23 ديسمبر، 2024 3:43 م

سُنّة السياسة.. أطيبُ من نيازي

سُنّة السياسة.. أطيبُ من نيازي

صديقي الطيب، أريدُ أن اتحدث معه، وأشربُ معهُ كأساً، لكني أرجو الله أن لايكون معي في دبابة، هذا ملخصُ مفيد رأي ” مانيكشو”.. جنرالٌ هندي غير طيب، فاز بالمعركة ضدّ باكستان، أنتصاراً لبنغلاديش، لأسبابٍ لامجال للحديث عنها، وكان هذا رأيهُ بمن كان يقودُ القوات الباكستانية في بنغلاديش قبل أن تنفصل.. الجنرال نيازي الطيب الذي كان تحت إمرة الأحمق يحيى خان.
سُنّة السياسة في العراق، هرعوا بعد 2003م، الى متجر التاريخ، ونبشوا فيه، كي يجدوا زيّاً للمظلومية، يتناسبُ مع فقدان جبل الجليد.. صدام حسين، لكنهُ حسب ما أظهرت الوقائع، كان تسعة أعشار هذا الجبل، بينما كانوا هم رأسهُ البارز فقط !! وكحالِ رفاقهم من شيعة العملية السياسية، أخرجوا مناديل الطائفة ومسحوا بها دمّ جمهورهم، وعرضوها على الملأ العربي، كأنها تلك الخرقة التي تشهدُ على بِكارة الفتاة.. الخِرقةُ كانت هوية الوطن، مُسِخت الى هويةٍ طائفية.
حاولوا بداية، أن يتخذوا من اياد علاوي، حصان طراودة للرجوع الى قلعة إيمانهم القديمة.. نحن أهل الحكم، وما إن كشّر التحالف الوطني عن أنيابه الطائفية في فمّ المالكي سنة 2010م، حتى أنفضوا سريعاً، وكلُّ واحدٍ منهم، حاول بعدها أن يكون كبير الديكة.. كبير الطائفة والمنقذ والمخلّص، وطربت آذانهم السياسية على أنغام الطائفية التي كان المالكي يُسخّن دفوفها دائماً !! ” سُنّة العملية السياسية” – نيازي الطيب، تعاملوا مع الطائفية كغراءٍ، يستطيعُ أن يلصق جمهورهم الذي صُعِق فجأة بالكهرباء التاريخية للمظالم الجعفرية، والتي كان دهاقنةُ طبعتهِ السياسية، يجيدون توليده في حجيرات دِماغ الإنسان الجعفري البسيط .. حرِصوا على أن يكون لكل جعفري فولتٌ منه، وهكذا أختفى الصفويون والشعوبيون مابعد 2003م.. الكائنات الخرافية التي خلقها صدام، ليبزغ فجرُ الإرهابيين.. كائناتٌ خرافيةٌ أخرى خلقها التحالف الوطني !! وللأسف وخوفاً من التأويل الخاطىء يجب أن أبيّن بوضوحٍ شديد، بأنّي لا أقصدُ من مارس الإرهاب ضد العراقيين.. فهذا مجرمٌ يجبُ عقابهُ، ولكن أقصدُ إنّ كل المنتمين الى المذاهب الأربعة الإسلامية، أصبحوا إرهابياً محتملاً !! وكلُّ الجعفريين أصبحوا إيرانيين، حسب الإرث الذي تركهُ صدام، فهم يتصورون خاصة بعد فشل التحالف الوطني في كلّ شيء.. إن هنالك حنيناً الى صدام !! ولكن نسألهم مانوع هذا الحنين ؟ هل هو الحنين الى صدام الدولة أم الى الدولة التي كانت موجودة في عهد صدام.. رغم نظام القرابة العائلي والمحسوبية، والاستبداد؟ أتركُ لك الإجابة يانيازي الطيب ..
البعث أختار الصفوية والشعوبية، كغراءٍ يلصقُ فيه مكونات العراق بمجلس قيادة الثورة، والتحالف الوطني أختار 4 إرهاب أو 4 “سُنّة” كي يلصق المكون الجعفري بهِ حصراً، ليضارب بـ 1400 سنة من المظالم في بورصة من السرقات والمصالح التي اتخمت بنوك  دبي!! إمّا نيازي الطيب ” سُنّةُ مابعد 2003م”، فقد أنشغل بـ “اللطم” الطائفي، وكانت مؤتمراتُ أسطنبول، “المايك” الأثير لهم ، حيثُ مازال صوتُ عدنان الدليمي طرياً في الأذنين، عندما حاول أن يستفز النخوة الطائفية عند أخواننا العرب: ” أيّ عراقٍ تريدون.. عراق الشيعة !؟”، وهكذا كلما تمّ الإنتقاص من عراقية المذهب الآخر صمتوا، واذا شُتم المذهب الآخر على منابر الفضائيات صمتوا، واذا استشهد ابناءُ المذهب الآخر، دِفاعاً عن العراق خرِسوا !! ويحكم.. هل من المعقول إن المراهق السياسي- ناجح الميزان، هو من أفشى حقيقتكم، عندما هجم بشراسة على سليم الجبوري، وأتهمهُ بأنّهُ “يبيعُ ابناء جِلدته” للمالكي.. أيّ لشيعة السياسة، أو عندما اتهم مراهقٌ آخر العراقي الجعفري بأنّهُ “هندي” !!
عزيزي نيازي الطيب، أنك لست طيباً أبداً.. أنتم (جُلّكم) أوغاد، مثل نظيركم مانيكشو الغير طيب !! الأدهى إنّ أخونا نيازي الطيب، لايحاولُ أن يقوم بشيء، هو ينتظرُ تغيير المعادلات الدولية على الأرض، ولكن إن استمريتم على هذا النهج، فربّما قد تتحققُ نبوءة الكاتب العراقي صائب خليل العاني ( لايحبُ أن يُذكر لقبه – لأنّهُ مكتفي بعراقيته) التي تقول: ” عراقيو اليوم.. فلسطينيو الغد)، وأنتم ستكونون السبب،إمّا الأدهى الأمرّ، فهو ماعبّر عنه سليم الجبوري،عندما قال ماملخصهُ: ” إنّ سُنّة السياسة لايعرفون ماذا يريدون !؟”، ووقتها رأينا في الصحيفة إنّ الجبوري بثقافته القانونية، قادرٌ على أن يُنضج معنى العراقية والمشاركة الوطنية عند سُنّة السياسة، طبعاً صدّق يانيازي الطيب، بأنّ العراقي الجعفري، يتمنى هو الآخر أن يكون عراقياً بلغة القانون، لا لغة الطائفة !؟ إمّا اذا اراد نيازي الطيب أن يكون عراقياً فعليه حسب مانرى أن يقوم أولاً، بالمساهمةِ عبر علاقاته العربية.. خاصة مع دول الخليج العربي، بأن يُطالب وبأستمرار.. بإغلاقِ فضائيات الفتنة الطائفية، والتعامل مع النظام السياسي، وأن يتفهموا مخاوفه وينبهوهُ على عثراته، وإنّ العراق سيكونُ حارس البوابة الشرقية.. سياسياً لا عسكرياً، ولن يفكّر بغير ذلك أبداً بعد اليوم، حتى وإن تغيّر النظام السياسي في العراق، وإنّ رفضوا ذكّرهم بدولة الإمارات العربية المتحدة !! والثاني الذي لايقلّ أهمية، هو أن يشرح لهم، بأنّ العراقي المنتمي للمذهب الجعفري الإسلامي، مخلصٌ لوطنه، غيورٌ على أخيه وعرضه وماله.. المنتمي الى المذاهب الأربع الإسلامية، وأن يخبرهُ كيف إنّهُ قام بكلّ الواجب مع إخوانه من النازحين، إمّا الثالثة، فهي أن تقوم بأقتراح القوانين التي تصبُ في حياة سعيدة للعراقي عبر القانون، لا عبر التوازنات الطائفية، والرابعةُ يانيازي الطيب .. أن يخجل من نفسهِ قليلاً، ويحاولُ أن يتبرع بأستمرار بشيءٍ من أمواله للنازحين والشهداء.
ملخصُ مفيد الختام، إنّ نيازي الطيب يجهلُ إن النكسات التي قد يتعرضُ لها الوطن، قد تستمرُ عقوداً، لكن هذا لايعني، أن نفرّط بالأصل ( الوطن)، نتيجة العارض الطارىء عليه، وأن يعلموا بأنّ دول الخليج العربي أبداً.. اشقائنا، لايرونهم إلّا ذيلاً.. لأنهم لارأس لهم، ولارأس يانيازي أفضلُ من العراق.. جمجمةُ العرب، لا إقليمُ سُنّة ستان.. نسخةٌ عن كوردستان المشوّهة سياسياً، وإنّ كنتم حقّاً تمثلون جمهور المذاهب الأربع الإسلامية، فلا تلعبوا على أوتارهم الطائفية.. قدّموا لهم ماتستطيعون، أبنوا لهم مساكناً ووفّروا لهم أعمالاً، تبرعوا بيومٍ من أيّام الأسبوع، تقضونهُ في مخيمات النازحين منهم، وأعلنوا البراءة من أمثال عدنان الدليمي وناجح المعموري والفاسدين الآخرين، واتركوا ” مانيكشو” الغير طيب، يدافعُ عن أمثال فلاح السوداني الفاسد ونوري المالكي وغيرهم!! لكني أخشى أن يكون “مانيكشو” أخوك التوأم يانيازي الطيب.. أخشى ذلك..