله العراقيون دما يوم الانتخابات ليوصلوا ممثليهم اليه)
 اْخيرا اْقول للسيدة اْن الاْكراد لم يلعبوا لا بالعراق ولا بتركيا ولا بسوريا واْيران والسوفييت,بل لعبت هذه الدول شتى اْنواع الاْلعاب الدموية بالكرد منذ فجر التاْريخ وحتى الاْن,كانت معارك اْمبراطورياتهم وسلطناتهم تقام على بطون اطفالهم ونسائهم وعلى اْراضيهم,حرموهم وبعد غزوهم من العيش الكريم,جردوهم من خيرات اْرضيهم شوهوا ثقافتهم تم تعريبهم وتفريسهم وتتريكهم وهتك اْعراضهم, ’وهم الذين كان همهم الاْساس اْن يعيشوا اْحرارا في وطنهم,ولكنهم لم يتمكنوا ومنذ التاْريخ اْن يوحدوا صفوفهم لاْنهم خدموا العرب والمسلمين والقوميات الاْخرى,فهل نسيتم صلاح الدين وما فعل؟
 بعد قراءتنا لما كتبتها  السيدة اْعتقد اْنها لا تبالي من عمق دواخلها لا بالطائفة الشيعية ولا بالطائفة السنية واْنهاغيرت من اْحقادها اْزاء الجميع الا ازاء الاْكراد بقيت ثابتة بل ما تهمها هو الوصول الى مرتبة ووظيفة سياسية في الحكومة اْو لدى اْحزاب الشيعة ولكنها هدرت كل محاولاتها دون جدوى ,لاْن اْنشاءاتها الكثيرة اْثبتت اْنها لا تستقر على راْي واحد واْن اْرائها تنشر الحقد والظغينة في عائلة واحدة, وهذا دليل على ارتباك نفسي عميق وخلل فكري جدي وخطير ,يستوجب منها مراجعة نفسها والخروج من بوتقة لغة العنف والقتل والاْبادة وقطع الاْلسن والراْس ,واْن تتاْمل باْمعان فيما تكتبها من شعروتساْل نفسها هل هي التي تكتب هذه الكلمات اْم هوشخص اخر؟وذلك من اْجل اْحترام ما فيها من قيم اْنسانية,واْن تفهم جيدا لقد ولى زمن التفرد والدكتاتوريات والاْنظمة البوليسية ,لقد بداْ عصر جديد في المنطقة ليحتل الاْنسان المعاصر المكانة الحقيقية فيه ليكون اْكثر اْنسانية واْكثر ترحما واْكثر اْنتماء للاْخرين .