23 ديسمبر، 2024 11:50 ص

سيول للمحبة في وداع محمد بديوي الشمري

سيول للمحبة في وداع محمد بديوي الشمري

يحتفل الناس اليوم بأعياد الربيع  وهم يرتدون ثيابا مزركشة تجمع كل الالوان , لكننا معشر الصحفيين نتلبد بالسواد حزنا والما على زميل اغتالته يد الغدر , انه الزميل محمد بديوي الشمري .
سابقة خطيرة اقدم عليها ضابط من الفوج الرئاسي أطفأ فيها شمعة كانت ماتزال تحترق في مؤسسات الصحافة وقاعات العلم لتبدد ولو جزء يسير من ظلمة تكاد تحيط بنا من كل جانب .
ايها الزميل العزيز الثائر الهادئ الكادح المفعم بالحياة , لقد ظلت خطوط يدك وبصمات روحك حاضرة في دنيا الصحافة والاعلام , حتى رسمت للناس بأستشهادك اخر لوحات المجد والسؤدد تصطبغ الوانها بالصبر الذي لم ينته حتى اليوم .
نحن زملاؤك بشكل عام وفي مؤسسة الاعلام العراقي بشكل خاص نستلهم من استشهادك درسا بليغا في التمسك بعدم السكوت عن الحق او تجافي الحقيقة مهما كان الثمن , ونتشبث بالعلى طموحا فتحت افاقه , فلا نقبل بما دون النجوم, ولا تستتر اقلامنا وضمائرنا خلف مغريات الحياة التي تحاول قدر الامكان حرفها عن جادة الصواب .
ايها الزميل المفتون بحب المهنة والزملاء والناس ,نم قرير العين مادام الامل الذي لم يفارقك يوما يحدونا الى مواصلة طريقك الذي وضعت فيه استشهادك منارا على كل الطرقات لتستمر محاولاتنا في خدمة البشرية جمعاء , لانميز بين عرق او لون او جنس او دين او مذهب او معتقد .
وزعنا بالامس الهدايا على امهاتنا في عيدهن , وقد تراوحت اشكال الهدايا بين هذا الشئ او ذاك , لكنك ايها الزميل العزيز قدمت روحك الطاهرة اليوم هدية لامك التي باتت اما لكل الاسرة الصحفية لانها اختزلت مشاعرنا واحاسيسنا وتطلعاتنا في روح محمد بديوي الشمري , ليبقى طيف روحك الطاهرة معلقا على مساحات الافق البعيد بكل الوانه الزاهية ومعانيه السامية .
تأكد ايها المسافر الى الجنان والخلود بأن زملاءك لم يخالجهم النسيان يوما ,واعلم ان لك احفادا في مهنتك يدعون لك بالرحمة والمغفرة في كل لحظة وهم فخورون بك وبما قدمته , فكنت حقا صدى للامجاد .