سيّدةُ وسادة الأحلام

سيّدةُ وسادة الأحلام

أُقرُّ بأنّكَ وحدكِ مَنْ نغّمت غزارةَ هذا الأنين على مدى سنواتِ العمر , وبأنّكِ نجحتِ في الإبقاء على غربتي منغّمةً حيّةً تتموسقُ في ذاكرةِ الايام , الغربةُ موتٌ وخسارةٌ وسقوطٌ في العتمةِ الأبديّة , كيفَ لنعمةِ النسيان أنْ تُزيلَ رائحةَ انفاسكِ مِنْ على وسادةِ أحلامنا وأنا وحدي مُجهدٌ أكتبكِ قصيدةً ليقرأها كلّ عشّاق هذا العالم ؟! قصيدة تتناقلها ألسنةُ العشّاقِ المنكوبينَ بعدوى الفقد , فيها أبثُّ رائحةَ نومِ أنفاسكِ المسترخية بهدوووووووووءِ على ذراعي تسيلُ منها بهجةَ الإبقاء على أحلامٍ نخافُ فقدها , تُطمئنُ روحي قبلَ النزول إلى عالمِ الظلام وحيداً بلا تمائمَ ولا تعاويذَ كانت أمي تدسّها تحتَ وسادتي البريئة إلّا مِنْ بقايا قمصيكِ الورديّ يمنحني القدرة على الاستغناء عمّنْ سواكِ , قصيدة تؤرخُ لحظةِ ليلٍ سعيدٍ بنا وحّدَ أجسادنا في حلمٍ لمّا ينقضِ بعد على سريرٍ مزركشٍ ندرأُ بهِ نكبةَ البُعد , فتعالي ودعي رأسكِ يتوسدُ صدري ونمسحُ مِنْ عيوننا الدمَ بعدما نفدَتْ كلَّ الدموع , فتعالي لأكتبَ قصيدةً هي الأبهى والأنقى في ذاكرةِ الأيام ساطعةً مِنْ بين ركام الخيبات .