2 نوفمبر، 2024 10:35 م
Search
Close this search box.

سُبُّوا البابا فرنسيس والسيد السيستاني

سُبُّوا البابا فرنسيس والسيد السيستاني

ما كاد يسمع بعض الناس عن زيارة الحَبر الأعظم البابا فرانسيس رئيس دولة الفاتيكان إلى العراق خلال المدة من يوم الجمعة، 5 آذار/مارس وحتى يوم الإثنين، 8 آذار/مارس 2021، وٱلتقائه بفئات سكانية وزعامات دينية وسياسية كثيرة في المجتمع العراقي حتى صَبُّوا جامّ غضبهم على من يعتبرونه خصمًا أو عدوًا مُبِينًا، وكأنها فرصة لتصفية الحسابات العقائدية السياسية القديمة. بل تجاوزت المسألة برمّتها حدود التعبير الحر عن الرأي والموقف، وٱنبرى عدد كبير من الكُتّاب لممارسة التحليل والتفسير والتعليق الممزوج أحيانًا بالسب والشتم والطعن وفي مختلف وسائل الإعلام والتواصل/التباغض الٱجتماعي، وكأن هذا الأسلوب أصبح الطابع المُميِّز للإنسان المتعلم المثقف في القرن الحادي والعشرين الميلادي.

 

وضمن هذا السياق وصلتني رسالة شخصية يَعتقد مؤلفها أنه كشف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء زيارة البابا فرنسيس للسيد السيستاني. ونظرًا لتكرُّر الموضوع ورواجه في وسائل التواصل/التباغض الٱجتماعي فإني أنشر نص الرسالة بدون ٱسم مؤلفها لكونها شخصية، ثم أجيبُ عليها بنفس التسلسل الوارد فيها. وتطبيقًا للجزء الأول من قاعدة، “البَيِّنَةُ على مَن ٱدَّعَى، واليَمينُ على مَن أَنْكَرَ”، وممارسة التحرّي بطريقة البحث الجنائي، فإن أي شخص يَدَّعي شيئًا ولا يأتي بالدليل والمصدر الموثوق فهو كذب وتلفيق وتضليل وظلم وإجحاف. وأنشر نص الرسالة بدون تصحيح أو تنقيح وأحصرها بين قوسَين (هكذا):

 

(قصد البابا عند السيستاني

باعتقادي يزور البابا السيستاني لهذه الأسباب الحقيقة:

اولا ليؤكد موقف الغرب والقوى العالمية التي تحكم العالم، بأن السيستاني ومرجعيته هي التي يعترف بها الغرب كقيادة إسلامية، بعيدا عن خامنئي ونظامه الشيعي وبعيدا عن الأزهر وسنته، هو اعتراف ولاية من الغرب بأن حوزة النجف هي من تتفاوض معها وتعترف بها.

ثانيا هي تقديم عربون الشكر والامتنان للسيستاني وفتواه المشهورة بالسماح للقوات الغازية من الأمريكان والحلفاء باجتياح العراق، ويبدوا ان الأمريكان ادركو ان ٢٠٠ مليون دولار التي قدمت للحوزة مقابل تلك الفتوة كانت مبلغا زهيدا إزاء ما حققوه من دمار للمنطقة وزهد التكلفة عليهم.

ثالثا ليقنع العراقيين والعالم، بأن هذا الرجل هو فعلا السيستاني الحقيقي، والذي لا يقابله احد سوا ممثلة الأمم المتحدة في العراق، والذي يحرص (السيستاني) ان لا يقابل احد او يلقى بخطبة او يقم صلاة كما كان يفعل نبيه محمد ووليه علي.) ٱنتهى نص الرسالة.

 

وفيما يلي إجابتي الموجزة التي تتضمن بحثًا قصيرًا في وسائل الإعلام وبعض الكتب ذات الصلة بالموضوع:

 

أولًا: الدول الغربية عمومًا، والعظمى خصوصًا، لا تعترف بأية مرجعية أو قيادة إسلامية، ولا تتفاوض معها، وإنما تتعامل مع كل دولة بشكل منفرد على ضوء مصالحها السياسية والٱقتصادية، ولا توجد أية فائدة أو مصلحة مِن تعامل تلك الدول مع المرجعيات الدينية السنية والشيعية سواءً كانت تابعة للدولة، كما في إيران والسعودية، أو مستقلة عن الدولة، كما في العراق. والمرجعية الإسلامية الشيعية في النجف الأشرف مستقلة تمامًا عن باقي المرجعيات في إيران ولبنان والهند وباكستان وإندونيسيا وغيرها. وتمتاز المرجعية الدينية الشيعية العراقية بأنها تؤمن بأن “الشعب مصدر السلطات” وضرورة فصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية، ولا تؤمن مطلقًا بمبدأ “ولاية الفقيه” على الطريقة الإيرانية ولا بمبدأ “الدولة الإسلامية” على الطريقة الوهّابية السعودية. وهذا هو أحد الأسباب الأساسية التي جعلت وتجعل بعض علماء الدين المجتهدين الشيعة في إيران يلجؤون إلى العراق للتخلص من ٱضطهاد “ولاية الفقيه” والتمتع بحرية التفكير الديني في العراق. وعندما ندرس سيرة آية الله العظمى السيد علي السيستاني ومن سبقوه في زعامة المرجعية الدينية، من العرب وغير العرب، نجد أنهم لم يتدخلوا بالسلطة السياسية بصورة سلبية أو إيجابية وأن مجموع المؤلفات والفتاوى والبيانات الصادرة عنهم قبل وبعد الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني (سنة 2003) تدل على ذلك بشكل قاطع.

 

ثانيًا: “عربون الشكر والامتنان”، كما يدلّ ٱسمه، من دولة الفاتيكان يجب أن يُقدَّم قبل الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني سنة (2003) وليس بعد مرور (19) سنة من الٱحتلال. فهل كانت دولة الفاتيكان نائمة كل هذه المدة؟ ثم أن “الفتوى المشهورة بالسماح للقوات الغازية من الأمريكان والحلفاء باجتياح العراق” مقابل المبلغ المزعوم، وهو (200) مليون دولار، هو في الواقع خبر مُزيَّف من أساسه ٱبتدعه أتباع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتداوَله أتباع الوهّابية والسلفية، وزادوا في نصوصه، وما زالوا يتداولونه في مواقعهم على الشبكة الدولية (الإنترنت) وفي أحاديثهم حتى هذه الساعة، وٱستطاعوا إقناع وتضليل عدد من المتعلمين والمثقفين بوجود هذه الخرافة المُلفَّقة. وأنا شخصيًا كنتُ شاهدًا وحاضرًا في بداية سنة (2003) في كندا عندما أشاع عملاء مؤتمر لندن (لِسَنة 2002)، لا سيما جماعات حزب الدعوة، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم، وعبد المجيد الخوئي وأحمد الجلبي ومسعود البرزاني وجلال الطالباني، بأن السيد السيستاني أصدر فتوى تُوجِب الٱمتناع عن مقاومة الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني الذي كان وشيكًا “لكي نتخلص من الطاغية صدام حسين”، على حدّ زعمهم. وعندما تَحرَّيتُ عن مصدر الفتوى المُزيَّفة تَبيَّن أن مكتب السيد السيستاني شجب تلك الإشاعات التي جاءت ضمن حملة الإعلام الأمريكي البريطاني المُضلِّل الكاذب بهدف ٱحتلال العراق وتدميره بالكامل، كما سأوضّح ذلك في السطور التالية.

 

ونحن هنا، في عصر توفُّر وٱنفجار المعلومات، نتحدى أيّ شخص في العالم أن يكشف لنا هذه الفتوى ويُثبِت نسبتها إلى السيد علي السيستاني (تَذكَّرْ مبدأ: “البَيِّنَةُ على مَن ٱدَّعَى”!). ومن جانبي، فقد ٱطَّلعْتُ كثيرًا في مواقع الوهّابية والسلفية على بعض الفتاوى المنسوبة للسيد السيستاني بمختلف المواضيع، حيث يقومون بتزييف صورة الموقع الرسمي للسيد السيستاني، ثم يلصقون النص المزيَّف الكاذب بصورة فوتوغرافية ليبدو أمام الناس البسطاء كأنه خبر حقيقي، ويعلِّقون عليها بكلام فاحش بذيء. وعندما تحقّقتُ بنفسي عن أصل هذه الأكاذيب ٱِتَّضح لي بلا رَيب أن واضعيها أشخاص محترفون ومتعصبون سياسيًا ودينيًا وقوميًا ويوجهون ٱتِّهامات لا أخلاقية خطيرة ضد المسلمين عمومًا والشيعة خصوصًا.

 

أما بخصوص مبلغ الرشوة المزعوم فيكفي أن نذكر نص البيان الصحفي المتداول الذي نشره “كيث أوربان” (Keith Urbahn)، رئيس أركان مكتب وزير الدفاع الأمريكي السابق “دونالد رامسفيلد” (Donald Rumsfeld)، لتكذيب الإشاعة الرخيصة بشكل حاسم. ونترجم أدناه نص البيان، الذي صدر يوم 5 كانون الثاني/يناير 2011، والرابط الخاص به، والترجمة محصورة بين قوسَين (هكذا). أما القوسان [هكذا] فهُما للتوضيح من عندي:

 

(للنشر فورًا:

تصريح من “كيث أوربان”، رئيس أركان مكتب “دونالد رامسفيلد”:

تدور الشائعات حاليًا في بعض وسائل الإعلام العربية التي تزعم أن مذكرات “رامسفيلد” القادمة تحتوي على معلومات حول لقاء وإرشاء آية الله العظمى السيستاني، وهي مضحكة وخاطئة وقابلة للدحض. سيتمكن الناس بأنفسهم من قراءة ما هو موجود في [كتاب] “المعلوم والمجهول” (Known and Unknown) بالضبط عندما يَصدُر في 8 شباط/فبراير. يكفي أن نقول إن “رامسفيلد” لم يعرض أن يدفع ثمنًا لِأيِّ رأيٍ من آراء آية الله العظمى السيستاني، بل ولم تَدُرْ في خُلدِه هذه الفكرة. علاوة على ذلك، لم يلتقِ “رامسفيلد” بالسيستاني قط. وأية أفكار معاكسة لذلك غير صحيحة إطلاقًا. كان آية الله العظمى السيستاني ولا يزال صوتًا شجاعًا ومستقلًا بشكل واضح في العراق. وتجدر الإشارة إلى أن حملة التضليل الإعلامي بدأت في وسائل الإعلام المدعومة من إيران، ويبدو أنها ليست أكثر من محاولة غبية لتضليل العراقيين وزرع التفرقة بينهم.) (المصدر رقم 1). ٱنتهى النص الأصلي للبيان.

 

ويُعلِّق الصحفي الأمريكي “مايكل روبن” (Michael Rubin) بقوله، “الآن، يمكن أن نستخلص الدرس المناسب، وهو أن “الحكومة الإيرانية تكذب بلا خجل”. ويقول إنه عندما زار العراق خلال عطلة أعياد الميلاد في نهاية سنة (2010) وبداية (2011) كانت هذه الإشاعات منتشرة في وسائل الإعلام الإيرانية الناطقة بالعربية كجزء من الحملة الشرسة التي تشنها الحكومة الإيرانية ضد آية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي يعتبرونه شوكة في عيونهم لأنه يتمتع بالحرية والٱستقلالية الفكرية عن ملالي إيران (1).

 

ويشير صحفي أمريكي آخر هو “مايكل كرولي” (Michael Crowley) من مجلة “تايم” (TIME) الأمريكية إلى موقع للوهّابيين على الشبكة الدولية (الإنترنت) يتداولون فيه النص العربي المزيف والمترجَم عن الإنكليزية الذي حصلوا عليها قبل نشر الكتاب حسب زعمهم، حيث يتضح سخف النص وركاكته بما لا يتناسب مع أسلوب الكتاب الذي نُشِر بعد أيام (2).

 

وبعد التحرّي عن هذا الرابط المذكور أدناه في المصدر (3) تبيَّن أنه الآن مكسور لكن ٱسمه بالإنكليزية يدل على (منتدى الصحوة الإسلامية)، ثم عبارة (نحن دفعنا مبلغ 200 مليون دولار لفتوى تساعدنا على ٱحتلال العراق).

 

كما وجدنا نفس الهُراء منشورًا في مواقع “يوتيوب” و “تويتر” و “فيسبوك”، ومنها هذه الصفحة المزيَّفة في المصدر (4).

 

وجاء في مقال ٱفتتاحي لمجلة “واشنطن إيكزامِنَر” (Washington Examiner) بعنوان “إيران تُخَرِّبُ إعلام العراق” منشور في 5 كانون الثاني/يناير 2011، ما يلي:

(إن التدخل العسكري الإيراني في شؤون العراق معلوم جيدًا، وكذلك التلاعب المتكرر بالٱنتخابات، وإن كان غير فعال. ومِن الأدوات الرئيسة للدعاية الإيرانية التلاعب بوسائل الإعلام العراقية والعربية عمومًا، وهي أدوات إيرانية لتشويه سمعة السياسيين العراقيين الذين يرفضون نفوذ الملالي في الشرق الأوسط.) (5).

وأكّدت الصحيفة أن إيران تستهدف السيد علي السيستاني مرارًا وتكرارًا لكونه مستقلًا عنها ومسالمًا بطبيعته. وتضيف، (كان دوره الرئيسي في عراق ما بعد الغزو هو تقديم دعم ديني قيم للٱنتخابات العراقية، وإصدار فتوى تعلن أن الذكور والإناث على حد سواء ملزمون أخلاقيًا بالتصويت.) (5).

 

ولكن من بين المقالات الغريبة التي عثرتُ عليها أثناء بحثي والتي جاءت ضمن الحملة الإعلامية الأمريكية البريطانية الضخمة لغزو العراق، ما نشرتْه صحيفة “غارديان” البريطانية (The Guardian) للصحفي المراسل من واشنطن “إيوين ماكاسكيل” (Ewen MacAskill) بتاريخ 4 نيسان/أبريل 2003، أي أثناء الغزو الشرس للعراق، بعنوان “آية الله يأمر الشيعة بوقف القتال”، جاء فيه:

(تلقّت القوات المسلحة الأمريكية يوم أمس زخمًا جديدًا عندما دعا رجل الدين الشيعي البارز في العراق العراقيين إلى عدم مقاومة الأمريكيين والبريطانيين. وقال آية الله علي السيستاني أن على المسلمين الشيعة ألا يعيقوا قوات الغزو، وهو عكس ما جاء في فتوى أصدرها السنة الماضية بأن على العراقيين أن يقاتلوا من أجل الوطن.) (6).

(كما دعا العراقيين إلى وقف القتال داخل وحول المرقد الشيعي المقدس لضريح [الإمام] علي في النجف. ورحب وزير الدفاع الأمريكي “دونالد رامسفيلد” بالفتوى ووصف آية الله بأنه “شجاع”.) (6).

 

لكن هذا الصحفي، وبرغم الجوائز العينية والتقديرية الكثيرة التي حصل عليها أثناء الوظيفة، لم يُقدِّم دليلًا واحدًا على صورة أو وجود هذه الفتوى المزعومة، ولم يُوضِّح من أين جاء بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي ومتى حدث ذلك. لكنه أشار أثناء المقال بشكل غير مباشر إلى مصدر الإشاعة التي يسميها “فتوى” بقوله، (أكّد مُتحدِّث بٱسم مؤسسة الخوئي، ومقرها في لندن، صدور الفتوى الجديدة عن آية الله العظمى، وقال المتحدث، “حتى الآن، ظهر ٱرتباك على شيعة العراق وأتباع السيستاني بشأن ما إذا كانوا سيحملون السلاح ويقاتلون الأمريكيين أو لا”. ولكن “هذا مُطْمئِن للجميع. أراد نظام صدام تصوير شيعة العراق والسيستاني على أنهم يدعمونه”.) (6). ٱنتهى كلام المتحدث بٱسم الخوئي.

 

وجاء الردّ الحاسم على هذه الإشاعات الملفَّقة في بيان صادر عن مكتب آية الله العظمى علي السيستاني، تم توزيعه على قنوات تلفزيونية منها قناة “الجزيرة”، بأن الفتوى المنسوبة إليه بأنه دعا العراقيين إلى عدم مقاومة القوات الغازية أو إعاقة تقدمها، غير صحيحة.

(ونفى الشيخ هادي الخالصي من هيئة علماء الإسلام العراقية، ومقرّها في لندن، وجود أيّ دليل على إصدار السيستاني فتوى من هذا القبيل. وأوضح في مقابلة مع قناة “الجزيرة” أنه لا مجال للٱجتهاد في هذا الأمر، قائلًا إن الشرع يُحتِّم الوقوف في وجه الغزاة وهذا ما أجمعت عليه جميع المراجع الدينية.) (7).

(وٱتَّهم الخالصي الجهة التي أوردت النبأ بأنها غير شرعية وتتعاون مع الأعداء منذ سنوات، وأن الفتوى المعروفة عن السيستاني هي حرمة التعامل مع الأعداء.) وقال محمد بحر العلوم، (وهو أحد عملاء مؤتمر لندن لِسَنة 2002) في ٱتِّصال مع “الجزيرة” من لندن إنه يتوقع أن يكون السيستاني أصدر الفتوى لتجنب إراقة الدماء حول مرقد الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). وهذا القول منسجم مع عميل آخر من عملاء مؤتمر لندن (لِسَنة 2002) وهو عبد المجيد الخوئي.

(وٱدَّعت مؤسسة الخوئي الشيعية، ومقرها في لندن، أن السيستاني أصدر فتوى تدعو العراقيين الشيعة إلى عدم الوقوف في طريق قوات الغزو الأميركي، على عكس ما طلب منها في وقت سابق بمقاومة محاولات إسقاط الرئيس العراقي صدام حسين. وذكرت المؤسسة أن السيستاني دعا العراقيين إلى الكف عن القتال في مدينة النجف الأشرف والمناطق الواقعة حولها. ويُعتبر السيستاني السلطة الدينية العليا في الحوزة العلمية الدينية في النجف الأشرف. وكان خاضعًا للإقامة الجبرية في منزله بناءً على أوامر من الرئيس صدام حسين. وكان السيستاني قد أصدر في أيلول/سبتمبر الماضي (2002) فتوى حث فيها المسلمين على “الوقوف صفًا واحدًا وبذل كل ما في وسعهم للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات المعتدين”.) (7).

 

ويناقش الكاتب ياسين جميل في مقاله بصحيفة “رأي اليوم”، بتاريخ 21 آذار/مارس 2016، هذه “الفتوى” الخيالية و “المبلغ” الخيالي قائلًا، (إذا تَقدّم أحد بمعلومات تقود السلطات الأمريكية إلى القبض على أحد المطلوبين الذين خَصصت مكافأة لمن يرشدها إليهم فإن المكافأة (في حال تسليمها) تتم بعد الوصول إلى المطلوب ولا أدنى من ذلك أو أقل، فكيف يُدفع 200 مليون دولار لصاحب فتوى قبل أن تحقق لهم فتواه التمكين من ٱحتلال العراق؟ ومنذ متى يقدم الأمريكيون أو غيرهم الرشاوى مقدمًا قبل إصدار الفتوى وهم لم يضمنوا مبتغاهم وقبل أن يتحقق لهم مسعاهم ؟!) (8).

 

ومن ناحية أخرى يعيد الكاتب ياسين جميل نشر الفتوى التي أصدرها السيد علي السيستاني بضرورة التصدي للعدوان الأمريكي على العراق، وذلك في شهر أيلول/سبتمبر 2002، أي قبل الٱحتلال الأمريكي بثمانية أشهر، وهذا نصُّها:

(بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا)، وقال عزّ من قال (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) صدق الله العظيم … إن واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا كلمتهم ويبذلوا كل ما بوسعهم في الدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الأعداء الطامعين. وليعلم الجميع أنه لو تحققت – لا سمح الله – مآرب المعتدين في العراق لسوف يؤدي ذلك إلى نكبة خطيرة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة. فعلى كل مسلم أن يعي هذه الحقيقة ويقوم بما يمكنه في سبيل الذود عن العراق المسلم ومنع العدوان عليه، ومن المؤكد أن العراقيين – شعباً وقيادة – يقفون متراصين متكاتفين يشد بعضهم ازر بعض أمام أي ٱعتداء وسيقاومون بكل قوة وصلابة وسيخيبون آمال المعتدين بعون الله تبارك وتعالى. لا ريب في أن تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يُعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة. لقد قال الإمام الصادق عليه السلام: (من أعان على المؤمن بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيسٌ من رحمتي) فكيف بمن يُعين على ضرب شعب مؤمن ويتعاون مع الأجنبي في الٱعتداء على بلاد المسلمين. أسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي المسلمين إلى ما فيه الخير والصلاح وأن يُجنب العراق العزيز كيد الأشرار إنه سميع مجيب الدعاء

علي الحسيني السيستاني

27 جمادى الآخر 1423هـ الموافق ليوم الأربعاء 4 أيلول 2002.) (8). ٱنتهى نص الفتوى.

 

والواضح من نص الفتوى وتاريخها أن السيستاني لم يكن يدافع عن نظام صدام حسين وإنما يدافع عن وطنه الذي يعيش فيه، وهو العراق، ضد الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني.

 

شاهد هذا المقطع القصير، بخصوص الفتوى الصادرة عن السيستاني التي تقضي بوجوب مقاومة الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني، في “يوتيوب” في المصدر رقم (9) قبل حذفه أو تغيير الرابط.

 

ومن الواضح والثابت أن فتوى السيستاني في 4 أيلول/سبتمبر 2002 بمقاومة الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني لم يتداولها الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي والبريطاني، ولم يتداولها عملاء مؤتمر لندن (لِسَنة 2002) لأنها ضد حملتهم الإعلامية المنظَّمة الضخمة لتسويق الحرب والٱعتداء على العراق بأي ثمن.

 

وفي 13 آب/أغسطس 2003 أعلنت قناة الجزيرة الفضائية عن ٱستلامها رسالة كتبها صدام حسين بخط يده يجيب فيها على أسئلة أحد الصحافيين وورد في نص الرسالة (لا أعتقد أن أحدًا من المخلصين، عراقيين ومؤمنين كافة ومنهم السيد السيستاني، يرغب بدفع الأمور أو سحبها إلى مهاوي تقسيم طائفي يضعف الأمة والشعب). وأشاد صدام بموقف السيد السيستاني الرافض لمجلس الحكم الٱنتقالي لعدم شرعيته وجاء في الرسالة قوله (إن السيد السيستاني يحظى بٱحترامنا) (8).

 

وأثناء عملية التحرّي عن المصادر الأصلية للإشاعات المتعلقة بهذا الموضوع عثرتُ على عدد كبير من المواقع في الشبكة الدولية (الإنترنت) التي يديرها أتباع السلفية والوهّابية وأتباع إيران، وكلّهم ينقلون عن بعضهم البعض مع إضافات كثيرة هنا وهناك. ويزعم مؤلِّفو هذه المواقع بأنهم من سوريا، مصر، اليمن، المغرب، بريطانيا، إيران، لبنان، أو غيرها من البلدان، ولا يتوفر دليل على صدق ما يدّعون. ومن شدّة كذبهم تجد أن الموقع الفلاني يقول “حسبما جاء في الموقع الفلاني كذا وكذا”، وبعد التحقق من المعلومات يتبيّن زيفها تمامًا، ونجد أنفسنا أمام سلسلة لا تنتهي من الكذّابين والمُلَفِّقين.

 

ثالثًا: حقيقة السيد السيستاني بكل بساطة إنه إنسان مسلم مؤمن حكيم وعالم فقيه مجتهد وزاهد متقشف ومتصوّف بكل معنى الكلمة وإلى درجة مذهلة، ويترفّع عن الصغائر، ويدعو الله بالهداية والتوفيق حتى لمن يشتمه. وهو إيراني الولادة وعراقي وطني أصيل وعربي الثقافة ومخلص للعراق والعراقيين بشكل لا نظير له حتى بين المولودين في العراق ورؤساء الأحزاب الطائفية العميلة الحاكمة في بغداد وأربيل. ولأسباب خاصة به فإنه لا يَؤمُّ الناس في المسجد ولا يُلقي خطبة الجمعة ولا يغادر بيته إلا للعلاج الطبي. وهذا هو واقع السيد السيستاني سواء يعجبنا أو لا يعجبنا. ويُمثِّل المرجعيةَ الدينية العليا في صلاة الجمعة وخطبتها في النجف الأشرف كلٌّ من فضيلة العلاّمة السيد أحمد الصافي وفضيلة العلاّمة الشيخ عبد المهدي الكربلائي. وهم يقرأون على الناس المؤمنين خطبه وفتاواه وبياناته التي تُنشَر على الموقع الرسمي للسيد السيستاني، وفيه تجدون مثلًا البيان الصادر من مكتب سماحته (دام ظله) حول لقائه بالحبر الأعظم بابا الفاتيكان يوم 6 آذار/مارس 2021” على الرابط التالي في المصدر (10):

 

(بسم الله الرحمن الرحيم

التقى سماحة السيد السيستاني (دام ظله) صباح اليوم بالحبر الاعظم (البابا فرنسيس) بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان.

ودار الحديث خلال اللقاء حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الانسانية في هذا العصر ودور الايمان بالله تعالى وبرسالاته والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها. وتحدث سماحة السيد عما يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم والقهر والفقر والاضطهاد الديني والفكري وكبت الحريات الاساسية وغياب العدالة الاجتماعية، وخصوص ما يعاني منه العديد من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي وعمليات تهجير وغيرها، ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وأشار سماحته الى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة ـ ولا سيما في القوى العظمى ـ على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة، كما أكّد على أهمية تضافر الجهود لتثبيت قيم التآلف والتعايش السلمي والتضامن الانساني في كل المجتمعات، مبنياً على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين أتباع مختلف الاديان والاتجاهات الفكرية. ونوّه سماحته بمكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته، وأبدى أمله بأن يتجاوز محنته الراهنة في وقت غير بعيد. وأكّد اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية، وأشار الى جانب من الدور الذي قامت به المرجعية الدينية في حمايتهم وسائر الذين نالهم الظلم والأذى في حوادث السنين الماضية، ولا سيما في المدة التي استولى فيها الارهابيون على مساحات شاسعة في عدة محافظات عراقية، ومارسوا فيها أعمالاً اجرامية يندى لها الجبين. وتمنى سماحته للحبر الاعظم وأتباع الكنيسة الكاثوليكية ولعامة البشرية الخير والسعادة، وشكره على تجشمه عناء السفر الى النجف الأشرف للقيام بهذه الزيارة.

21/ رجب/ 1442هـ

مكتب السيد السيستاني (دام ظله)، النجف الأشرف) (10). ٱنتهى نص البيان.

 

وفي لقاء تلفزيوني لقناة “الٱتجاه” مع السيد حميد الحسيني، رئيس ٱتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية، الذي كان حاضرًا في منزل السيستاني يوم 6 آذار/مارس 2021 عندما زاره البابا فرنسيس، قال إن البابا كان ينظر إلى الجدران والسقوف والأرض الخالية من مظاهر الترف والزينة وكان منبهرًا بوضع السيستاني المتقشف الزاهد وكأنه ينظر إلى الملائكة، على حدّ قوله. شاهِد المقطع القصير التالي بعنوان (بماذا “انبهر” بابا الفاتيكان عند زيارته للسيد السيستاني؟) في المصدر (11).

 

ومنذ بداية الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني في سنة (2003) قرَّر السيد السيستاني أن لا يستقبلَ أيّ مسؤول حكومي له علاقة بسلطات الٱحتلال ولا بأية جهة إعلامية عراقية أو عربية أو إسلامية أو أجنبية أخرى، ولكنه سمح لممثلي المنظمات الإنسانية العالمية ومنظمة الأمم المتحدة بزيارته في بيته المتواضع. وعندما تصله رسائل شفوية أو مكتوبة من مسؤولي سلطات الٱحتلال الأمريكي البريطاني ومن مسؤولي الحكومات العراقية والصحافة فإنه يردّ عليها بسرعة مناسبة. والسيد السيستاني لا يرتاح لزيارة عملاء مؤتمر لندن (لِسَنة 2002) أو ٱلتقاط صور تذكارية معه لِعلمه الأكيد بفسادهم وخيانتهم للوطن. وقد أوضح الحاكم الأمريكي المطلق ومجرم الحرب “باول بريمر” في لقاءات تلفزيونية كثيرة أنه تراسل مع السيد السيستاني 49 مرة خلال السنة التي قضّاها في العراق. شاهِد هذا المقطع القصير في المصدر (12). ومع ذلك ولزيادة الدهشة والتضليل، نقرأ ونسمع تعليقات أتباع الوهّابية والسلفية والحكومة الإيرانية وهي تقول إن تصريحات “باول بريمر” تدلّ دلالة دامغة على “تعاون” السيد السيستاني مع سلطات الٱحتلال الأمريكي البريطاني وتنفيذ المخططات الأمريكية في العراق.

 

من ناحية أخرى، لاحظنا على مرّ السنين وخاصة منذ بداية الغزو والٱحتلال الأمريكي البريطاني سنة (2003)، أن بيت السيد السيستاني مفتوح لوفود الطوائف العراقية كافة من المسلمين السنة والشيعة والمسيحيين والصابئة والإيزيديين والعرب والأكراد والتركمان وغيرهم، والبيانات الصادرة من الطرفَين موجودة ومنشورة وموثَّقة بشكل جيد.

 

ماذا عن الزائر المسيحي للرجل المسلم؟

 

أما بالنسبة للزائر الأجنبي المسيحي، الراهب اليسوعي، الحَبر الأعظم، صاحب القداسة البابا فرنسيس (His Holiness Pope Francis)، فهو رئيس الكنائس الكاثوليكية في العالم وزعيم دُوَيلة الفاتيكان (Vatican City State) الواقعة في قلب العاصمة الإيطالية روما (Rome)، منذ تنصيب البابا بشكل رسمي في ساحة “القديس بطرس” يوم 19 آذار/مارس 2013 (المصدَران 13، 14).

 

ومع كون الفاتيكان أصغر دول العالم سكانًا ومساحةً فهي تستقي دورها وأهميتها الدولية من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على (1.3) مليار نسمة. وبرغم تشدّد الكنيسة الكاثوليكية فإن البابا فرنسيس يمتاز عن أقرانه وأسلافه بميوله الإصلاحية والتسامح والتواضع النسبي ودعم الحركات الإنسانية والعمل على تحقيق العدالة الٱجتماعية وتشجيع الحوار والتواصل بين مختلف الخلفيات والثقافات. وبَعد ٱنتخابه حَبرًا أعظم، ألغى الكثير من التشريعات المتعلقة بالبابوية، على سبيل المثال أقام في بيت “القديسة مرثا” لا في المقر الرسمي في “القصر الرسولي”، ووُصِف بكونه البابا القادر على إحداث تغييرات (المصدَران 13، 14).

 

ويرى المراقبون الغربيون أن زيارة البابا للعراق أهم حدث في تاريخ البابوية، وهي أول زيارة يقوم بها البابا منذ ٱنتشار الوباء العالمي “كوفيد – 19” في بداية سنة 2020. وزيارته ليست لرفع معنويات المواطنين المسيحيين في العراق وحسب وإنما لمدِّ جسور التسامح والتآخي بين مُحِبّي السلام من المسلمين والمسيحيين وغيرهم.

 

وسبق أن ٱلتقى البابا فرنسيس بفضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب، ست مرات في أماكن متعددة منذ سنة 2016. والشيخ أحمد محمد الطيب هو الإمام الأكبر للجامع الأزهر منذ 19 آذار/مارس 2010، والرئيس السابق لجامعة الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين. والجامع الأزهر هو أكبر مؤسسة ومرجعية إسلامية سنية في العالم العربي (المصدَران 15، 16).

 

لماذا يميل بعض المتديّنين إلى الكذب والتضليل والتزييف رغم تحريمه؟

 

إن إطلاق إشاعة كاذبة ضد شخصية دينية، مثل السيد السيستاني، ثم إعادة نشرها بطرق مختلفة وعلى مدى سنوات ومناسبات كثيرة يعزّز قوة الإشاعة وتصبح “ذات دفعٍ ذاتي” وكأنها حقيقة بديهية لا جدال فيها، وبذلك يتبناها بعض المتعلمين والمثقفين الذين لديهم ٱستعداد وتقبل للأفكار الطائفية المتعصبة. وهؤلاء بدورهم يقومون بنشر الإشاعة ضمن كلامهم العادي بٱعتبارها “حقيقة واضحة للعيان” وأن من ينكرها “شخص متعصب وطائفي”. وهكذا تكتسب الإشاعة الكاذبة صفة الخبر اليقين. ومع أن التزييف سهل في عصر تقنية المعلومات وينتشر بسرعة الضوء بمجرد الضغط على زر “إرسال” ولكن من حسن الحظ أن كشف التزييف سهل أيضًا وينتشر بسرعة الضوء. وعلى ما يبدو فإن بعض الناس يميلون إلى تصديق الخبر الكاذب أكثر من الخبر الصادق بلا وعي منهم.

 

إن لجوء بعض المتديِّنين إلى الكذب والتلفيق والتضليل والتزييف والٱفتراء هو في الواقع سلوك يمارسه عدد كبير من مختلف الفئات السكانية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وبدوافع التعصّب القومي والديني والمذهبي والسياسي، وليس مختصًّا بالمتديّنين، إلا أن العبء الأخلاقي يقع عليهم أكثر من غيرهم. كما إن لامبالاة بعض الناس في عصر وسائل التواصل/التباغض الٱجتماعي وتقاعسهم عن واجبهم الأخلاقي بالتحقق من مصادر الأخبار المتداولة تجعلهم أقل تحسّسًا ضد التزوير والٱفتراء والٱتهام الباطل، ولا يرون أي حَرَج في إحالة الرسالة “كما وَرَدَتْني” إلى قائمة العناوين الشخصية.

 

ختامًا، نقول إنّ مَن يَكرَه السيد السيستاني والمسلمين الشيعة عمومًا، لأي سبب كان، لا تستطيع إقناعه بأن يحبهم ويحترمهم لأن الأحكام المسبقة مع التعصب الشديد هي التي تسيطر على مراكز التفكير والتحليل في دماغه. والتعصب، بكافة أشكاله القومية والسياسية والدينية والمذهبية، هو مرض نفسي ٱجتماعي خطير، لكن الأمر يلتبس على الشخص المتعصّب فيظن أن ما يشعر به ويقوله ويفعله هو مجرد تعبير عن حرية الرأي والعقيدة والسلوك.

 

الآن تعرفون لماذا دَعَوْتُكم في عنوان المقالة إلى سَبِّ البابا فرانسيس والسيد السيستاني!

 

تقبّلوا أطيب تحياتي

 

الدكتور علي جاسم العبادي

كندا

الثلاثاء، 09 آذار/مارس، 2021

 

المصادر:

1. Debunking the Crudest Iranian Propaganda
By Michael Rubin
January 5, 2011
https://www.nationalreview.com/corner/debunking-crudest-iranian-propaganda-michael-rubin/
Michael Rubin is a resident scholar at the American Enterprise Institute, senior lecturer at the Naval Postgraduate School’s Center for Civil-Military Relations, and a senior editor of the Middle East Quarterly.
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

2. Weird Rumsfeld Rumor Denied
By Michael Crowley
Jan. 05, 2011
Follow @TIMEPolitics

Weird Rumsfeld Rumor Denied


Accessed: Tuesday, March 9, 2021

3. This link is broken:
http://forums.islamicawakening.com/f18/we-paid-sistani-200-million-dollar-fatwah-help-us-occupying-iraq-40898/
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

4. This page is fake:
https://www.facebook.com/notes/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%83%D8%B3/rumsfeld-and-sistani-story-200-million/112044222208179/
Rumsfeld and Sistani story $ 200 million
By ‎كريم كاشي الخضيري‎ on Sunday, March 20, 2011 at 1:50 PM
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

5. Iran Subverting Iraq’s Media
January 05, 2011
https://www.washingtonexaminer.com/weekly-standard/iran-subverting-iraqs-media
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

6. Ayatollah tells Shias to stop fighting
Ewen MacAskill in Washington
Fri 4 Apr 2003
https://www.theguardian.com/world/2003/apr/04/iraq.ewenmacaskill1
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

7. مكتب السيستاني ينفي إصدار فتوى بعدم مقاومة الغزاة
3/4/2003
المصدر: الجزيرة + وكالات
https://www.aljazeera.net/news/arabic/2003/4/3/%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A%D9%86%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B5%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D8%AA%D9%88%D9%89-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%85
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

8. في ذكرى الحرب على العراق للحقيقة وللتأريخ وبالأدلة والتوثيق: فتاوى المرجعية الدينية بالجهاد ضد الغزاة .. وصدام بعد الإحتلال “السيد السيستاني يحظى بإحترامنا”
ياسين جميل
21st March 2016
https://www.raialyoum.com/index.php/%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%A3/
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

9. مراجع الشيعة والإحتلال الامريكي في العراق – الجزيرة
Oct 5, 2012
جيفارا المصري
فتوى السيستاني والمراجع العظام حفظهم الله بحرمة التعاون والمساعدة ولو بشطر كلمة مع الامريكان وانها من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات

Accessed: Tuesday, March 9, 2021

10. بيان صادر من مكتب سماحته (دام ظله) حول لقائه بالحبر الأعظم بابا الفاتيكان
٦/٣/٢٠٢١
https://www.sistani.org/arabic/statement/26506/
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

11. بماذا “انبهر” بابا الفاتيكان عند زيارته للسيد السيستاني؟
Mar 6, 2021
قناة الاتجاه_Etejah TV
https://www.youtube.com/watch?v=Kxz9dqPQsNQ
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

12. بول بريمر//اية الله السيستاني لقد ساعدنا بشكل عام في تحقيق الحلم الامريكي
Jul 12, 2016
محمد العراقي

Accessed: Tuesday, March 9, 2021

13. الفاتيكان، من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

14. البابا فرنسيس، من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7_%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A%D8%B3
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

15. قبل «قمة قادة الأديان».. لقاءات سابقة جمعت شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان
منال الوراقي
نشر في: الجمعة 15 نوفمبر 2019
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=15112019&id=e319d5fe-e5e0-4d78-8fab-e23bb7238142
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

16. أحمد الطيب، من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%A8
Accessed: Tuesday, March 9, 2021

[الرسالة مقتطعة] عرض الرسالة بالكامل
منطقة المرفقات
معاينة فيديو YouTube مراجع الشيعة والإحتلال الامريكي في العراق – الجزيرة
معاينة فيديو YouTube بماذا “انبهر” بابا الفاتيكان عند زيارته للسيد السيستاني؟
معاينة فيديو YouTube بول بريمر // اية الله السيستاني لقد ساعدنا بشكل عام في تحقيق الحلم الامريكي

أحدث المقالات

أحدث المقالات