18 نوفمبر، 2024 1:21 ص
Search
Close this search box.

سُنةْ المالكي وعارهم

سُنةْ المالكي وعارهم

قصور للفساد والرذيلة قد هدت وعروش ذلت لها الرقاب وازيحت ورؤوس ترفعت على خالقها فقطعت وخزائن ملاءها أصحابها بالمال الحرام فأفرغت ، فما بالك بالذين ذلوا رقابهم ودنسوا بيوتهم وخانوا عهودهم ، من اجل إرضاء اسيادهم في دنيا مزيفة على حساب أبناء جلدتهم ليكونوا قطيع خراف بيد جلاد اشتراهم ليوم بات قريبا لنحرهم .
لم نسمع يوما منذ ان نشأت الخليقة ، ان جاسوساً لبلده او خائناً لأهله او عميلاً لقبيلته كان موضع احترام وتقدير لاحد ، بل حتى اسياده الذين اثراهم بخدماته التي تفوح منها رائحة الخسة والدنيئة ، تراهم يحتقرونه ويذلونه عندما يلقون امامه حفنة من المال كي يسيل لعابه اليها .هذه الاوصاف والوجوه تتكاثر اعدادها والوانها واحجامها في حضرة صاحب المال والسلطة والحاكم والقائد لعراقنا الجديد ، واخص بكلامي ( سنة المالكي ) الذين باعوا انفسهم بثمن نراه بخساً ويرونه كثراً ، هؤلاء لم يكونوا في يوم من الأيام سوى مرتزقة يباعون ويشترون في سوق النخاسة .
لم اكن يوماً اريد ان اتحدث بلغة المذهب او الطائفة ،ولكن اجبرني الموقف والمشهد الذي أرى هذه الوجوه العابسة المتلونة امام شاشات التلفاز وهي تتحدث وتدافع عن الوطن والمواطن والحقوق والواجبات ، لا بل تتعدى الى اكثر من ذلك لتحلل ما حرمه الله وتكفر ما حلله  ، فتارة تجدها حمامة سلام مبطن وتارة أخرى ناقلة كلام مقنن .
انا لا الوم رئيس وزراء ( العراق ) على هذا الانجاز الذي يحسب له ، واذا اردت ان استبق الزمن في رفع قبعتي له ، فهي بالتأكيد ستكون لحسن اختياره لهؤلاء الثلة الذين يحسبون على اهل السنة ، والسنة منهم براء ، والحق نقول اننا لا نتشرف ان يكون من بيننا من يخون اهله وعهده ، لان من يخون عائلته ، يخون وطنه ،ومن يسلم نفسه لمن لا يهمه امر الناس فيهدر دمهم ويسلب مالهم وينتهك حرماتهم ، ستلاحقه لعنة الأرض والسماء ، مهما طال الزمن او قصر ، وستبقى دماء الشهداء المستباحة التي لطختها ايديكم وتعفرت بها وجوهكم ، وصرخات الأطفال وحسرات الكبار وانين الفقراء والمعوزين والمفجوعين تطاردكم وتلعنكم أينما حللتم او ارتحلتم .
هنيئاً لك دولة الرئيس بهذا الفوز والغار ، وهنيئا لكم يا اشباه الرجال على حسن الخاتمة التي نراها كل يوم من خلال الجثث المغدورة الملقاة على قوارع الطرق والساحات ، لتبقى شاهدا في سجل صفحاتكم السوداء المليئة بالتجبر والسرقة والظلم والعار . طوبى للنفوس الابية والزكية التي لم تثلمها الملمات مهما اشتدت عليها الصعاب … والعار كل العار للذين اغوتهم ملذات السلطة وبهرجتها التي تشترى بالمال والرذيلةوالاحتقار .

أحدث المقالات