الانباء عن سيطرة المسلحين من تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية على بلدتي عانه وراوه العريقتين في محافظة الانبار غرب العراق لساعات عدة ليس بالخبر العادي والذي نمر عليه مرور الكرام لما له من تداعيات خطيرة على الامن القومي العراقي ومستقبل السلم الاهلي في العراق للاسباب التالية :-
1- اثبت الهجوم ان بامكان هذا التنظيم من السيطرة على مدن كاملة وبسهولة مما يعني من امكانية سيطرته على اقاليم واسعة من العراق دون اي مقاومة او رادع .
2- اثبت الهجوم عدم وجود اي سيطرة فعلية من القوات الامنية والجيش على الحدود العراقية وفي اي من اتجاهاتها والذي بدوره يسمح لدخول الارهابيين من اي حدب وصوب وباي وقت دون اي رقابة امنية .
3- امكانية قيام التنظيم بمجازر في المدن والقرى العراقية كالتي يقوم بها في المدن والقرى السورية وبالتالي خلق موجه نزوح جماعي مما يخلق ازمة انسانية هائلة تكون مدعاة لتدخل خارجي في الشأن العراقي .
4- ان هذه العملية تدل على انسيابية حركة هذه القوات من مدينة الى اخرى فهي المرة الثانية التي يقوم بها بالسيطرة على مدينة كاملة هذا العام بعد السيطرة على بلدة سلمان باك وخروجه منها بعد تفاوض مع اهالي المدينة .
5- ان هذا الهجوم يزيد من حالة الغضب والنقمة وعدم الثقة في الحكومة والاجهزة الامنية والجيش وخصوصاً لدى سكان هذه المناطق .
6- اثبت الهجوم فشل الدولة وخططها الامنية في مواجهة الارهاب رغم ان كل الظروف هي في مصلحة الدولة سواء لوجود جبهة سورية تشغل الارهابيين عن العراق وكذلك في ظل الامكانات المادية الهائلة التي تتمتع بها الدولة .
ان تكرار السيناريو السوري في العراق ليس بالصعب بعد ما رأيناه من امكانيات هذه التنظيمات الارهابية والذي اعاد الذاكرة الى اعوام 2005-2007 والتي شهدت انهياراً امنياً مخيفاً ولكن هذه المره تختلف الامور كون في تلك الفترة كانت القوات الامريكية موجودة في العراق وهي التي تكلفت وزر قتال هذه المجموعات اما الان وفي وجود هذا الجيش وقوات الشرطة فان من الصعب مواجهة هذه التنظيمات التي تحمل من الولاء والايمان والتدريب ما لا تملكه القوات العراقية الامنية التي لا تملك اي مؤهلات مهنية او قتالية تؤهلها لمواجهة هذه التحديات الامنية الخطيرة . لذا فانهيار امني هو احتمال قائم مالم تتم اجراء عملية مصالحة حقيقية لا تستثني احداً .