تتضارب التوقعات وتختلف الروئ لما بعد الانتخابات ، وما هي النتائج المتوقعة، فالبعض يشكك منذ الان بالنتائج، ويقدم بعض الدلائل على عدم “استقلالية” المفوضية العليا “المستقلة” للانتخابات، والبعض الاخر ينتظر على التل لكي يرى الى من تؤول الامور ، لكي يفصح عن نفسه ويرفع رايته ليقدم الولاء والطاعة للمنتصر القادم، والبعض الاخر حزم امره وعقد الائتلافات وابرم الصفقات، حتى ان البعض قد تفاوض على عدد وماهية الوزارات في الحكومة القادمة والمناصب السيادية.
وعلى فرض لو تسلمنا ان المفوضية ستكون مهنية …وجادة في اعلانها ، بأنها مستقلة ، وعلى فرض ان العملية جرت بسلاسة وبدون “معوقات” …وكانت العملية شفافة ونزيهة “الى حد ما” …فبغض النظر عن النتائج ، فأن المالكي وفريقه السياسي ، ومن خلال متابعتنا للانشطة التابعة لهم في الشارع العام وفي اروقة الشارع السياسي والتحركات على مختلف الاصعدة ، الاقليمية منها والمحلية والدولية حتى، فأن الاتجاه العام سيكون كالتالي ، ائتلاف دولة القانون ولو سلمنا انه سوف يفوز باكثر المقاعد ، فأنه لا محالة سيكون غير قادر على تشكيل ما يسمى بحكومة “الاغلبية السياسية” ، فانه بحاجة الى التحالف مع بعض القوى من داخل التحالف الوطني “الائتلاف الشيعي” و من خارجه “الائتلافات السنية” او العلمانية الاخرى.
ولان ائتلاف المالكي لايريد تكرار ما حصل في الدورتين السابقتين من مشاركة الجميع في الحكومة ، ولسعي المالكي للتفرد بالقرار السياسي بحرية مطلقة، فانه وضع سيناريو محدد ومنذ اكثر من سنة (حسب المعلومات الواردة الينا).
السيناريو ينقسم الى مرحلتين، الاولى تسبق الانتخابات بفترة تتاروح بين سنة الى ستة اشهر ، المرحلة الثانية تبدأ بعد الانتخابات مباشرة،
المرحلة الاولى، الولاية الثالثة لنوري المالكي، استبعاد كافة المرشحين ، تأجيج الوضع في المناطق (السنية) ، وضع الجيش العراقي والقوات الامنية في مواقف تكون مدعاة لخسارة كبيرة في الارواح، وجلب قوات الجيش والفرق والسرايا من اهالي مناطق الفرات الاوسط والجنوب.
تخلخل الوضع الامني في العراق وفي بغداد خصوصا، وضع المواطن العراق والناخب امام خيارين لا ثالث لهما، اما اختيار المالكي او الموت تحت نيران المفخخات.
تطويق المرجعيات الدينية الرافضة للوالية الثالثة ، ارسال رسائل غير مباشرة الى ايران وامريكا ان من يستطيع ان يمسك الوضع في العراق هو المالكي فقط، من خلال دعم نظام الاسد في سوريا ، وتقديم التنازلات الى دول الخليج العربي. لمسك العصى من الوسط.
استبعاد المرشحين الذين يشكلون خطر على وجود المالكي ويملكون شعبية تؤثر على صناديق الاقتراع.
بعد هذا ياتي دور المرحلة الثانية،
تبدأ المرحلة بعد الانتخابات مباشرة، تزداد المفخخات ، تزايد الحشد الطائفي، من خلال تحريك بعض المليشيات المرتبطة بالمالكي، اشراك عددا من المليشيات الشيعية في حرب الانبار، ضرب وتهجير السنة من مناطق معينة في بغداد، ازدياد المفخخات والاحزمة الناسفة في المناطق والتجمعات الشيعية.
وبعد تدهور الوضع الامني وازدياد حالات القتل على الهوية والتحشيد الطائفي، ونتائج الانتخابات غير معلنة ، يكون المالكي (اعلاميا) يكون مضطرا لاعلان حالة الطوارى للسيطرة على الشارع، وعنده يكون البرلمان معطل ، غياب رئيس الجمهورية، الوزارات الامنية بيد دولة القانون، تبدأ عندها عملية التصفية الجسدية للخصوم، ومساومة البقية على الموت او التسليم للمالكي…
هذه هي خطة الدكتاتورية الجديدة في العراق…. اختصرت العديد من الامور، وكما يقال….ليس كل ما يعرف يقال…ولكل من يريد ان يحفظ العراق واهل العراق عليه التحرك سريعا لايقاف نزيف الدم القادم…لانها ..اي شرارة الحرب الطائفي…اذا اشتعلت …لا يمكن اخمادها …