جميعنا يعرف إن الحوثيين في اليمن تمردوا على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور وحولوا اليمن إلى دولة منكوبة, وبدفع من إيران وذلك من أجل توسيع نفوذها وهيمنتها وسطوتها على منطقة الخليج العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب, فحركت هؤلاء الشرذمة من أجل تحقيق مشروعها, وتجسد ذلك بانقلابهم على الشرعية.
وبما إن لديها الطموح ذاته في العراق, فهي تريد توسيع نفذوها في هذا البلد من أجل السيطرة على خيراته وثرواته من جهة ومن جهة أخرى تؤسس لخط دفاع لها خارج حدود دولتها الفارسية مستغلة في ذلك خضوع وخنوع الشعوب لسطوتها, وهذا ما أكد عليه المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في حوار نشرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 18 / 4 / 2015م:
{{ أن التمدد الإيراني لن يتوقف عند حدّ، ما دامت الدول والشعوب مستكينة وخاضعة ولا تملك العزم والقوة والقرار للوقوف بوجه الغزو والتمدد القادم والفاتك بهم، موضحا أن “السياسة والحكم التسلطي والمشاريع الإمبراطورية التوسعية تفعلُ كلَّ شيء وتقلِبُ كلَّ الحقائق، من أجل الحفاظ على وجودِها وتسلّطِها وتنفيذ مشاريعها. }}.
بالإضافة إلى طموحها في توسيع إمبراطوريتها المتهالكة, وهذا هو الهدف الأسمى لديها.
المهم في الأمر إن إيران تقوم بتحريك كل أذنابها في العراق من اجل بسط النفوذ الذي أحست بأنه قاب قوسين أو أدنى من فقدانه بفعل التدخل الأمريكي في العراق والذي يتجسد في شخص رئيس الوزراء ” حيدر العبادي ” فاليوم إيران تكرر المشهد اليمني في العراق, فمثلما ضربت شرعية رئيس اليمن فهي تسعى لضرب شرعية العبادي في العرق وإرجاع هيبتها وسطوتها ونفوذها من خلال إرجاع أو وضع من يخدمها في العراق, وهذا ما يدل عليه ويشير له هو :
إن إيران تريد خلط الأوراق في العراق في محاولة لاستدراج الأمريكيين نحو المستنقع العراقي من خلال إثارة الحرب الطائفية وإصرارها على زج المليشيات في معركة الانبار لكسر العناد الأمريكي وفتح عدة جبهات في العراق سياسية وعسكرية, مثل ترتيب مظاهرات ضد حكومة العبادي, إشعال فتيل أزمة أمنية من خلال توسيع رقعة المفخخات والعبوات وقتل النازحين وتهديدهم وغيرها من أفعال.
تحريك المليشيات وقادتها ضد حكومة العبادي, وهذا ما نلاحظه في تصريح هادي العامري الذي قال فيه ” سأدخل الانبار ولن احتاج إلى أي إذن من أحد ” وكذلك تصريح قيس الخزعلي “ليس من حق أي احد أن ينصب نفسه زعيما للحشد ” وفي الوقت ذاته هدد بعدم السكوت في حال منع الحشد من دخول الانبار.
هذا في محاولة من إيران لاستعراض قوتها في محاولة للضغط على الأمريكان للقبول بما تريده إيران وخاصة في برنامجها النووي, وسنشهد نزاعات وأحداث خطيرة حتى نهاية حزيران وهو موعد توقيع الإطار النووي بينها وبين الأمريكان.
فيبدو إن الأيام القريبة – إذا بقيت الأمور على هذه الوتيرة – قد تشهد تمردا يصل لمرحلة التمرد العسكري – كما حصل في اليمن – من قبل المليشيات الإيرانية و الفصائل الموالية لها على حكومة العبادي وبشكل يخالف التوجهات والتطلعات التي يريدها الأمريكان في العراق من خلال العبادي.