23 ديسمبر، 2024 2:54 م

سيناريوهات الدراما لهذا العام بادرةُ أملٍ للنهوض بالواقع الدرامي العراقي

سيناريوهات الدراما لهذا العام بادرةُ أملٍ للنهوض بالواقع الدرامي العراقي

 بعد إن أصبح شهر رمضان المبارك في العالم العربي الموسمُ الرئيسي والأساسي  للقنوات الفضائية وشركات الإنتاج الفني  في تسويق وعرض أعمالها الدرامية ومسلسلاتها التلفزيونية على المستقبل والمتلقي لها وهو الجمهور المنتشر على مساحة العالم بأسره ,شهدَ الموسم الدرامي العراقي لهذا العام طفرتُ نوعية عن الأعوام السابقة له والتي كانت تشهد بروز أو نجاح أو شهرة عملٍ دراميٍ واحد أو اثنين في جوانبه الفنية والأدبية و تفاعل الجمهور معه من مجل الأعمال المقدمة والتي تعد بالعشرات في اشهر رمضان للأعوام السابقة ,فقد ألاَحَ هذا العام بحدوث طفرتٍ ونقلةٍ نوعية في المستوى الدرامي العراقي وهو يشهد عرض مسلسلات عراقية تحمل قصص وسيناريوهات مؤثرة ذات رسائل هادفة تنوعت بين الثقافة والسياسية والدين والجرأة على الواقع والتي تفاعل مع اغلبها الجمهور من خلال ترقبها و الحرص على متابعتها بشغف والتواصل مع أحداثها وأشخاصها وأبطالها والتي سرقت المشاهد العراقي من متابعة المسلسلات والأعمال الدرامية المصرية والسورية والخليجية والتركية التي كانت تحتل حصة كبيرة من وقت الجمهور العراقي للأعوام الماضية .
 استطاعت القنوات الفضائية العراقية المنتجة للدراما والشركات الفنية معها ان تنجح هذا العام في  السيطرة والاستحواذ على وقت المتابع العراقي والذي يعد ساحة من ساحات الصراع والمنافسة القوية بين القنوات التلفزيونية العربية من خلال ابتعادها عن النصوص الرخيصة والفارغة التي كانت تقدم سابقا والتي لا تحمل أي هدف أو رسالة  وتقديمها لأعمال تُليق وتستحق أن تكون بداية قوية للارتقاء والنهوض بالواقع الدرامي العراق الذي عانى من الركود والقلة في الإنتاج طيلةَ فترة التسعينيات من القرن الماضي  بالإضافة إلى تخبطهِ وعشوائيتهِ بعد العام 2003 حيث لم تستطيع النصوص والقصص الدرامية خلال العشر سنوات الماضية من رسم خط ولون واضحين للدراما العراقية كما هو الحال في الدراما المصرية والسورية والخليجية التي قطعت أشواطا طويلة ورسمت لنفسها ألوانا خاصة بها تُميزها عن غيرها من الأعمال العربية ,ولكن هذا الموسم أو هذا العام ومن خلال أعمال كبيرة تحاكي الإنسان والبيئة والمعاناة التي جرت على ارض هذا الوطن ومن خلال أشخاصٍ وأسماء عريقة كانت هي من أسباب الارتقاء بالوقع الثقافي العراقي كـ (علي الوردي ) والتي عرضت  مسلسل كامل عنه من على قناة البغدادية تروي حياته واهم ما مر به من أحداث وكيف ساهمَ بنشر الثقافة العراقية وتصديرها إلى الخارج ومسلسل (أزقة المدينة ) و(رباب)  اللتان عرضتا من على قناة العراقية وهما ترويان معاناة شعب ضد ظلم وحكم ديكتاتوري متسلطٍ لم يرحم شعبه بل سلبه حريته وأمنه ,ومسلسل (م,م) الذي عرض على قناة الشرقية والذي يحمل الجرأة على الواقع ويكشف زيف من تستروا بعباءة الدين ليحققوا مآربهم وأهدافهم الشخصية من خلال متاجرتهم بفتياتٍ بريئات بحجة زواجِ المتعة و المسيار, استطاعت الدراما أن تنهض بواقعها وان تكون محط أنظار الجمهور والنقاد و الأكاديميين وإشادتهم بها وبممثليها وأبطالها ومؤلفيها ومخرجيها ومنتجيها عاديها بداية انطلاقٍ لأعادت مسيرة الدراما العراقية وبدايةِ منافسةٍ حقيقية مع الأعمال الدرامية العربية الكبيرة .