7 فبراير، 2025 11:39 ص

سُحب ترامب تغطي سماء العرب

سُحب ترامب تغطي سماء العرب

بدت السياسة الأمريكية تتجلى ملامحها شيئا فشيء على الساحة العالمية والداخلية وللمجتمع الأمريكي برسم خارطة جديدة للعالم بسلسلة من التحديات توضع على سكة القطار السياسي الأمريكي نحو العالم مكملا لأسلافه من الساسة الذين سبقوه فأن سياسة الرئيس ترامب تسير على خطى الحكومات السابقة وبلمسات ونظرة جديدة للعالم بمخطط لرسم العالم الجديد وهو أكمال المشروع الأمريكي الذي بدأته وما يهمنا منه هو اتجاه الدول العربية والخليجية بوجه الخصوص وهذا ما رأيناه على الساحة الفلسطينية ( غزة )وأحداثها وجنوب لبنان والتغيرات في سوريا وما هو قادم من الأيام وكلنا يعرف أن سياسة ترمب وعقليته هياقتصادية جادة وحلب لثروات الدول النفطية وبسياسة ناعمة اتجاه حلفاء أمريكا فأن سياسة ترامب دائما ما تكون بوصلتها لكل من يوفر لها المال وينعش اقتصادها وتعزيز مواردها الداخلية وخصوصا قواتها العسكرية الحامية لمصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة العربية وخصوصا إسرائيل ونحن نعرف أن سياسة ترامب سوف تكون باتجاه الخليج والشرق الأوسط لتحقيق مكاسب مادية وكونها الرافد المهم والبقرة الحلوب لترامبوسياسته حيث بدأ التخوف يلوح في الأفق من خلال تهديد جيرانه من دولة كندا ونزولا إلى بنما وقناتها وجزيرة غريلاند فأن الحذر من هذه السُحب المحملة بالعواصف الترابية وما يترشح منها على المدى القريب وكيفية التعامل معها من قبل الساسة العرب فهل ستكون الرؤية الجديدة واضحة اتجاه أمريكاالتي تصب في مصلحة الطرفين أم ستكون باتجاه واحد خوفا من السياسة الأمريكية وتبعاتها وتماديها أمام القضايا العربية المصيرية وخصوصا تمادي إسرائيل وتوسعها وهنا توضح براعة وفطنة وعقلية الساسة العرب في كيفية التعامل مع ترامبوسياسته الاقتصادية والمالية وغطرسته الشخصية العدوانية اتجاه العالم العربي وفتح أبواب العرب مشرعة أمام أطماعه وخصوصا العراق بالذات عليه الحذر وتجنب اللعب بالنار معه أو استفزاز القيادة الأمريكية اتجاه مصالحها في المنطقة العربية والعراقية فالعراق أحوج ما يكون في هذه المرحلة الحساسة وهو في وسط المتغيرات السياسية والجغرافية للمنطقة المحيطة به إلى لاعب فاعل جدا وقوي يستند عليه لحماية مصالحه ونظامه السياسي وخصوصا ونحن نعاني من تدخلات خارجية وتحديات أمنية داخلية واقتصادية وتجارية مع دول المجاورة لنا والكثير من الجهات التي تريد زج العراق في معترك هذه الصراعات الحالية والمحتملة في المنطقة فالخوف من التأثيرات الأمريكية وسُحبها المظلمة الوصول إلى أجواء العراقية فيما تضررت المصالح الأمريكية فيه فعلى الساسة العراقيين مجارات حكومة ترامب وعدم استفزازها لا من قريب ولا من بعيد والبقاء على مسافة آمنة ومعرفة كيفية التعامل مع هذه الإدارة الجديدة للحصول على مكتسبات لصالح العراق وشعبه وإدامة زخمها على المدى القريب والبعيد وفق نهج لا يضر بمصلحة العراق وسيادته والسعي على تطوير البنا التحتية للعراق ومؤسساته الحكومية وجعل الإدارة الأمريكية الجديدة الجدار الصلب الذي يستظل تحته والسحابة التي تمطر عليه بالخير وبناء علاقة ثنائية متكافئة مثمرة تضمن مصالح الطرفين وفق منظور سياسة حكيمة تقودها عقول عارفة بفن السياسة وأروقتها وتعرف كيف تجر عربة سياسة ترامب الشرسة المادية النفعية إلى الحاضنة العراقية وبهذا يستطيع أن ينئ بنفسه من التحديات الدولية والإقليمية التي ليس لنا فيها أي مصلحة والتركيز على إنعاش الاقتصاد وتطويره والرقي لشعبنا .

أحدث المقالات

أحدث المقالات