22 نوفمبر، 2024 6:17 م
Search
Close this search box.

سيناريو تقسيم العراق يلوح بالافق ومحاولات المالكي لانهاء الازمة لم تنفع

سيناريو تقسيم العراق يلوح بالافق ومحاولات المالكي لانهاء الازمة لم تنفع

المالكي قدم تنازلات كثيرة للمتظاهرين في الفلوجة والموصل ، اخرها هي شمول السجينات العراقيات بالعفو الخاص ، وكذلك عدم اعتماد المخبر السري ، واطلاق سراح مجموعة كبيرة من المعتقلين … وكل هذه التنازلات هي مطالب لهؤلاء المتظاهرين ، لكن بنفس الوقت ما زلنا نشهد وتيرة متصاعدة لحدة التظاهرات ، ووصلت الامور الى تصور مخيف لكل العراقيين الذين بدأوا يفكرون بامور لم يفكروا بها منذ عام 2008 وهو عام انتهاء الحرب الطائفية التي اكلت الحرث والنسل .

اما على الصعيد السياسي ، فان التظاهرات فرصة /جهنمية/ لمعارضي المالكي واخص منهم القائمة العراقية ، التي رمت بكامل ثقلها على التظاهرات ، واول ما قامت به هي رفع سقوف المطالب ، لتكون مزيج ما هو شعبي يلبي مطالب المتظاهرين وما هو سياسي لاسقاط حكومة المالكي ، وقد نجحوا بخطوة كانت بعيدة عن منالهم في السابق وتحققت اليوم ، وهي تحديد ولاية رئيس الوزراء بولايتين فقط .

هذا الوضع يؤكد بان مطالب المتظاهرين التي قسم منها مشروعة (بغض النظر عن ما جرى في التظاهرات ومن تصريحات استفزازية ) ، بان هذه التظاهرات استخدمت من قبل السياسيين ، واصبحت مبررا وفرصة لاسقاط المالكي الذي فيما يبدو لم يعينه في ازمته الاقربون ومنهم بعض القوى في التحالف الوطني الذين صوتوا على تحديد ولايته ، بعد ان كان ضامنا لفترة رئاسية ثالثة في ظل شعوره بالتفوق وازدياد شعبيته .

الا ان اجراءات المالكي لمواجهة خصومه السياسيين ، لا اعتقد انها ستكون فعالة ، مثل قيامه باستبدال وزراء العراقية الذين علقوا حضور جلسات مجلس الوزراء تضامنا مع طلب قائمتهم المعارضة للحكومة ، اذ ان هذه الاجراءات ليست اكثر من كونها رسالة للطرف الاخر بانه ما زال قويا ويملك بعض الاوراق التي يمكن ان يلعب بها وان يواجه به خصومه السياسيين .

لكن بنفس الوقت ، ان بقاء الحال كما هو عليه ، سيبقي دائرة الصراع مغلقة على هذا الشكل من التداعيات ولم يحركها او يصعد منها كما تريد /العراقية/ ، لهذا فان اعضائها يحاولون اخراج هذه التداعيات من الدائرة العراقية وتدويلها ، الى ان تصل بحالة شبيهة بالحالة الموجودة في سوريا .

وهذا السيناريو لو حصل ، فان الامور سوف تخرج من دائرة المألوف ، وسيتجه العراق الى التقسيم لا محالة ، لاسيما بان هذا الخيار استفز ذهنية البعض /سنة وشيعة/ ، وبكل الاحوال لن يمر بهذه السهولة الا لو مر بحرب طائفية لا سامح الله .

في حال تدويل القضية العراقية ، فان السيناريو الذي يلوح بالافق هو تدخل الامم المتحدة ، ووضع موطئ قدم لها في العراق لعدة سنوات ، ثم التوصل الى نتيجة بضرورة تقسيم العراق ، وهذا هو مشروع بايدن /الخسيس/ بعينه . وهذا هو من يريده البعض ، فهل يقبل الشعب العراقي بهذا ؟

الغريب ان الجميع يؤكد على وحدة العراق ، في حين الحقيقة تفرض نفسها ان الكثير من يؤكد على وحدة العراق يسعى الى تقسيمه … لك الله يا عراق

أحدث المقالات