1 ـــ كما كتب التاريخ, السيرة الدموية لحزب البعث القومي, وحُفرت له في الذاكرة العراقية, مجزرة حلبجة وتجفيف البيئة التاريخية لأهوار الجنوب, وتدمير الثروة الغذائية فيها, وحروب وحصارات, وما ترك خلفه من مقابر جماعية, امتدت من زاخو في الشمال, حتى الفاو في الجنوب, التاريخ الأن يدون, ما ارتكبته وسترتكبه الأحزاب الشيعية, المعروفة بجهلها وتخلفها المغموس بالهمجية, وستحمل الذاكرة العراقية جراح لهم, ربما لأكثر من عشرة اجيال, انها كيانات لا يهمها ما يقال او يكتب عنها, ما دامت قادرة على شرعنة, القتل واللصوصية والعمالة والخيانة, كأعمال جهادية يكرمهم الله عليها, عقارات في الآخرة وفائض حور وغُلمان!!.
2 ـــ تلك الكيانات افراد كانت او احزاب, تحمل في مخيلتها دائماً, مشروع تكفير والغاء ومجزرة للأخر, جميعها مصابة بفقر الأنتماء والولاء الوطني, لهذا تصبح الخيانة وسرقة المال العام عقيدة, وبغباء مفرط يقنعون انفسهم ان المذهب وطن, والعراق جزء من الدولة الفارسية وبغداد عاصمتها, ويعتقدون بوعي منحرف, ان سرقة الثروات العراقية وارزاق الناس, وقتل من “يريد وطن” واجب شرعي, يحظى برضا الله ومباركة اهل البيت!!, انه انحراف يتجاوز حدود الشذوذ, تصب (مجاري) احزابه الفكرية والعقائدية, في مستنقع واحد, يطلقون عليه “البيت الشيعي” التاريخ هنا يحترم الحقيقة, وسيكون له منطق آخر يسمي المسميات بأسمائها, وكذلك الذاكرة العراقية, ستعلق الأفعال الشنيعة في اعناق مرتكبيها.
3 ـــ التاريخ لا تهمه المقارنة, بين مجزرتي الأنتفاضة الشعبانية عام 1991, ومجزرة انتفاضة الأول من تشرين 2019, فكلاهما وجهان لعملة العقائد النافقة, سيتوقف التاريخ امام لعبة احتلال داعش لثلث الجغرافية العراقية, ويضع النقاط على حروف الحقيقة, يرفع الغطاء عن ضحايا اللعبة, قتلى كانوا او نازحين, وداخل اطار اسود يضع طائفية “نارهم تاكل حطبهم”, ومن رحم اللعبة, ولدت مليشيات الحرس الثوري العراقي, كمجندين بمهام ايرانية, وبعناوين فاضحة, ينشر التاريخ اسماء رموز مرحلة الأنفلات الطائفي, المجلس الأعلى الأسلامي, حزب الدعوة الأسلامي, جيش المهدي للتيار الصدري الأسلامي, حزب الفضيلة الأسلامي, تيار الحكمة الأسلامي, واسماء ما انزل الله بها من سلطان, ثم يختزل الجميع, بهجين “البيت الشيعي”, ليكون تسلسله بعد الفصل الدموي, لنظام الـ “امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”.
4 ـــ التاريخ سيعلن النتائج المدمرة لعملة الأسلام السياسي, وعلى الصعيد العراقي, سوف لم يهمل القطع المميت, بين المضمون البدوي للفتح الأسلامي, وبين الأرث الحضاري للمجتمع المدني في العراق, سيتوقف التاريخ ايضاً, عند فصلي النكبة الأخيرة, حيث عام 08 /شباط / 1963, اجتاح الهجين الدموي للقومية الطائفية, فكان “البعث العربي الأشتراكي” العنوان الأول لفصل المجزرة, بعدها استورثت احزاب الأسلام السياسي, بأغلبيتها الشيعية كامل ادواته العقائدية والقمعية, الى جانب بعض الهوامش القومية المتطرفة, اذا كان صدام حسين, صعلوكاً متمرداً على القيم الوطنية والأنسانية, في عمالته لأمريكا, فرموز الأحزاب الشيعية, تمردت على ضمائرها, ثم جففت نقطة الحياء على جبين سمعتها, واعتبرت ولائها وعمالتها لأيران, واجب شرعي مقدس, فمسحوا الأرض بأسم الله, والمذهب الذي يدعوه, انه الفصل الدموي, الذي سيترك التاريخ دمعته, في نهاية سطره الأخير.